من من متساكني ولاية الكاف لا يعرف «سي عياد» فهو الذي كرّس حياته لخدمة الرياضة في مناطق عديدة من الولاية: في الدهماني القلعة الخصباء الجريصة سواء في تدريس مادة الرياضة او تدريب الفرق المدنية فيها. خمسون سنة من التواجد في الحقل الرياضي بحلوها ومرّها مازالت حاضرة في ذاكرته مرورا بكرة القدم الى ألعاب القوى، الى كرة السلة الى الرياضة المدرسية، سنوات العطاء لم تمح بشرائطها من مخيلته رغم بلوغه 68 سنة، مع سي عياد نعود لننبش في دفاتر الماضي والحاضر. سي عياد أين أنت؟ موجود بعقلي في كل الرياضات لكن البدن «ماعادش يجاوب» انا من مواليد الكاف في 12 جانفي 1939 أب لأربعة أبناء : لسعد موظف فني بإذاعة الكاف، العربي طالب باليابان، محمد موظف بسلك الديوانة ورمزي وهو الاخير طالب بمعهد الرياضة بالكاف، متقاعد من وزارة الرياضة منذ .1997 وماذا عن مسيرتك الرياضية؟ الحمد لله ان التاريخ كتب في الرياضة مسيرتي بأحرف ذهبيّة وسجل اسم عياد في جميع الرياضات فمنذ سنة 1955 بدأت مع اداني اولبيك الكاف صحبة حسن باطا فتحي الدين البودالي عمار بوترعة إذ سرعان ما شدتني هذه الهواية حتى غادرت تونس سنة 1959 الى فرنسا في تربص بمدينة nancy ثم في epinal لاعود بشهادة تحضيرية لمدرب حاصل على كل الاختصاصات وانضممت مجددا للأولمبيك صحبة حمدة زويتة العبيدي النهدي الازهر لألعب في صفوف الشبان ضدّ المنصورة وبنزرت وم. بورقيبة الى جانب عبد الستار قداش. وماهي نقطة التحول في حياتك؟ سنة1961 تحولت للدراسة ببئر الباي ثم في سنة 1962 بقصر السعيد حيث كانت سنة اول تخرج لدفعة من المدرسين صحبة الشاذلي بن سليمان في الالعاب الجماعية ونورالدين القديدي مختار التليلي زيزي بلخوجة مختار السوداني وحمو في كرة اليد وعلي القارابي في كرة السلة. وكان اول تعيين وظيفي لي في سنة 1952 بمدرسة قرطاج الابتدائية بمدينة الكاف وبداية من1963 دربت اول فريق في الجهة وهو البرق الرياضي بأبه كسور وصعدت به من الرابع الى الثالث ثم تعددت السنوات التي نلت فيها شرف تكوين عدة فرق في اختصاصات تغيب حاليا عن مدينة الكاف: ففي سنة 1970 كونت اول فريق بدار الشباب في رفع الاثقال وفي سنة 1971 كونت اول فريق نسائي في كرة السلة وفي سنة 1972 دربت في مدينة القلعة الخصباء اول فريق في كرة القدم وفي سنة 1973 اسست جمعية لالعاب القوى واصبحت المدرب الاول في اختصاص العاب القوى وكونت رابطة جهوية واشرفت على رئاستها لتتوّج في اغلب التظاهرات الجهوية. وماذا عن التتويج خارج الحدود؟ في مشاركة مع فريق مدرسي في العاب القوى في البطولة العالمية المدرسية للعدو الريفي فتيات بفرنسا تحصل فريقي على كأس العالم سنة 1981 مع فريق يضم محبوبة الورغي وقد حطمت يومها الرقم القياسي المدرسي العالمي 1500 م وليلي العياري 800 م 1500 م وسنية السمايري 1500م كمارفعنا كأس الدورة في ضاحية La grande motte بفرنسا ووقع استقبالنا خلال العودة من طرف كتابة الدولة ثم من مسؤولي مدينة الكاف. ثمّ ماذا؟ لم أغب عن الساحة الرياضية حيث كلفت بتنظيم التظاهرات الرياضية المدرسية المغاربية والعدو الريفي المدرسي المغاربي بساقية سيدي يوسف وقد قدّمت توصياتي إلى المغربية نوال المتوكل كما كان لي شرف اكتشاف المرسلي والزمال كما قدت عدة وفود كرئيس بعثة الى فرنسا ويوغسلافيا وتشيكوسلوفاكيا سابقا والجزائر. وفجأة كان التقاعد؟ تلك سنّة الله في خلقه بعد بلوغي سن 60 من العمر كنت قضيت منها 43 سنة في ميدان الرياضة جاء اليوم الذي غادرت فيه المعهد دون ان اغادر الرياضة. والان: من الصعب ان نغادر الملاعب دون ان نتأثر، صعب ان تفارق الزملاء دون ان ترتبك او ينتابك احساس بأنك لم تعد فاعلا، لولا ايماني بان ما ينتظرني افضل مما انجزت لاستسلمت ولكن غيرتي وشغفي واهتمامي وتشبثي ويقيني بان للرياضة سحرها، اجتهدت اكثر لافيد حيث كلفت بمسؤولية التجهيزات والمنشات الرياضية كعضو ببلدية الكاف وحاليا أتحمل مسؤولية رئاسة المنظمة الجهوية للرياضة والثقافة والشغل بالكاف وقد سعيت الى تشريك الجهة في المسابقات العالمية حيث قدت فريق البريد والاتصالات بالكاف الى البطولة العربية بمصر وقبلها تحولت معه الى ايطاليا وفي سنة 2005 ذهبت الى البرازيل للمشاركة في البطولة العالمية للنوادي بريودي جنيرو وقدمنا مستوى مرضيا وتحصلنا على كؤوس شرفية كما تم تقليدي وسام الاستحقاق من المنظمة الوطنية للرياضة والثقافة والشغل.. وحتى نلتقي سي عياد؟ لقد تابعت هذا الركن الجديد في الشعب وها انّ الفرصة تتاح لي لاكون احد ضيوفه فشكرا لكم على ما تبذلونه من مجهودات كما اتمنى لو تقدموا لنا اسماء اخرى ظلت مظلومة اعلاميا رغم ما قدمته لرياضتنا من تضحيات «باللّه ما تنسوهاش».