طبعه الهادئ انضباطه الحديدي لكل المواعيد والمحطات لم يخفيا سعادته بحصول شريطه على ثقة لجنة انتقاء الافلام ضمن المسابقة الوطنية خلال المهرجان الدولي لفلم الهواة بقليبية 2007. «الشعب» استغلت فرحه هذا وأجرت معه هذا الحوار: هل تعرّف بنفسك لقراء «الشعب»؟ عبد العزيز بوشمال، سينمائي هاو بنادي الحامّة للسينمائيين الهواة ساهمت مع اعضاء النادي في اخراج العديد من الافلام القصيرة التي تناولت شتّى القضايا والمواضيع ذات البعد الانساني (توق هوس البرّاح باب الحبس كذّاب) وآخرها فلم وثائقي من اخراجي وعنوانه «لغة الحديد». هل تمدّنا بلمحة عامة عن هذا الفلم؟ كما قلت هو فلم وثائقي، مدّته 14 دق و25 ث ينقل لنا واقع عائلة تقطن بقرية من قرى مدينة الحامة «بشيمة البرج» تجاوزت قساوة المكان والزّمان والاعاقة والمرض، وذلك من خلال نضالها المستميت لتوفير لقمة العيش الشريف بتعاطيها لمهنة الحدادة، اذ تعتمد على أدوات عمل بسيطة ووسائل يدويّة. أين تكمن مشكلة هذه العائلة؟ هي عائلة تتركّب من 11 فردا، أغلبها ممّن يشكون من إعاقات وأمراض مختلفة، هذا إضافة الى عدم توفر ورشة للعمل اللائق من شأنها ان تضمن لهم العيش الكريم والشريف. يبدو أنّ قضايا هذه العائلة متداخلة ومتشابكة الى حدّ التعقيد فكيف نجحتم في إخراجها في زمن قياسي(14 دق 25ث)؟ إذا اعتبرنا ان عملنا هاو في منطلقنا وإنساني في أبعاده فالصورة تؤدي الدور الاكبر في التعبير عن تجربة هذه الفئة من المنسيين ولذلك قمنا بتصوير مراحل هذا العمل من زوايا نظر مختلفة للكاميرا فكانت النتيجة مشاهد إنسانية متعددة المستويات في عمقها كل مستوى منها يحمل كمّا من القضايا يقابلة لشتّى القراءات جاعلين من المادة الاولية المستعملة (الحديد) تتشكل من يد الى اخرى لتصوّر لنا ان كل محطة تحمل في طياتها محطات ومحطات وفي عملية التشكل هذه تظهر الصورة معاني الجمال الفني رغم قتامة الموضوع.. هل اعترضتكم صعوبات وانتم تنجزون هذا العمل؟ طبعا كل عمل ذي طبيعة هاوية لا يخلو من الصعوبات فإضافة الى الامكانيات المادية المحدودة جدا واجهنا في البداية مشكلة التواصل مع شخصيات الشريط والتنقل الى مكان التصوير النائي لكن هذه الصعوبات تغلبنا عليها بحلمنا في ان نرى ما لا يحظى بتقدير النقاد والجمهور رغم رضانا التام وثقتنا في انفسنا. بماذ يمكن ان تختم هذا الحوار؟ اشكر كل من ساعدنا على تحقيق هذا الحلم (شريط لغة الحديد) كما اشكر «الشعب» إدارة وتحريرا على الفرصة التي أتاحتها لي لابلغ كل القراء المهتمين بالسينما الرسالة الجمالية ومحتوى شريطي المذكور.