وصلت المفاوضات مع بلدية صفاقس الى طريق مسدود جراء اصرار الادارة البلدية على التنصل من مسؤوليتها وعدم إيفائها بوعودها بالرغم من إمضائها على العديد من محاضر الجلسات التفاوضية مع النقابة الاساسية او الجلسات الصلحية مع سلطة الاشراف على اثر صدور العديد من برقيات التنبيه بالاضراب من الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس ما بين سنوات 2005 و2007 منتهجة بذلك سياسة تغييب ممثلي العمال وتهميش دورهم وقطع سبل الحوار والتفاوض الجدّي المسؤول الذي يبقى الخيار الامثل لايجاد الحلول الملائمة لحل المشاكل القائمة. وبقدر حرص النقابة الاساسية على اتباع لغة الحوار نهجا وسلوكا بهدف تنقية المناخ الاجتماعي داخل المؤسسة البلدية خدمة لمصلحة العمال والصالح العام بقدر ما برز الطرف المقابل بالتعنت ورفض الحوار. ان الجامعة العامة للبلديين تؤكد المضي قدما في النهج النضالي من اجل الدفاع والمحافظة على مكتسبات القطاع وتصديها الى كل اشكال التفويت في خدمات البلدية كالتنظيف وغيرها والعمل على الغاء كل أشكال التعاقد مع سماسرة اليد العاملة وشركات المناولة والمطالبة بايقاف العمل مع مثل هذه الانماط الهشة للتشغيل. كما نص على انتهاج لغة الحوار كاسلوب حضاري في التفاوض المجدي بهدف المحافظة على مناخ اجتماعي سليم داخل المؤسسة البلدية خلافا لما يصر عليه الطرف المقابل بالتعنت والهروب من الايفاء بالتزاماته مما نتج عنه توتر اجتماعي كبير ستزداد خطورته من يوم الى آخر ممّا ينبئ بانفجار ازمة عميقة في العلاقات الاجتماعية بين كل الاطراف. إن المنظمة الشغيلة تدعو في كل المناسبات الى إيجاد مواطن شغل لمجابهة الطلب كما تؤكد محافظتها على ديمومة العمل غير انها تقف دوما ضد كل اشكال السمسرة باليد العاملة والانماط الهشة للتشغيل. وامام هذا التمشي الخطير الذي انتهجته الادارة البلدية تم يوم 22 نوفمبر 2007 تنفيذ الاضراب كأمر حتمي للتعبير عن انسداد لغة الحوار بين كل الاطراف كما تقرر اضراب ثان على مدى يومي 11 و12 ديسمبر 2007. ان الجامعة العامة للبلديين تؤكد ان كل ما تقوم به الادارة البلدية بصفاقس من تعنت وعنجهية بهدف اضعاف وتهميش الطرف النقابي لا يزيدنا الا اصرارا وقوّة في تجميع وتوحيد صفوف العمال والدفاع عن مطالبهم المشروعة بكل الوسائل النضالية والقانونية بما فيها حق الاضراب كما تدعو بالمناسبة الطرف المقابل إلى التفكير في ايجاد شراكة عمل حقيقية وهي التي تعتبر السبيل الوحيدة لتجذير الحوار والاحترام والتنسيق بين مختلف الاطراف في كنف الجدية والمسؤولية.