لقد تناولنا موضوع التكوين بالتداول بالدرس والتحليل لأكثر من مرة وها نحن نجد أنفسنا مضطرين للخوض فيه من جديد ولكن هاته المرة من جهة نظر نقابية تستند على المنطق والواقع والتشريعات الجاري بها العمل وعلى سبيل الذكر القانون التوجيهي للتكوين المهني لسنة 93 والقرار الصادر عن وزارة التكوين والتشغيل بتاريخ 30 ماي 1995 والاتفاقية الاطارية للنهوض بالتكوين بالتداول ماي 95 والدليل التنظيمي والاجرائي للتكوين بالتداول نوفمبر 98 وعن الوثيقة الصادرة عن المجلس الوطني للتكوين المهني والتشغيل ماي 95 وخاصة منها التنظيم الهيكلي للتكوين بالتداول واتفاقية الشراكة الاطارية للنهوض بالتكوين المهني أوت 2004 وكذلك الاستنتجات المستوحات من الاجتماعات العامة بمراكز التكوين المهني. كل هذا يضعنا أمام معادلة صعبة لا بدّ من فكها وتجاوزها وهي كيف يمكن أن ننجح في ملائمة كل ما نذكره مع ما جاء به النظام الاساسي الخاص الصادر بتاريخ 15 فيفري 2005 وما تظمنه من مكاسب للاعوان. لقد كانت كتاباتنا السابقة وعلى نفس صفحات هذه الجريدة تكتسي صبغة تحليلية استشرافية الغاية منها أخذ الاحتياطات اللازمة والاستعداد أكثر فأكثر درءًا لكل المفاجآت وصولا الى إنجاح نمط التكوين بالتداول إلا أنه وللأسف الشديد فتلك المجهودات لم تلق نفس الحماس والتجاوب من الاطراف المقابلة وهذا طبعا لن يثنينا عن مواصلة العمل والاجتهاد معتمدين هاته المرة أسلوبا أكثر تبسيطا أملا في أن يستصيغه كل من يهمه الامر خاصة منهم أصحاب الشأن من مكونين ومستشاري تدريب ونقابي القطاع بصفة عامة. فالتكوين بالتداول هو نمط التكوين الوحيد الى جانب التدريب المهني الموجود على الساحة وذلك بقناعة كل الاطراف بجدواه فهو الأقل كلفة وهو النمط الاقل كلفة وهو الوسيلة المثلى لجعل التكوين مع المؤسسة النمط السائد مما يضمن مستقبلا تكيفا سريعا وملائمة دائمة لجهاز التكوين المهني مع مقتضيات جهاز الانتاج والعكس صحيح وهو نمط يمكن إعتباره فرصة للمؤسسة لتجديد حاجياتها من اليد العاملة المختصة ويرفع من فرص التشغيل بل في كثير من الأحيان يكون ضامنا لذلك، وككل البرامج وضعت آليات من أجل ضمان نجاحه لعل أبرزها على الاطلاق بعث اللجنة التقنية للمتابعة والمتابعة التقنية البيدغوجية للمتربصين بالمؤسسات وتبقى هذه الأخيرة بمثابة القلب النابض وثابت من ثوابت التكوين بالتداول. 1 اللجنة التقنية للمتابعة: أهدافها وتركيبتها من أهم أهدافها السعي لتطوير شراكة نشطة وحقيقية بين المؤسسة المنتجة ومركز المؤسسة الحاضنة ومركز التكوين لتتوج نشاطها بعملية تقييم التكوين داخل المركز والمؤسسة. وهي لجنة ثنائية تتركب من ممثلين عن المؤسسات المنتجة الموقعين على اتفاقية الشراكة وممثلين عن مركز التكوين المهني. ويوكل لمدير المركز القيام بالاجراءات الخاصة بتركيبة اللجنة والحرص على دورية اجتماعاتها وتطبيق مقرراتها وهذا دليل على أهمية هذه اللجنة خاصة في المراحل الأولى من عملية التكوين وأن غيابها أو الاكتفاء بها على الورق أي بشكل صوري تسقط لافقط هذا النمط من التكوين بل عملية الشراكة برمتها. 2 المتابعة التقنية البيداغوجية هي الحلقة الضعيفة من السلسلة والتي بقيت متعثرة وغير واضحة وأصبح تطبيقها يختلف من مركز للآخر وأصبحت الاجتهادات والتأويلات سيدة الموقف في غياب رؤية واضحة موحدة يتسنى إتباعها والاهتداء بها بالرغم من مرور سنوات من الشروع في العمل بهذا النمط من التكوين . وفي قراءة بسيطة لموضوع المتابعة نجد أنفسنا أمام جملة من التسألات : ما هو الهدف منها من يقوم بها ولماذا كيف يقع احتساب الساعات كيف نوفر الامكانيات للقيام بها كيف نوفر الضمانات للقيام بها؟ 