شكرًا ألف مرّة ومرّة للشاعر الرقيق الصديق الأخ محمد الصغير أولاد أحمد. فقد أنتج أثرا سيبقى دون أدنى شك خالدًا، خلود هذه الأرض، عنوانه «نحبّ البلاد». فمن خلال بلاغة كلماته وقوّة معانيه، وعذوبة ألفاظه، يسري قول شاعرنا الفذّ على الألسن سلسا، سهلا، نافذا إلى الأعماق، قريبا من القلوب، حتى أنّ الواحد منّا يحسّ أنّه هو من ألّف القصيد، وهو من تغنّى به، وهو من يعنيه. قضيت الأسبوع الماضي في لندن في اطار دورة تدريبية نظّمها لفائدة عدد من الصحافيين التونسين المركز الأوروبي للصحافيين متعاونا في ذلك مع نظيره في تونس وبدعم مالي كامل من الاتحاد الأوروبي... وما ان وصلت مدينة الضباب (على فكرة، ضبابها أقلّ من غبار القاهرة) حتى مثل هذا القصيد أمامي ووجدتني في كل مناسبة أردّده، وأعيد ترديده مرارًا وتكرارًا، الأمر الذي لفت انتباه البعض من مرافقيّ فاستغربوا في البدء لكن راح كلّ منهم بطريقته «يدندن بحبّ البلاد». ولفرط ما رددت القصيد، وجدتني في بعض الأحيان وقد أضفت له لفظا هنا أو جملة هناك حتى صار ومع الاعتذار الأخوي الخالص للأخ محمد الصغير أولاد أحمد وهو يعرف مدى تقديري ومحبّتي له تقريبا كما يلي: «نحبّ البلاد، كما لا يحبّ البلاد أحد، صباحا مساء، وقبل الصباح وبعد المساء، وقبل الغسق وبعد الضّحى ويوم الأحد ولو أقلقونا كما أقلقونا ولو نرفزونا كما نرفزونا ولو راقبونا كما راقبونا ولو كرهونا كما كرهونا ولو شكّكوا فينا كما شكّكونا ولو نفرونا كما نفرونا ولو نسونا كما نسونا لأحببنا البلاد كما لا يحبّ البلاد أحد ولو ما رافقونا كما رافقونا لخدمنا البلاد كما لم يخدمها أحد ولوما ألزمونا كما ألزمونا لأتينا البلاد كبير المدد ولوما راقبونا كما راقبونا لوقينا البلاد من كلّ حسد ولو شجّعونا فقط كما لم يشجعونا لهزمنا جميع من للبلاد كان ضدّ. ولو وثقوا فينا كما لم يثقوا لأكسبنا البلاد عظيم السّند. نحبّ البلاد كما لا يحبّ البلاد أحد صباحًا مساء، وقبل الصباح وبعد المساء ويوم الأحد. في الأخير: شكرا لرفاق الرحلة اللندنية شكرا لرفاق المسيرة اليسيرة في تونس