شكّل قدوم المدرب مختار التليلي الى جرجيس حدثا رياضيا اهتمّت به وسائل الاعلام وذلك لخبرة الرجل الطويلة في ميادين كرة القدم وحاجة ترجي جرجيس الى مدرب محنك قادر على صنع المعجزات كما حدث في الموسم الماضي مع النادي البنزرتي. لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن وتتتالى الخيبات ولا يعرف أحبّاء فريق عاصمة الزياتين طعم الانتصار ليكتفي الفريق بنقطة يتيمة من 5 مقابلات كاملة بعد أن جمع 4 نقاط مع المدرب منصف الشري ونقطة واحدة مع المدرب أحمد لبيض. الكلّ في جرجيس يجمع على فشل مختار التليلي ليس فقط من حيث النتائج ولكن كذلك من حيث طريقة اللعب والأداء غير المقنع وغياب الروح الانتصارية وانعدام الإعداد النفسي لدى اللاعبين. ويغادر المدرب مختار التليلي جرجيس يجرّ أذيال الخيبة ويبقى ترجي الجنوب يعاني من وضعية صعبة لم يشهدها خلال عدة مواسم رغم أنّه كان يلعب من أجل تفادي النزول. انّ لعبة كرة القدم حسب اعتقادنا ليست علما صحيحا ولكنّها في علاقة بعدّة عوامل وعناصر متداخلة تتفاعل فيما بينها لصياغتها نجاحا كانت أو فشلا. ولعلّ أهمّ هذه العناصر اللاعبين ومردودهم خلال التمارين وفي المباريات. لاعبو ترجي جرجيس هذا الموسم لم يقدّموا مردودا يليق بسمعتهم وسمعة فريقهم وخاصة المنتدبين منهم فقد كان أداؤهم دون المستوى بل كان ضعيفا، هنا نذكر على سبيل الذكر مردود كلّ من حمدي جبنون ونذير معتوق والصديق جبنون الذي تألق في الموسم الماضي. زد على ذلك فإنّ اللاعبين الأجانب لم يقدّموا الاضافة الى خطّي الوسط والهجوم. أمّا خط الدفاع فقد تأثّر كثيرا بخروج محمّد الباشطبجي والجناوني واصابة بوحوش. صحيح أنّ أبناء جرجيس لاعبين كانوا أو أحبّاء أو مسيرين يعيشون اليوم فترة صعبة هاجسهم الخوف على فريقهم من شبح النزول. لكن حسب رأينا فالنوايا والأحاسيس والبكاء على الأطلال لا تحلّ المشاكل فالأمل مازال قائما والإنقاذ ممكن. الأكيد أنّ الحلّ يكمن حسب اعتقادنا في التفاف الجميع حول رئيس الجمعية رضا فريعة وانتداب مجموعة من اللاعبين القادرين على سدّ الفراغ في الخطوط الثلاث وزرع الثقة بل إعادتها الى اللاّعبين مع تسريح كل لاعب لم يثبت جدارته بتقمّص زي الفريق. أمّا رئيس الجمعية الدكتور رضا فريعة الذي تعرّض مع الأسف الشديد الى موقف لا يحسد عليه وذلك اثر مباراة نادي حمام الأنف فعليه أن يتحمّل مسؤولياته كاملة في هذا الظرف وذلك باتخاذ قرارات شجاعة بكلّ رصانة وهدوء والقطع مع القرارات العشوائية كإقالة المنصف الشرقي ومنير راشد والمدرب المساعد ثمّ اعادته. القرارات الشجاعة نعني بها تنظيف البيت من الدّاخل ولمّ شمل عائلة الفريق واستشارة أهل الرأي والخبرة بما في ذلك رؤساء الجمعية السّابقين مع انتداب مدرّب قدير يمكن أن يساعد الفريق على تجاوز هذه الأزمة من الناحية البسيكولوجية وخاصّة من ناحية اختيار اللاعبين في ماركاتو الشتاء. للإشارة رضا فريعة كان أقال سمير عبيشو من مهامه كما استقال سالم النطاحي. في الأخير نقول أنّ بوقوف الجميع صفّا واحدا يمكن بكلّ تأكيد أن يعود التألق للفريق ليبقى ترجي الجنوب منارة دائمة للكرة والرياضة في ربوع الجنوب التونسي.