الصدفة وحدها هي التي جعلتني من المواكبين لهذه المحطة الثقافية الهامة ضمن المشهد الثقافي عموما في بلادنا... ببساطة هي لافتة إشهارية للمهرجان كانت معلقة على واجهة دار الثقافة بقربة دخلتها لاستجلي الامر وهناك وجدت الترحاب وكرم الضيافة تجاوزا شخصي ليصلا الى جريدة «الشعب» خاصة صوت الشغالين والمبدعين على حد سواء. ومن هنا انطلقت رحلة الاكتشاف وتلمس حقيقة هذا المهرجان لم أر بشرا يعملون، إنها خلية نحل ان اختلفوا في الاختصاص فالهدف واحد وهو ايصال محتوى المهرجان الى برّ الامان وإنجاح البرنامج الثري عروضا وتربصات وورشات عمل وندوات وامسيات على الهامش وتذليلا لكل الصعوبات التي قد تعترض أحد الزائرين المواكبين او المسرحيين الهواة فالهياكل كلها اجتمعت وتجمعت قواها عاقدة العزم على إنجاح الدورة 33 لمهرجان قربة لمسرح الهواة. وزارة الثقافة والمحافظة على التراث عن طريق المندوبية الجهوية بنابل الجامعة التونسية للمسرح جمعية مهرجان قربة الوطني لمسرح الهواة، كلها سعت الى التنظيم المحكم شعر به كل متتبع مهتم، واهم شيء في هذا الباب احترام المواعيد، فالاعمال المسرحية الهاوية تنطلق دائما في حدود الساعة 10 والنصف ليلا مشفوعة بالنقاش الذي سيّرت دواليبه لجنة تأطير ومناقشة العروض ترأسها الزميل احمد حاذق العرف بالتعاون مع السيدين الطيب السهيلي وعلي الخميري ... هذا النقاش يتواصل احيانا الى الفجر يشارك فيه الجمهور المهتم والمواكبون من الاكادميين والمسرحيين الهواة، كل يعزز موقفه ويدافع عنه الى حدّ التصادم وسرعان ما تعود الامور الى نصابها ليعود الحوار الديمقراطي والنقد البناء سيد الموقف. المسرحيات المختارة أشرف عليه كاتب الدولة لدى وزير الداخلية والتنمية المحلية المكلف بالشؤون الجهوية والجماعات المحلية ابتداء بعرض تولت خلاله بعض الفرق النحاسية وفرق الفنون الشعبية تنشيط شوارع مدينة قربة في جوّ بهيج حضره الكبار والصغار، النساء والرجال ينمّ عن سلوك مدني متحضر اضافة الى رسوخ هذا المهرجان في الذاكرة الشعبية لمدنية قربة لم لا والمهرجان تجاوز عمره3 عقود حتى يصل الى الدورة 33 كانت كافية لتأطير وصقل عشرات الجمعيات وتخرج على يديه العديد من الكفاءات المسرحية هي الان عنوان للمشهد المسرحيّ كما وكيفا في بلادنا... هذا الافتتاح الذي انطلق يوم 28/07/2007 ابتدأ ايضا مع مسرحية «حنين» لجمعية مسرح الجمهور بتونس وتواصلت العروص بنسق عرض كل ليلة الى حدود يوم الجمعة 3 أوت 2007 مع مسرحية شروى لجمعية مسرح البحر بالمهدية تخللته مسرحية «السقيفة» لجمعية النهضة المسرحية ببنزرت يوم الاثنين 30/7/2007 ومسرحية «عرق الليل» لجمعية النهوض بمسرح الهواة بالحنشة 31/07/2007 ومسرحية «راغلة» لجمعية «نجوم المسرح» بقربة 1/08/2007 ومسرحية «الرّمبوان» لجمعية النهر المسرحي بتونس. جديد المهرجان بعد مناقشة الاعمال المسرحية المقدمة كل ليلة تتواصل السهرة مع «الفداوي» الذي هو عبارة عن حكايات خرافية يقدّمها شخص له من المواصفات ما يجعل المتابع مشدوها وهو يعيش احداث الحكاية ويتفاعل مع احداثها وعقدها يقوده في ذلك عنصر التشويق وقد كان ابطال هذه السهرات كمال العلاوي عماد الوسلاتي وعلاء الدين الايوب. حرصت إدارة المهرجان على برمجة العديد من اللقاءات مع وجوه مسرحية ليقيّموا تجاربهم المسرحية