... بعد تتويجنا في سنة 2004 بتونس بأغلى كأس قارّية، يعود المنتخب التونسي للمشاركة في مسابقة أمم افريقيا بعد أن اكتفى في سنة 2006 خلال دورة مصر بلعب الدور الثمن النهائي بما أنّه كان عجز على تجاوز عقبة منتخب نيجيريا الذي فاز علينا بركلات الترجيح والحال أنّنا كنّا انتصرنا عليه في نهائيات تونس سنة 2004 في النصف النهائي بركلات الترجيح كذلك وبما أنّ امكانية تكرّر نفس السيناريو واردة في 2008 فانّنا نتمنّى أن يكون هذا الحظ الذي تنكّر لنا في مصر إلى جانبنا في غانا.. خاصّة وأنّنا هذه المرّة نعوّل على أن يخدمنا الحظ... بما أنّنا لم نلعب مباريات ودية كبرى أمام منافسين من المعيار الثقيل وبما أنّنا لم نفعل فانّ تحقيق الانجاز التاريخي يتوقّف على مدى اندفاع اللاعبين وتضحيتهم على الميدان لتجاوز بعض النقائص التي قد تكشفها المقابلات الكبرى خاصّة وانّ أولى البدايات ستكون أمام السينغال. 2 ... منتخب تونس لم يستعد كما يجب لنهائيات .. هذه حقيقة لا يمكننا اخفاؤها أو الهروب منها، وحتّى ان حصل ولم نتجاوز الدور الأوّل أمام قوّة المنافسين الذين سنواجههم في ، فانّ هذا لا يمكن أن يكون بمثابة الطامة التي ستحل بكرتنا، بل بالعكس فانّ الواجب وطبيعة الوضع تتطلّب من الكل عملا اضافيا.. وحين نقول اضافيا فانّنا بالأساس نريد أن يكون منتخبنا في غانا في مستوى سمعة الكرة التونسية خاصّة بعد فوز النجم الساحلي بكأس الرابطة الافريقية والنادي الصفاقسي بكأس الكنفدرالية. انّ ذهابنا إلى غانا هو أوّلا وأخيرا للدفاع عن صورة جميلة، نقيّة متميّزة عند الآخر أي عن الكرة التونسية.. 3 ... ذهبوا إلى غانا ومعهم حملوا أمانينا نحن أفراد الشعب التونسي، ذهبوا إلى غانا ومعهم ستخفق قلوبنا منذ لحظة الوصول إلى يوم بداية المغامرة.. نحن من يتنفّس كرة ويعشق الكرة إلى حد النّخاع.. ذهبوا وهم يحملون آمال شعب على أكتافهم وفي قلوبهم وبين أرجلهم وأملنا كل الأمل أن يفرح أسود تونس، الكل هنا يتمنّى لكم نجاحا تاريخيا جديدا... الكل يتمنّى اسعاده لينسى مشاكله وهمومه وأحلامه وهي المرتبطة بساعة ونصف أمام السينغال. 4 هي آمال نتمنّى خالصين لو تتحقّق لهذا الشعب الذي يبحث عن لحظة فرح... عن لحظة انتشاء بما أنّ عشّاق الكرة الحقيقيين هم من أبناء هذا الشعب الكريم، هم العملة وأبناؤهم هؤلاء الذين يعشقون المنتخب أكثر من عشقهم لأشيائهم الخاصّة.. هي صورة أفراح نتمنّى أن نعيشها كما لم نعش سابقا فرحة التتويج بأوّل كأس قارية هنا على أرض تونسنا.. 5 ... مهما قيل عن المنتخب، مهما اختلفنا في تقييم وضعه قبل انطلاق الكان، فانّ الحقيقة التي لابدّ منها تتمثّل أساسا في كون كل التونسيين ستخفق قلوبهم بمجرد أن تبدأ مباراة السينغال، كل التونسيين وكما تعوّدنا منهم ذلك سيكونون كالرجل الواحد، نعم مطلبنا الأوّل والأخير أن يشرفنا منتخبنا في غانا ونحن متأكّدون أنّه سيفعلها أمام حرفية واحترافية لومار وهو المشهود له بالكفاءة العالية.. كما أنّ من ستعطى لهم أمانة تمثيلنا لابدّ أن يكونوا أمناء في رفع علمنا عاليا.. بين تتويج 2004.. وخيبة أمل 2006 بمصر.. تكون موعدا تاريخيا جديدا للعودة إلى الأضواء وصعود منصّة التتويج.. أنا متأكّد أنّ نسور قرطاج سيفعلونها هناك في غانا...