يعتبر الحبيب الهمامي من ابرز اللاعبين الذين أنجبتهم ملاعب الشمال الغربي، هذا اللاعب كان بإمكانه تحقيق نجاحات كبرى لكن الحظ لم يشاء ولو أنّه راض على ما أنجزه وربّما هذه القناعة تجعلنا نزيد في احترامه.. في الجزء الثاني يتذكّر الحبيب الهمامي ويعود بنا إلى العديد من المحطّات الهامّة في مسيرته الكروية.. مسيرة ناجحة وأهداف: محطتي الكروية في باجة اعتبرها موفقة جدا حيث سجلت العديد من الاهداف في مقابلات هامة كمقابلة الاولمبي الباجي ضدّ الترجي الرياضي التونسي مع تسجيلي لهدف، كذلك ضدّ الحديد الصفاقسي (الرالوي) والعديد من الاهداف الاخرى. في سنة 1986 تم الحاقي وانتخابي ضمن منتخب الشمال الذي كان يدربه المدرب القدير مراد محجوب الذي اثنى على خصالي الكروية وفي اواخر 86 كانت امامي فرصة ذهبية للاحتراف من خلال عقد كان وصلني من فريق سعودي مقابل صفقة مالية ب 120 مليون لكن تم رفض هذا العرض من هيئة الاولمبي الباجي باعتبار ان النادي لا يمكن ان يستغنى عن خدماتي في تلك الظروف لحاجته الماسة لكل اللاعبين باعتبار ان الجمعية كانت تلعب من أجل تفادي النزول بعدها تم تكريمي وكنوع من الإرضاء لي من طرف الهيئة المديرة للاولمبي منحوني 1000 دينار لأني رفضت العرض وقررت مواصلة اللعب مع الاولمبي الباجي وكذلك «Prime de signature» لأني لم اتسلم هذه المنحة عند تعزيزي لصفوف الاولمبي الباجي. وفي سنة 1987 وتحت اشراف المدرب لطفي البنزرتي غيرني من موقعي كصانع العاب الى متوسط ميدان حيث لعبت ضد لاعبين كبار امثال حمادي العقربي ومحي الدين هبيطة طارق ذياب وخالد بن يحيى. ضغوطات ثم عودة الى الاتحاد في تلك الفترة كانت هناك العديد من الضغوطات من طرف العائلة من خلال بعد المسافة بين باجةوسليانة بما أنّني كنت أتنقّل يوميا إلى هناك وكذلك انني لم أجن شيئا من تجربتي سوى بعض الامتيازات كمنح الفوز ففي السابق لم تكن هناك امتيازات مالية مثلما هو موجود حاليا. وفي الموسم الرياضي 88 1989 واصلت اللعب مع الاولمبيك وقدمت له الكثير لكن الحمد الله فقد جنيت من هذه التجربة حبّ الناس في جهة باجة وخاصة احباء الاولمبي الذين مازالوا إلى اليوم يتذكرون اللاعب الحبيب الهمامي لأكون محل ترحاب وتقدير كلما حللت بجهة باجة وفي موسم 89 90 عدت الى الاتحاد وقتها صعد النادي الى القسم الشرفي تحت قيادة المدرب فريد العروسي حيث استطاعنا اعادة الفريق الى مستواه الحقيقي كما تدربت عند العديد من المدربين كعلي الكعبي وخميس العبيدي وصالح قديش وفي اواخر 1990 ، خيّرت الابتعاد عن الكرة ليكون الاعتزال وأنا في سنّ الثلاثين اين تركت مكاني للاعبين الشبان لمواصلة أخذ المشعل بعدها عملت كمسؤول عن فريق الأكابر في هيئة الاتحاد تحت قيادة السيد عبد الستار الورفلي واشراف المدرب عبد المجيد الحمادي حيث تمكنا من الحصول على نتائج ايجابية رغم العراقيل والصعوبات وقلة المداخيل. حاليا أتابع تفاصيل الاتحاد الرياضي بسليانة والاولمبي الباجي باعتبار ان الاول جمعيتي الأم اين ترعرت وعرفت فيها ابجديات الكرة والفريق الثاني أي الاولمبي الباجي الذي عرفت فيه احلى الأيام والذكريات وسطع فيه نجمي. سوء حظّ : شخصيا لم يكن معي الحظ كبقية اللاعبين باعتباري كنت قادرا على التألق ونحت مسيرة رياضية متميزة سواء في الاتحاد أو في الأولمبي الباجي حيث لم أكن محظوظا وقتها، ففي الماضي لم يكن هناك من يؤطر اللاعب مثل ما هو موجود حاليا، كما انني اعترف اني ندمت على عدم إكمال المسيرة حيث كنت قادرا على اللعب في المنتخب الوطني وتحقيق طموحاتي لكن كما يقول المثل ان عمر اللاعب صغير لكن في المقابل أنا جدّ متفائل ولدي احساس كبير ان ابن اختي لاعب النادي البنزرتي للأداني زبير الدراجي قادر ان يكمل المسيرة التي لم أكملها حيث أرى فيه خصالي وهو قادر على تحقيق ما لم أحققه. طرئف ونوادر : على امتداد مسيرتي الرياضية هناك العديد من الطرائف التي ظلت عالقة بذهني من بينها الهدف الممتاز الذي امضاه ساحر الأجيال حمادي العقربي في الدور الثمن النهائي لكأس تونس اثر ركنية مباشرة استقرت في شباك حارس الاولمبيك. وفي مقابلة اخرى ضد النادي الافريقي وفي نطاق البطولة ، كان الحكم بصدد ادارة المقابلة وفجأة سقطت امواله من جواربه وبقي هذا الحكم يجمع فيها فيما المباراة متواصلة. كذلك طرفة بقيت راسخة في ذهني وهي في مقابلة الصعود ضدّ النفيضة الرياضية بملعب النفيضة كان زميلي في الفريق مروان عباس بصدد المراوغة في منتصف الميدان لكن تعمد الخصم الاعتداء عليه جعلني اصيح وقلت انه يستحق ضربة جزاء من منتصف الملعب فبهت الحكم والجميع من قراري. وختامها مسك : اليوم عليّ ان اشكر كل ممرن علّمني الكرة، هذه الكرة التي اعطتني الكثير وخاصّة حبّ الناس وثقتهم واحترامهم وتقديرهم في باجة مازال الكثيرون يتذكرون ابداعات الحبيب الهمامي، ما اتمناه اليوم هو صعود اتحاد سليانة وبقاء الاولمبي الباجي في الرابطة الاولى واللعب الادوار الاولى. كما اتوجه بنداء الى الأحباء الغيورين واللاعبين القدامى للالتفاف حول جمعيتهم لاعادة هذا الصرح الرياضي العريق الى سالف تميزه.