شهد قطاع السكّة بجهة صفاقس في الفترة الاخيرة توترا شديدا في المناخ الاجتماعي أرجعها الفرع الجامعي للقطاع بالجهة في تقرير وجّهه الى مختلف الاطراف المعنية الى «السياسة المتوخاة من قبل المسؤولين على المستوى المركزي والجهوي للشركة والقائمة على التنصل من الالتزامات والاتفاقيات المبرمة بين الطرفين في عديد من محاضر الجلسات والتي تعتمد استهداف المسؤولين النقابيين رغم المرونة الكبيرة التي تحلّى بها الطرف النقابي بهدف ايجاد الحلول المناسبة تجنبا لما من شأنه أن يعكر المناخ الاجتماعي» وفي هذاالاطار عقد الفرع الجامعي للسكة اجتماعا عاما حاشدا بدار الاتحاد الجهوي للشغل يوم الثلاثاء 27 نوفمبر 2007 أشرف عليه الأخ محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل وحضره الى جانب بعض أعضاء المكتب التنفيذي الجهوي ممثلان عن الجامعة العامة للسكة وقد افتتح الاجتماع الأخ رضا بازين الكاتب العام للفرع الجامعي وسط أجواء حماسية تعددت فيها الشعارات المتمسكة بالنضال سبيلا وبالاتحاد العام التونسي للشغل منظمة وطنية ممثلة للعمال ووعاء لنضالهم. وفي كلمة موجزة لخّص الأخ رضا بازين مشاغل القطاع ومطالبه بالجهة مندّدا بمحاولات الادارة استهداف العمل النقابي عبر التضييق على المسؤولين النقابيين واستهدافهم بمختلف الطرق وعبر التراجع عن تطبيق الاتفاقات المبرمة في اطار ضرب صارخ لمصداقية التفاوض. وقد اعتبر الأخ بازين هذا الاجتماع رسالة مضمونة الوصول إلى الإدارة حتى تدرك مدى اصرار اعوان القطاع على صون مكاسبهم والتمسك بها وكذلك التفافهم حول هياكلهم النقابية القطاعية التي تجد كل المساعدة والتأطير من الاتحاد الجهوي. كما لم يفته إعلان دعمه لمختلف النضالات التي تخوضها عديد القطاعات بالجهة على غرار قطاع عمال البلدية الذين قرروا الدخول في اضراب يومي 11 و 12 ديسمبر 2007 داعيا أعوان السكة الى انجاح التجمع العمالي المقرر عقده بمناسبة ذكرى استشهاد الزعيم فرحات حشاد. واثر ذلك أحيلت الكلمة الى الأخ محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي الذي حيّا كل أعوان السكة ورحّب بهم مذكرا بالدور التاريخي الذي لعبه قطاع السكة في مختلف النضالات النقابية على المستوى العالمي وكذلك بالتحركات النضالية التي خاضها القطاع في الجهة دفاعا عن الحق النقابي وتصديا للسّمسرة باليد العاملة التي أصبحت تتفشى كالسرطان في مختلف القطاعات مما يستوجب العمل على بترها معتبرا أن إضرابي أكتوبر ونوفمبر يندرجان في هذا الاطار وقد عبر الأخ محمد شعبان عن استبشاره لما وجده من وحدة للصف في صلب القطاع ومن استعداد للنضال معتبرا ذلك من الشروط الاساسية التي يجب ان تتوفّر حتى ينجح العمال في الدفاع عن مكاسبهم وفرض وجودهم داخل المؤسسة مؤكدا في نفس الوقت روح التضامن التي يجب أن تسود بين النقابيين معتبرا ما يتعرض له الأخ رضا بازين من مضايقات جزءا من استهداف العمل النقابي بالمؤسسة يجب التصدي له. كما تطرّق الأخ محمد شعبان الى بعض الملفات الحارقة المطروحة على النقابيين معتبرا ملف التأمين على المرض أهمها وأخطرها مجددا بالمناسبة الرفض القطعي لأي تطبيق من جانب واحد ومشيرا أيضا الى بروز ظاهرة الافراق معتبرا إياها شكلا جديدا من أشكال تفكيك مؤسسات القطاع العمومي وهو ما يجب التصدي له بقوة. وختم الكاتب العام للاتحاد الجهوي كلمته بدعوة العمال للحضور بكثافة في احياء ذكرى استشهاد الزعيم الوطني والنقابي فرحات حشاد . كما انتهى الاجتماع باقرار مبدإ الاضراب على أن يتحدد تاريخه لاحقا. هذا ويجدر التذكير أن الفرع الجامعي للسكة بصفاقس أصدر بتاريخ 18 نوفمبر 2007 تقريرا حول «التصرفات العدائية للعمل النقابي لمسؤولي الادارة العامة والجهوية للشركة الوطنية للسكك الحديدية بجهة صفاقس» عدد فيه التجاوزات التي حصلت والمستهدفة للعمل النقابي من خلال الاستخفاف بالهياكل النقابية واستفزاز المسؤولين النقابيين والاخلال بقواعد الصحة والسلامة المهنية ومواصلة التشغيل عن طريق سماسرة اليد العاملة خلافا لما وقع الاتفاق عليه. كما عبّر التقرير عن رفض النقابيين للممارسات الاستفزازية في حق الأخ رضا بازين الكاتب العام للفرع الجامعي الذي وجهت له الادارة تهمة مغادرة مركز العمل وتحريض الأعوان على ايقاف العمل... واعلامه عن طريق رسالة مضمونة الوصول بأنه في حالة غياب غير شرعي منذ تاريخ 30 أكتوبر 2007 ثمّ التراجع عن ذلك، فضلا عن الاستجواب الاستفزازي الذي وجه له بتاريخ 9 نوفمبر 2007. ... وضع القطاع بالجهة يؤشر لمزيد من التوتر في المناخ الاجتماعي بالمؤسسة .. والحل الوحيد ، كما يراه أعوان المؤسسة يكمن في تراجع الادارة عن خياراتها وسياساتها المستهدفة للعمل النقابي.