بحلوها ومرّها وذلك دفعا للمسرحيين الهواة نحو المغامرة والبحث في أعماق الفنّ الرابع ما دام الهدف هو إثراء المشهد الثقافي عموما والمسرحي خاصة وتمت هذه اللقاءات مع كل من يونس الفارحي وصابرة الهميسي وجعفر القاسمي ومنير العرقي. تربص: هما في الحقيقة تربصان في تربص واحد تزامنا مع انطلاق العروض المسرحية وداما 3 أيام تناولا قضيتي «السنوغرافيا» «وفن التمثيل» وذلك ايام 23 و30 و31 جويلية وقام بدور التنشيط ثلة من الاساتذة الاكاديميين استفاد منهم جموع من المسرحيين الهواة بغية تطوير التجربة والعمل على صقلها. ندوة: موضوعها «فنّ الممثل» حاضر خلالها الصحفي لطفي العربي السنوسي على مدى يومين (31 جويلية و1 أوت2007) وتناولت بالدرس والتمحيص مسألة «فنّ التمثيل» تفاعل معها الحاضرون بالنقاش لفهم متطلبات العمل التمثيلي باعتباره الواسطة بين الاخراج بارتباطه بالجانب التقني والفني والمحتوى المراد تبليغه من ناحية والجمهور المتلقي من ناحية اخرى. مشاهد: هي نشرية المهرجان الداخلية كانت توزع مجانا وكانت عبارة عن ناطق رسمي باسم الساهرين على انجاح الدورة 33 لمهرجان قربة، هذه النشرية رافقت المسرحيين والمواكبين على كل آيام المهرجان، استأنسوا بها واستأنست بهم وهي مفتوحة لكل الاقلام ولكل المحاولات الجادة التي تبحث في واقع المسرح التونسي، ونقد العروض المقدمة إضافة الى الاخبار العامة والتحاليل التي تتناول قضايا المسرح.. نشرية «مشاهد»أدارها بامتياز عم «حسن حمادة» رفقة ثلة من الشباب كلهم نشاط وحماسة بغية توفير الاعداد اليومية في مواعيدها بإخراج أنيق يرغب في الاطلاع و»التهام» كل الكتابات المدرجة. وختامها مسك: حفل الاختتام اشرف عليه السيد محمد الامين العابد والي نابل وخلاله تم تكريم ثلة من المسرحيين اعطوا للمسرح كل ما يملكون واسسوا لتجربة مسرحية تونسية رائدة كل من موقعه، كل من جهته فكان الاعتراف بجميل خدماتهم اشارة الى ان مهرجان قربة لمسرح الهواة لا ينسى رجاله ونساءه الذين ناضلوا وكابدوا من اجل حركة مسرحية تعانق الجمال والرقي اما المكرّمون فهم على التوالي السادة والسيدات: محمد كدوس (تونس) لزهر بوطبّة (تطاوين) السيد الفهري الهمالي (نابل) عائسة العيادي (قربة) عبد الستار ساسي (قربة) . بعد ذلك فسح المجال لمقرر لجنة التحكيم السيد عبد الله خذر للتصريح بنتائج الدورة فكان كالتالي: جوائز الاداء: الجائزة الرابعة: الاناث: عجمية بن فرج عن جمعية النهوض المسرحي بالحنشة ثريا منصور عن جمعية النهضة التمثيلية ببنزرت الذكور يوسف العمراني جمعية الامل الجديد بباحة منير العماري: جمعية مسرح البحر بالمهدية. الجائزة الثالثة: الاناث: فاتن الشوايبي: جمعية مسرح الجمهور بتونس . الذكور: محمد علي العباسي: جمعية النهضة التمثيلية ببنزرت. الجائزة الثانية: الاناث: زهرة الشتيوي: جمعية النهر المسرحي بتونس. الذكور: إسماعيل بوسلامة : جمعية نجوم المسرح بقربة الجائزة الاولى: الاناث: سارة الحلاوي: جمعية مسرح البحر بالمهدية الذكور: حافظ السلامي: جمعية النهوض بالمسرح بالحنشة. جائزة النص: مسرحية «عرق الليل» لمنير عوّة جمعية النهوض بالمسرح بالحنشة جائزة الاخراج: مسرحية «القاراج» للبشير بوعلي جمعية الامل الجديد بباحة. جائزة لجنة التحكيم الخاصة: مسرحية «الرمبوان» جمعية النهر المسرحي بتونس