بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للشغل تحت إشراف المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي بنابل، تم تنظيم تظاهرة احتفالية ناجحة تضمنت عدة فقرات تنشيطية تكوينية تثقيفية، كان للجنة الشباب العامل الحظّ الأوفرمنها وذلك تفاعلا مع البرنامج السنوي نشاط المكتب الجهوي ومع توصيات الأخ المنصف اليعقوبي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم المرأة والشباب العامل والجمعيات بعد اشرافه على اجتماع جهوي تحسيسي بتاريخ 15 أفريل 2007 لتأطير الشباب في الجهة واستقطابه ودعم انتسابه للمنظمة، حيث تضمنت تظاهرة غرة ماي 2007 في الفترة الصباحية ندوة تكوينية مفتوحة موجهة للشباب العامل حول «الهيكلة والقانون الاساسي والنظام الداخلي « حضرها 15 عنصرا من الشباب العامل يتحمل أغلبهم مسؤوليات نقابية في قطاعاتهم كما واكبها العديد من الوجوه النقابية المناضلة بالجهة والواعية بأهمية فتح الآفاق لشباب الاتحاد العام التونسي للشغل كدرع حصين في الدفاع عن حقوق الشغالين بالفكر والساعد وكضامن لتواصل الاجيال النقابية بما يحافظ على مكاسب المنظمة وبما يؤمّن مستقبلا أفضل لها وللشغيلة عامة. وكان نشّط هذه الندوة التكوينية باقتدار الأخ رضا التليلي المنسق الجهوي للشباب العامل واشرف عليها الاخوان عضوا المكتب التنفيذي محمد الفارسي وعباس الحناشي المسؤول عن التكوين النقابي والتثقيف العمالي وقرر لها الأخ عبد الفتاح الدربالي منشط القسم. ولقد دارت النقاشات والمداخلات في جوّ احتفالي يسوده الحوار والتفاهم والجدّ والإفادة إذ تناولت الندوة عديد لنقاط تتعلق بتاريخ نضال العمال وبأسباب نشأة النقابات في العالم وحصوصا بتاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل منذ مرحلة ما قبل التأسيس الى اليوم باعتباره سفينة الأمان التي قدمت كثيرا للحركة الوطنية وساهمت من مواقع متقدمة في التحرر من نير الاستعمار وقادت نضالات العمال التونسيين ونادت باستقلالها عن النقابات الفرنسية آنذاك وكان ذلك رسميا بتأسيس الاتحاد في العشرين من جانفي .1946 كما عبر أغلب المتدخلين عن أهمية العمل النقابي الشبابي اليوم خصوصا في ظلّ المدّ العولمي وفي ظل ما يتهدد الطبقة العاملة من مخططات تستهدف ضرب العمل النقابي وتفتيت وحدة العمال على المستويين العالمي والقطري، والتي ليس للشباب العامل من خيار أمامها غير التسلّح بثقافة عمالية نضالية تحررية تقدمية في مستوى حجم التحديات المطروحة وفي مستوى طموحات حملة الإرث النضالي النقابي المشرف مستقبلا، وتم التأكيد على ضرورة أن يكون الشباب العامل أكثر وعيا ومسؤولية ووفاء دائما لتاريخ الاتحاد الذي خطّته دماء شهدائه وحفظه عرق عماله وتضحيات مناضليه منذ تأسيسه على يدي حشاد الشهيد والزعيم الوطني والنقابي الخالد، وتوافقا مع موضوع الندوة حرص الاخوة الحاضرون على أهمية الهيكلة محليا وجهويا ووطنيا وعلى أهمية التنسيق والتواصل بين مختلف هياكل الاتحاد كشرط لتكامل ونجاح العمل النقابي بدءا من هياكله القيادية الوطنية والجهوية وصولا الى النقابات الاساسية الأقرب الى تطلعات ونضالات وشواغل القواعد العمالية خصوصا أمام ما تعانيه اليوم من تعنت الاعراف ومن طرق تشغيل هشة ومن استغلال وطرد وتسريح ومناولة وبطالة وهو ما يتطلب أكثر من أي وقت مضى ضرورة دعم الانخراط في المنظمة ونشر الوعي بأهمية العمل النقابي المناضل في صلبها باعتبار دورها الريادي في الدفاع عن الطبقة الشغيلة من أجل صون كرامتها وضمان حقوقها المعنوية والمادية وهو ما يتطلب بدوره التشديد على أهمية الانتساب الى المنظمة العمالية والإلمام بما ينصّ عليه قانونها الاساسي ونظامها الداخلي حتى يكون ذلك الاساس الصلب لأي مسيرة نقابية قادرة على الفعل في الواقع وتغييره لفائدة الشغالين ، كما تم التأكيد على مواصفات المناضل النقابي التي يجب أن تكون منسجمة مع مطالب العمال وتطلعاتهم إذ عليه أن يكون متشبعا بالقيم والمبادئ النقابية والانسانية وبروح المسؤولية التي بدونها لا يمكن الحديث عن عمل نقابي مناضل وملتزم ، كما عليه أن يكون متشبعا بالفكر تأكيدا على أهمية المعرفة في تكوين شخصية المناضل النقابي الشبابي حتى يحمي نفسه من مخاطر التهميش والوصاية والاغتراب بشتى أنواعه . وقبل اختتام أشغال الندوة أكد الأخ عباس الحناشي على أهمية التكوين النقابي والتثقيف العمالي لما لهما من أهمية بالغة في خلق قاعدة عمالية واعية بذاتها وبواقعها ومستشرفة لمستقبلها من أجل تدبّر السّبل الكفيلة بمواجهة المشاريع المضادة لمصالح العمال ومن أجل بعث حركية نقابية فاعلة ومناضلة، وفي الأخير اختتم الأخ رضا التليلي منسق اللجنة الجهوية للشباب العامل هذا اللقاء بعد كلمة شكر أرادها تحية لكل الذين عملوا على انجاح الندوة القيمة رغم عديد العراقيل، اما في الفترة المسائية للتظاهرة فقد انتظم تجمع عمالي ضخم في جو احتفالي بهيج أشرف عليه أغلب أعضاء المكتب التنفيذي والهيئة الادارية واللجنة الجهوية للشباب العامل ، ألقى خلاله الأخ الحبيب غنام الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل كلمة تناول أثناءها بيان الاتحاد العام بالتحليل، مستعرضا أهم الفترات الحاسمة في تاريخ الحركة العمالية العالمية والوطنية واختتم كلامه مهنئا كافة الشغالين بالفكر والساعد بعيدهم العالمي، ليفسح المجال لحفل الموسيقى الملتزمة الذي أحيته فرقة أولاد المناجم التي غنت فأبدعت حيث تفاعل معها الحضور بعمق فغنى الجميع للعمال في هذه المناسبة العزيزة عليهم وطالب الجميع بترديد نشيد الاتحاد ونشيد العمال أكثر من مرة هذا وكان للجنة الجهوية للشباب العامل مساهمة فاعلة في التجمع العمالي والنشاط الذي انتظم ببورصة الشغل بالعاصمة صباح غرة ماي 2007 ، وبذلك يمكن القول أن مكتب الشباب العامل بنابل أدخل الحركية وأعاد الروح للاتحاد الجهوي للشغل وكل عام والشباب العامل وكافة الشغالين والاتحاد بألف خير.