في مثل هذا اليوم من سنة 1989، شهدت الساحة النقابية المغاربية ميلاد الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي يوم 7 ديسمبر، بعد بضعة أشهر فقط من تأسيس اتحاد دول المغرب العربي بما يؤكد التزام الحركة النقابية المغاربية بالخيار المغاربي وتفاعلها مع الاهداف التي رسمتها معاهدة مراكش. وبهذه المناسبة وتكريس لقرار المؤتمر الرابع للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي بوضع كل ثقل الحركة النقابية المغاربية على ذمة انجاز البناء المغاربي، فإن الامانة العامة تدعو كافة المنظمات الشعبي والهيئات المدنية والقوى الديمقراطية بأقطارنا الى حشد الطاقات من اجل احياء الفكرة النقابية وتحسيس الجماهير المغاربية بأهمية النضال المشترك تكريسا لهذا المشروع وحث الحكومات والقادة على تفعيل مؤسسات اتحاد المغرب العربي وتغليب منطق التضامن على منطق الانقسام والفصل التام بين مقتضيات التكامل الاقتصادي والحساسيات العابرة. ان الامانة العامة للاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي لتدعو بإلحاح الى الوعي العميق والتام بجسامة التحديات المحدقة بمنطقتنا في ظل تسارع نسق العولمة وتنامي حجم الاخطار الخارجية وذلك بالاسراع في تنقية الاجواء المغاربية وتذليل الصعوبات الظرفية وخوض حوار مغاربي صريح لاعادة احياء مسيرة البناء المغاربي واعطاء انطلاقة جديدة لهذا المشروع الحيوي الذي يعدّ الاطار الامثل لتحقيق طموحات شعوبنا في التنمية والرفاه وتعزيز مناعة مغربنا واستقراره. ان مغربنا مدعو اليوم الى تدارك ما فات وفرض ذاته إقليميا ودوليا، والامانة العامة تدعو حكوماتنا الى التنسيق والتفاوض الجماعي في هذا الظرف الذي تتزايد فيه التكتلات الاقليمية والقارية مع ما تحققه من مستويات رفيعة من النمو والتبادل التجاري والتقارب السياسي. وتأسف الامانة العامة لكون تعثّر المسيرة المغاربية دفعت بأقطارنا الى توقيع اتفاقيات شراكة مع الاتحاد الاوروبي دون ادنى تنسيق اقليمي مما أدّى الى اضعاف جانبها والحدّ من قدراتها على مجابهة المنافسة الخارجية. وتؤكد الامانة العامة ضرورة تعزيز التضامن المغاربي وتفعيل مؤسسات الاتحاد وتنشيط اللجان القطاعية وتحيين الاتفاقيات المغاربية وتطبيقها وتوسيع تمثيلية المؤسسات المغاربية لتشمل كافة مكونات المجتمع المدني وبعث مجلس اقتصادي واجتماعي مغاربي بوصفه الاطار الملائم لخوض حوار اجتماعي ثلاثي اقليمي يمهد الطريق لابرام ميثاق اجتماعي مغاربي يضمن حقوق العمال في مناخ من الوفاق والسلم الاجتماعية. إن عمال المغرب العربي وهم يحيون ذكرى تأسيس الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي يتطلعون الى تمتين روابط التعاون بين المنظمات النقابية القطرية ترسيخا للحقوق والحريات النقابية ومقومات الديمقراطية والى تطوير قدرات الحركة النقابية المغاربية وتعزيز اسهاماتها في النضال الذي تخوضه الحركة النقابية العربية ضمن الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب من اجل تحقيق التكامل الاقتصادي العربي وإشاعة العدالة والديمقراطية، كما يتطلعون الى الحركة النقابية العالمية تعزيزا للتضامن النقابي الدولي في مواجهة تسلط قوى الاحتكار والرأسمالية العالمية المتوحشة. وفي ظل التدهور المتزايد للعلاقات الدولية فإن الامانة العامة تنبه الى مخاطر الحملات التضليلية التي تشنها اوساط عنصرية مشبوهة باوروبا وامريكا لتشويه صورة العرب والمسلمين بتعمدها الخلط بين الارهاب وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال، وتدعو بالمناسبة الى فضّ النزاعات على قاعدة العدل والشرعية الدولية. وتدعو الامانة العامة كافة قوى التقدم في العالم وفي طليعتها الحركة النقابية العالمية الى تكثيف تحركاتها النضالية لفرض السلام بمنطقة الشرق الاوسط وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتحرير الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية وانهاء احتلال العراق وتمكين الشعب العراقي من بناء مؤسساته في كنف الوحدة والسيادة. كما تحيّي الامانة العامة الجهود التي تبذلها الجماهيرية الليبية من اجل حمل الاشقاء في السودان على الوفاق وايجاد الحلول العادلة للقضايا المطروحة بما يحفظ وحدة السودان ويحول دون التدخل الاجنبي في شؤونه الداخلية . كما تدعو الامانة العامة الحكومات المغاربية الى فض الخلافات القائمة حول قضية الصحراء على قاعدة الوفاق وتغليب مصلحة شعوب المنطقة ووحدتها بما يساعد على تسريع وتيرة البناء المغاربي وتفعيل الاتفاقيات المبرمة بين الحكومات المغاربية. وتجدّد الامانة العامة دعمها لنضالات الشغيلة المغاربية واتحاداتها القطرية من اجل الحرية والتنمية الشاملة وتؤكد ان المكاسب التي تحققها الحركة النقابية المغاربية تمثل رصيدا مشتركا على درب بناء مغرب عربي متكامل ومتضامن. عن الأمانة العامّة