انعقدت بدار الاتحاد العام التونسي للشغل يوم الجمعة 22 جوان 2007 هيئة إدارية قطاعية للجامعة العامة للصحّة للنّظر في الاشكالات والقضايا العالقة بشأن المنظومة الصحّية في البلاد ولتقييم نضالات الفترة السابقة التي خاضها أعوان وعمّال الصحّة من أجل واقع صحّي أفضل. الهيئة الإدارية التي ترأسها الأخ المنصف الزاهي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الوظيفة العمومية وحضر افتتاحها الأخ المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم المؤسّسات والدّواوين والمنشآت، شهدت حوارا ثريّا بين أعضائها من جهة وعضوي المكتب التنفيذي الوطني والأخ قاسم عفية الكاتب العام للجامعة العامة للصحّة، كما شهدت توافقا وانسجاما بين الجميع من أجل إنجاز إضراب قطاعي وطني حُدّد موعده ليومي 5 و 6 سبتمبر القادم متمنّين أن تفتح الوزارة أبوابها لحوار أعمق من أجل إيجاد حلول جدّية والنّظر في المطالب العالقة بكل مسؤولية. بحثا عن الانسجام في افتتاحه لهذه الهيئة الادارية أكّد الأخ قاسم عفية عن ضرورة تمتين العلاقة بين الهياكل النقابية الجهوية والمحلية من جهة والقيادة النقابية من جهة ثانية وتعزيز الالتفاف حول مطالب أعوان الصحة باعتبار أنّ هذا القطاع هو الأكثر أهمّية وهو الآن يعيش «أزمة وجودية» خاصّة أمام طوفان الخصخصة وأمام القوانين الجديدة للتّأمين على المرض. كما طلب الأخ قاسم عفية من ممثّلي القطاع ضرورة تقييم التحرّكات الأخيرة وخاصّة الإضراب القطاعي وضرورة البحث عن آليات ذات جدوى وفاعلية في التعامل مع وزارة الإشراف التي لم تُبد إلى الآن إلاّ التعنّت والصدّ لكل المطالب النقابية حسب ما قاله الأخ قاسم عفية. مطالب جماهيرية الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الوظيفة العمومية الأخ المنصف الزاهي ورئيس الهيئة الإدارية القطاعية أكّد ضمن تدخّله الافتتاحي بأنّ قطاع الصحة قد تبنّى مطالب جماهيرية منها تأهيل القطاع العام وهو مطلب تتأكّد أهمّيته وضرورته خاصّة في هذا الزمن المعولم والذي يسود فيه رأس المال على كل القيم الإنسانية البنّاءة وأشار إلى أنّ الجلسات التفاوضية بين نقابة الصحّة وسلطة الإشراف شهدت بعضا من النقاط المهمّة التي تحقّقت فيه بعض المطالب كما لم يفته أن يشير إلى بيان الاتحاد العام التونسي للشغل الذي صدر إثر الاعتداءات من قوات الأمن على نقابيي جهة الصرين. كما كان الأخ المنصف الزاهي واضحا في ردوده على تدخّلات الحاضرين مبرزا ثقة المكتب التنفيذي في قدرة نقابيي القطاع على تمثّل المشاكل الحقيقية وحسن اختيارهم للأشكال النضالية من حوار جدّي ومسؤول واعتصامات واضرابات هي ثقة لا محدودة وهي ثقة متبادلة وجب المحافظة عليها وتعزيزها. القطاع بوحدته واستراتيجيته الأخ المولدي الجندوبي الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم المؤسّسات والدواوين والمنشآت والذي حضر ردهًا من افتتاح هذه الهيئة أشار في كلمته إلى أنّ حضوره هنا بين أبناء قطاع الصحّة مبرّره أنّه ابن هذه الأسرة وهو أيضا واجب عليه باعتباره نقابي مُسخّر للنّضال والعمل في كل قطاع وفي كل جهة، كما تحدّث في كلمته عن ضرورة توحيد النضالات ووضع استراتيجيات واضحة المعالم للفترة المقبلة من أجل مزيد كسب الاستحقاقات خاصّة في ما يخص الزيادات الخصوصية ومجانية العلاج لكافة الأعوان والانتدابات وقانون التأمين على المرض والترقيات وحركة النقل. وعرّج أيضا على ما أثاره الحضور من نقاط بخصوص بيان الاتحاد حول أحداث الصرين مؤكّدا أنّ التحقيق في ملابسات هَتْكِ حرمة الاتحاد جارٍ وسوف تُردّ كرامة كل نقابي ونقابية في جهة الصرين بأسلوب حضاري ليعطي درسا لمن يعتبر أنّ العنف هو الحل في ضرب العمل النقابي. على أرضيّة موحّدة التقت جل تدخّلات ممثّلي قطاع الصحّة في هيئتهم الإدارية حول ضرورة مواصلة درب النّضال والعمل من أجل نيل الاستحقاقات والمكاسب وحول ضرورة توحيد صف جميع الهياكل من أجل انجاح إضرابهم القادم والذي تمّ الاتّفاق على شهر سبتمبر وتحديد يومي 5 و 6 منه موعد رسمي له في انتظار أن تبدي وزارة الاشراف ما يدفع بسياسة الحوار والتفاهم كسبيل أنجع وأفضل لفض المشاكل العالقة.