يمثل الحوار الاجتماعي أحد ثوابت المنظومة الاجتماعية ببلادنا، وينبني هذا الحوار، كما تعلمون، على الحرية النقابية والاحترام المتبادل بين الشركاء الاجتماعيين وقد حرص الاتحاد العام التونسي للشغل دوما على تكريس هذا النهج الحضاري تجسيدا لإرادة سيادة رئيس الدولة في إشاعة ثقافة الحوار والتشاور المستمر بين سائر أطراف الانتاج وفي هذا الاطار يؤسفني أن أعرب لكم مرة أخرى عن انشغالنا العميق لتردّي العلاقات الاجتماعية بين وزارة التربية والتكوين والهياكل النقابية المعنية مما أفضى الى انقطا الحوار بين الجانبين وتعكر صفو المناخ الاجتماعي بالمؤسسات التربوية. وبصرف النظر عن الاشكاليات القائمة بشأن العديد من القضايا والملفات التربوية، فإن السبب الرئيسي لهذا التدهور يكمن في رفض الوزارة التحاور والتعاون مع نقابات التعليم وهي ممارسات غير مفهومة وتتعارض مع التوجه العام للعلاقات السائدة بين الاطراف الاجتماعيين ببلادنا والمتميز باستمرارية الحوار وانتظامه في كنف الاحترام والتعامل الحضاري الرفيع. لقد تعمدت وزارة التربية والتكوين غلق قنوات الاتصال مع نقابات التعليم، وبرغم إلحاحنا المتكرر لم يحصل أي لقاء بين وزير التربية والتكوين والكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الاساسي منذ انتخابه في فيفري 2007 ، وكذلك الشأن بالنسبة للكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي الذي لم يستقبله وزير التربية والتكوين منذ أوت 2006، علاوة على رفض معظم الإدارات الجهوية للتعليم التحاور مع النقابات الجهوية وغلقها منافذ الاتصال والتفاوض. إن تواصل مثل هذه الممارسات يعدّ ضربا لمصداقية الحوار الاجتماعي واستخفافا بمكانة المنظمة الشغيلة وانتهاكا غير مبرر للحق النقابي. وحرصا منّا على تنقية المناخ الاجتماعي بقطاع التربية والتكوين وتأمين كل ظروف النجاح للسنة الدراسية الحالية، وتفاديا لكل ردود الفعل التي يصعب تأطيرها، فإننا ننتظر مبادرة سريعة من وزارة التربية والتكوين لربط جسور الاتصال مع نقابات التعليم وتغليب منطق الحوار والمصلحة العامة تفاديا لكل التوترات التي يسببها تعطيل الحوار مع هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل، وفي هذا الاطار نأمل أن تتفضلوا بتعيين موعد لعقد جلسة عمل في أقرب الآجال مع الكاتبين العامين لنقابتي الاساسي والثانوي كل على حدة لإيجاد الحلول للملفات المطروحة. وفي انتظار ردكم الإيجابي على انشغالاتنا بما يرسي علاقات تشاور منتظمة وإيجابية بين وزارة التربية والتكوين ونقابات التعليم، تقبلوا فائق عبارات التقدير والاحترام.