على غير ما تطالعنا به اليوميات والمذكرات الشخصية لبعض رموز الادب والسياسة بغزارة المعلومات والوقوف عند احداث وتوازيع معينة بالتدقيق مثلما نقرا ذلك في يوميات شارل بودلير او مذكرات بيرم التونسي او رحلة ارنستو تشي غيفارا وغيرها الكثير فان ما وضعه الأستاذ عادل الاحمر بين يدي القراء من مختصر مفيد لسيرة العلامة عبد الرحمان ابن خلدون وترحاله المعرفي والجغرافي امن لكتابه الذي وسمه «باليوميات المختصر من حياة ابن خلدون في تونس والمغرب والاندلس والمشرق» وقدم له الدكتور المنجي بوسنية ، امن جسرا جديدا ومغايرا لعلاقة القارئ ، أي قارئ ، بالنص الخلدوني ذلك ان الاستاذ عادل الاحمر مزج في نصه هذا بحنكة ودراية وذكاء ايضا لغة متنه الإخباري متانة المعلومة بسلاسة التراكيب اللغوية مثلما بين ذلك الدكتور المنجي بوسنينة مرجعا ذلك الى اعتماد الاستاذ عادل الاحمر على كتاب «التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا» كمرجع اساسي ومنهلا اولي لتدوين يوميات عبد الرحمان بن خلدون بالشكل الذي ينفذ للقارئ البسيط خاصة . كما هذا الكتاب تفرده وتميزه، وهو الصادر عن منشورات المتوسط، يستمد تفرده من خلال اشتغال كاتبه على الايهام رسما بان واضعه هو ابن خلدون ذاته ، فالخطوط المعتمدة في الكتابة وتوزيعها البصري والرسوم المصاحبة للمعلومات كلها توحي بان كنش ابن خلدون لم يكتبه الا ابن خلدون وما دور الاستاذ عادل الاحمر الا نفض الغبار عن وريقات الكنش وتقديمها للطبع...