في الكلمة التي ألقاها على منبر منظمة العمل الدولية بوصفه الأمين العام للاتحاد النقابي لعمّال المغرب العربي قال الأخ عبد السلام جراد: إنّ التميز في العمل هو أحد المظاهر المخلة بحقوق الانسان، وقد جاء تقرير المدير العام ثريا بالمقترحات الهادفة الى مكافحة الأشكال الجديدة للتمييز والنهوض بالمساواة بين الرجل والمرأة في عالم الشغل. إنها مقترحات جيدة للحدّ من الفوارق في مجال التشغيل والاجور، لكننا نود التأكيد أن الاختلال بين النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي واتساع الفجوة بين الشمال والجنوب وتفاقم عبء المديونية، علاوة على بروز علاقات شغلية هشة وانتشار القطاع غير النظامي هي عوامل رئيسية في عدم تكافؤ الفرص وانتهاك الحقوق الاساسية في العمل. إن ملايين الشباب والنساء يواجهون خطر البطالة والتشغيل الجزئي، وإذا كان توفير فرص العمل اللائق وجعل المساواة هدفا محوريا في المفاوضة الجماعية يوفّران أكبر قدرة على رفع هذا التحدي، فان ما يتعرض له العمال المهاجرون من تمييز بالعديد من مناطق العالم يستوجب مقاربة دولية تتعامل مع موضوع الهجرة من منطلق إنساني على قاعدة احترام معايير العمل الدولية وتشجيع برامج التشغيل وتنمية الموارد البشرية ببلدان الجنوب. ودعا الأخ الأمين العام إلى وضع آليات لمراقبة احترام معايير العمل في اتفاقيات التبادل الحرّ ومنها اتفاقيات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وبلدان المغرب العربي. كما يتعين على المنظمة مساعدة الشركاء الاجتماعيين بالمنظمة العربية على تعزيز المساواة في العمل في كنف التفاوض الحرّ، وبالتعاون مع منظمة العمل العربية، على أن يتجاوز هذا التعاون مجرد إقامة الندوات، ليتعداها الى الاتفاق حول الأهداف الاستراتيجية ومنها تكريس الحريات النقابية وإرساء حوار اجتماعي ثلاثي فعال، وهي عناصر أساسية لتحقيق الحكم السليم والديمقراطية. كما ينبغي تشجيع أطراف الانتاج بالبلدان العربية على التوجه نحو التعاون الاقليمي والإسهام في بناء تجمعات جهوية، بما من شأنه ان يساعد المنطقة العربية على تحقيق نجاحها الاقتصادي والاجتماعي. وتحدّث الأخ عبد السلام جراد عن حالة عدم الاستقرار التي تعيشها المنطقة العربية، فبيّن أنّ الاحتلال الأمريكي للعراق وجرائم الحرب التي تقترفها قوات الاحتلال الاسرائيليةفي حق المواطنين الفلسطينيين وتفاقم بؤر التوتر بالشرق الأوسط والخليج هي عوامل مدمّرة للتنمية وللديمقراطية ومغذية للارهاب والتطرف ومهددة للسلام العالمي. وبهذا الصدد أشاد بالجهود التي تبذلها المنظمة لتوفير الدعم التقني لأطراف الانتاج بفلسطين، ودعا إلى مواصلة دعم كفاح الشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وإنهاء احتلال أراضي سوريا ولبنان وتخليص العراق من الاحتلال الأجنبي وإخلاء المنطقة من كافة أسلحة الدمار الشامل. أمّا كلمة الاتحاد العام التي ألقاها الأخ محمد الطرابلسي فسننشرها كاملة في العدد القادم.