نظمت الجامعة العامة للكهرباء والغاز ندوة دولية حول آثار اتفاق الشراكة والربط الكهربائي على الشركة التونسية للكهرباء والغاز بحضور ومشاركة جمع من الكوادر النقابية القطاعية واشراف الاخوين محمد السحيمي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم الدراسات والتوثيق والاخ المولدي الجندوبي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم القطاع العام وقد تولى الاخ ساسي بالضياف الكاتب العام للجامعة في مستهل اشغال الندوة الترحيب بالمشاركين سواء من مناضلي القطاع او الضيوف من النقابات الفرنسية (س ج ت) وممثلين عن الادارة العامة. واكد الاخ بالضياف ان اهمية الندوة تتنزل في كونها تطرح اشكالية الربط الكهربائي والشراكة في المجال الطاقي وهي كلها توجهات جديدة لعمالقة هذه الصناعة مما يدفع بالاقتصاديات النامية الى توخي الحذر من هذا الغزو الطاقي الذي يخطط له مضيفا ان الشركة التونسية قادرة على توفير حاجيات السوق التونسية دون حاجة الى دخول منتجين جدد ولكي يتسنى هذا اكد الاخ الكاتب العام بانه يجب على الحركة النقابية ان تعد العدة وتنجز الدراسات حتى تكون مستعدة لحماية مكاسبها الوطنية بالتفكير في مستقبلها وطرق دعمها. وفي نفس الاتجاه ذهب الاخوان محمد السحيمي والمولدي الجندوبي اللذان ركزا على اهمية وراهنية موضوعات الطاقة ليشددا على ضرورة الحذر من الانفتاح والمنافسة مع مستثمرين اجانب لهم امكانات كبيرة قد تبتلع الشركة ويضيع بذلك مكسب ومرفق عمومي بالنظر الى عدم تكافؤ الامكانات. مداخلات تضمن برنامج الندوة تقديم 3 مداخلات كانت الاولى للصديق شريخ مجيد من النقابات الفرنسية (س ج ت) ووردت في شكل مقدمة تأطيرية لمحاور الندوة اما المداخلة الثانية فكانت للصديق جون بيار سوترا من (س ج ت) ايضا وتمحورت حول التوجهات الطاقية الاوروبية ونتائجها بشكل عام اما السيدة العلاني ممثلة الادارة العامة للشركة فقد قدمت مداخلة حول اتفاق الشراكة والربط الكهربائي في تونس وأوروبا. توجهات أبرزت المداخلات ان توجهات السوق في مجال الطاقة اصبحت تتركز على الانفتاح اكثر والعمل على الاستثمار في هذا المجال الحيوي ففي تونس فتح المجال الطاقي للخواص سواء فيما يتعلق بالانتاج (محطة رادس) او بالتنقيب والبحث (بريتش غاز). وقد لا يتوقف انفتاح السوق التونسية في مجال الطاقة عند هذا الحد هناك طلبات اضافية للاستثمار خاصة مع تزايد استهلاك التونسي للكهرباء جراء التطور التقني كما ان اتفاق الشراكة مع اوروبا هو مجال اضافي ليجلب طلبات اضافية للاستثمار في مجال الطاقة خصوصا ان اوروبا تمتلك شبكة كهربائية مترابطة قد تتسع رقعتها لتشمل حوض المتوسط وشمال افريقيا وقد ابرزت المداخلات ان الربط الكهربائي بالرغم من تعقيداته التقنية الا انه عملية ممكنة كما ان امكانية انتاج الكهرباء في السوق المحلية بانتصاب منتجين اجانب ممكنة ايضا اما ممثلة الشركة التونسية للكهرباء والغاز فقد اوضحت بان الشركة بصدد دراسة العديد من المشاريع وان الشراكة تبقى دوما رهينة تحقيق الاضافة وضمان تحكم المؤسسة في السوق المحلية. مخاوف عبر المشاركون من خلال تدخلاتهم عن مخاوفهم تجاه تحرير الطاقة بالنظر الى التفاوت الصارخ في الامكانيات بين عمالقة هذا المجال وبين الشركة التونسية التي تسعى جاهدة الى تطوير امكاناتها وتزويد السوق المحلية مع البحث عن سبل توسيع وتدعيم امكاناتها حتى تواكب التطورات التي تشهدها البنية الاساسية وارتفاع نسق الاستهلاك الداخلي. وترتفع هذه المخاوف ببروز بعض الغموض في التعامل مع مستقبل الشركة وفي غياب الشفافية والمعلومة عندما تتخذ اجراءات تتعلق بمستقبل المؤسسة كإدخال منتج خاص للكهرباء (محطة رادس) او الاتفاق مع شركة بريتش غاز وهي كلها قرارات لم تنبع من حاجة المؤسسة او لم يتم تداولها بشكل مستفيض ومثل هذه القرارات المسقطة يمكنها ان تضر بمستقبل المؤسسات وتثقل كاهلها بتكاليف اضافية كما انها قد تحيد بالمؤسسة من منتج الى موزع فقط وتتضاعف هذه المخاوف مع بروز امكانات الربط الكهربائي مع دول الشمال او قدوم منتجين اخرين. الحذر بالرغم من ان مسألة الربط الكهربائي مازالت بعيدة نسبيا الا ان الجامعة العامة للكهرباء والغاز كانت سباقة في طرح هذا الموضوع حتى تكون الساحة النقابية مستعدة للدفاع عن مكتسباتها ومرافقها العمومية وحتى لا يضوي علينا البراني كما يشاء ومتى يشاء يجب ان تبقى الستاغ عمومية وان تحظى بمزيد من الدعم بتحسين الياتها وتجهيزاتها خاصة ان السوق التونسية في إشعاع مطرد.