على بعد خطوة من الفرح ومن انجاز تاريخي جديد يقف منتخبنا الوطني عشية اليوم في رادس.. خطوة قد نقطعها في دقيقة أو شوط أو ربما في شوطين لكنها ستبقى في صورة تحقيقها راسخة في أذهان الآلاف من التونسيين الذين يحلمون باللقب منذ أن خذلنا الحظ أمام غانا.. ثم أمام «البافانا البافانا». الحظ لم يكن معنا قطعا في مرات سابقة والمسيرة كانت مهزوزة أحيانا أو فاشلة كما في نهائيات 94 لكننا نشعر هذه المرة أن كل الطرق تؤدي الى النهائي رغم تواجد منتخبات عتيدة في طريقنا أولها منافس اليوم السينغال ثم منافس نصف النهائي إذا أنجز منتخبنا ما تحلم به جماهيره وعبر بسلام إلى ضفة الأمان.. ومع أننا لا نملك إلا الحلم مع جميع التونسيين والتعلق بتلابيب الأمل والثقة في هذا المنتخب فإننا مضطرون أيضا الى «فرملة» مشاعرنا وأحاسيسنا التي تغلب على المنطق فمنتخب السينغال ليس لقمة سائغة وهو أفضل من مالي وإن لم يقدم شيئا يستحق الذكر خلال الدور الأول.. هذه حقيقة ندركها من كمّ الفرديات التي يمتلكها الحاجي ضيوف وزملاؤه ومن رصيد الخبرة الذي تكوّن لبعض عناصر هذا المنتخب سواء من خلال مشاركتهم الأخيرة في المونديال أو من خلال نشاطهم مع أبرز الفرق الأوروبية لذلك نؤكد ونضع سطرا أحمر تحت التأكيد على أن الحذر واجب اذ لا مجال لاستسهال السينغال.. وان أفتى «المايسترو» عبد المجيد الشتالي بذلك بعد ترشح منتخبنا وتعرّفه على منافسه في الدور الثاني. نعم الشتالي محقّ عندما اعتبر السينغال شبحا لمنتخب المونديال وعندما سخر من الوزن الزائد لبوبا ديوب، لكن يبقى في كلمات «مجدة» الخبير شيء من المبالغة المقصودة لشحذ عزيمة النسور مساء اليوم في رادس ولدفعهم الى الايمان أكثر ما يمكن بحظوظهم وقدرتهم على تجاوز هذه المحطة الصعبة نحو محطة أخرى قد تكون أصعب لكنها تفتح أبواب الأمل أوسع. اليوم إذن تفصلنا خطوة عن نصف النهائي و(غدا) خطوة أخرى عن المباراة النهائية وبعدها قد يغني كل التونسيين «الآن.. الآن وليس غدا» على إيقاع الفرحة الكبرى فرحة التتويج الذي تلهث وراءه منذ أول مشاركة في نهائيات كأس افريقيا للأمم.