«عبد الرحمان بن خلدون» كان مفتتح الشخصيات المدرجة في برنامج النشاط الثقافي لجمعية «الرواد التونسية» وهي جمعية حديثة التكوين تهدف بالأساس إلى التعريف برواد الفكر والعلم العرب والتونسيين والسعي الى التعمق في سيرها الذاتية وتوجهاتها الفكرية. هذا ما أكده رئيس الجمعية الاستاذ محمد كريم بن عثمان في إطار الندوة الفكرية عن شعار تنحّل العلم الربّاني في الأثر الخلدوني العقلاني» التي نظمتها هذه الجمعية مؤخرا بالمركب الثقافي محمد معروف بسوسة تمّ فيها التركيز على ثلاثة جوانب في التوجهات الفكرية الخلدونية : حيث سلطت الأستاذة هادية صيود الضوء في مداخلتها التي بدت مرتبكة ومفككة على «المنظومة التربوية في الفكر الخلدوني» والتي في جوانب كثيرة منها كان ابن خلدون سابق زمانه مقارنة بما يتم تداوله في الحقل التربوي الحديث من طرق تربوية وإن لم يخصص في «المقدمة» قسما خاصا بالجانب التربوي فإن توجهات ابن خلدون التربوية دعت في جوهرها إلى تركيز البعد التكويني المعمق لا التلقيني السطحي على حد تأكيد الأستاذة صيود، وفي الجانب الثاني من هذه الندوة تطرق الأستاذ رشاد المسعودي في مداخلته المتوازنة إلى المقاصد في الفكر التربوي الخلدوني والخصال الأساسية التي يضعها ابن خلدون كشروط أساسية للمعلم وللتلميذ ولنجاح العملية التربوية عموما ، أما الجزء الثالث فقد خصّص ل «منزلة الدّين في التحليل السياسي الخلدوني» من خلال مداخلة الأستاذ توفيق البرشوش ورغم أهمية موضوعها فإنها اتسمت بالارتجال والسطحية حيث طغت عليها الانطباعية والخلفيات السياسية والأحكام المعممة دون سند من ذلك «كل مثقف دخل السياسة فثقافته مشكوك فيها»، وأعضاء المجلس التأسيسي يتلقون في الصباح دروسا من الأجانب يطبقونها مساءا...» وأن المسلمين اقتبسوا أغلب علومهم عن المسيحيين واليهود»، و»معاتبا الجامعيين على جفاف نبع الإبداع لديهم وغيرها من الهوامش والتي جانبت الإطار العام للموضوع المقترح وخلت من الإستشهادات وعندما طلبنا من الأستاذ مدنا بدعائم ومراجع لما ذكره وما أنجزه من إضافات في الحقل العلمي من دراسات علمية توتر حدّ التشنج متهجما علينا وواصفا الصحافة بالمجال الذي إليه يلتجئ الفاشل في دراسته مشترطا علينا قراءة مقالاته وكتبه قبل التحدث إليه ومتفوها بكلام آخر نترفع عن ذكره ولا يليق بأكاديمي .