1) التكوين بالتداول يفرض على المتربص التواجد لفترة موزعة بين المؤسسة المنتجة الحاضنة ومركز التكوين المهني وهو ما يعني بأن المتربص سوف يتغيب عن المركز لفترة معينة الشيء الذي يجعله بعيدا عن أنظار الرقيب وتوجهاته ونعني بالرقيب هو المكوّن. وتفاديا لكل انحراف يمكن أن يطرأ على مسار تكوينه داخل المؤسسة الحاضنة وحتى يشعر المتربص بأنه محل مراقبة مستمرة تجعله حريصا على تقديم أداء أفضل مما نخلق جوا من التنافس بين المتربصين وبذلك فقط تصبح عملية المتابعة ذات أهمية قصوى وهي المرحلة التي لا يمكن الاستغناء عليها أو إهمالها أوالتقصير أو التلاعب بها. 2) فالمكون هو من يقوم بعملية المتابعة لمتربصيه وهو ما يعني أنه هو من يعطي الدروس التكميلية بالمركز وهو من يقوم بالمتابعة بالمؤسسة الحاضنة وبذلك فقط يمكنه الوقوف على مواقع الضعف والخلل لدى متربصيه وبالتالي التدخل السريع لتفاديها أو إصلاحها وبذلك فقط تتكون لديه فكرة واضحة على مستوى متربصيه من الناحيتين النظرية بالمركز والطبيقية بالمؤسسة الحاضنة. واذا إستحال على المكون القيام بذلك لسبب من الاسباب فيمكن أن يقوم بعملية المتابعة مكون من نفس الاختصاص ومن نفس المركز وعند الاستحالة مجددا يمكن أن يقوم بها مستشار تدريب شريطة أن يكون من نفس الاختصاص ومن نفس المركز وبهذا فقط تصبح عملية المتابعة ذات جدوى أي متابعة تقنية بيداغوجية صرفة وليس مجرد متابعة إدارية روتينية للوقوف فقط على غياب وحضور المتربص. 3) في البداية ورفعا لكل إلتباس حول تطبيق ما جاء بالفصل 132 من النظام الاساسي الخاص وبالتحديد في نقطته السادسة فهذا يعني أن الوقت المنجز: الوقت المخصص للمسافة الفاصلة + الوقت المخصص للإحاطة بالمتربصين (كل متربص تمت زيارته : ساعة عمل مع أضافة 30 دقيقة عن كل متدرب إضافي تمت زيارته بنفس الورشة). أما كيف تحتسب الساعات الاضافية فلا بد من الاخذ بعين الاعتبار ل 3 وضعيات الأولى : إذا كانت الساعات المخصصة للمتابعة خارج أوقات العمل المطالب بها المكون فهذه تحتسب ساعات إضافية (الفصل 131 من النظام الاساسي الخاص) . الثانية : اذا كانت الساعات المخصصة للمتابعة متممة للاوقات المطالب بها المكون فلا شيء له، إلا إذا تطلبت المتابعة وقت أكثر مما خصص لها فإن مازاد يعتبر ساعات إضافية (الفصل 131 من النظام الاساسي الخاص). الثالثة: كلما استغرقت المسافة الفاصلة بين مركز التكوين والمؤسسة الحاضنة أكثر من سبع ساعات فهذا يعني تمكين المكون أضافة على الساعات الاضافية منحة إسترجاع مصاريف التنقل (الفصل 161 من النظام الاساسي الخاص). 4) وجوب توفير الامكانيات ووضعها على ذمة المكوّن وهذا سوف يساعد على استغلال أفضل للمسافة الفاصلة وبذلك نكون قد نجحنا في تخصيص أغلبية الوقت للاحاطة بالمتربصين ولتسهيل هذه العملية فإما: أن تقوم الادارة بوضع سيارة وجوبا على ذمة المكون مع ضبط توقيت المسافة الفاصلة بين المركز والمؤسسة الحاضنة مع الاخذ بعين الاعتبار لساعات الذروة والازدحام المروري خاصة داخل المدن الكبرى والاعتماد على دفتر السيارة لضبط ذلك. أو أن يُسمح للمكون باستعمال سيارته الخاصة كلما توفر ذلك وتمكينه من ترخيص في الغرض من الادارة العامة وتطبيق ما جاء بالمنشور عدد4 الصادر عن الادارة العامة بتاريخ 12 جانفي 2006 . 5) توفير الضمانات اللازمة بإعتبار أن المكون أو مستشار التدريب الذي يتنقل بين المركز والمؤسسة ليس بمنأ من حوادث الطريق لقدر الله ولذا يصبح الاذن بمأمورية صادر عن ادارة المركز في كل مرة يغادر فيها المكون المركز ملزمة للطرفين. وحتى نحوصل كل ما ذكرناه وبطريقة مختصرة اليكم ما يلي: المتابعة: وسيلة النقل: سيارة المركز «الاعتماد على دفتر السيارة عند احتساب الوقت المخصص للمسافة». سيارة خاصة: «بعد ترخيص كتابي من الادارة العامة». المدة التي تستغرقها : الوقت المخصص للمسافة الفاصلة + الوقت المخصص للإحاطة بالمتربصين = الوقت المنجز مع الأخذ بعين الاعتبار إزدحام حركة المرور خاصة بالمدن الكبرى عوائق أخرى. مع الأخذ بعين الاعتبار عدد المتربصين. التقيد بنظام المؤسسة الحاضنة. إذا كانت الساعات المنجزة لعملية المتابعة خارج الاوقات المطالب بها المكون تحتسب ساعات إضافية. إذا كانت الساعات المنجزة لعملية المتابعة متممة للاوقات المطالب بها المكون فلاشئ له ومازاد عليها يعتبر ساعات إضافية (الفصل 131 من النظام الاساسي ). التنقل: عندما تتطلب المسافة الفاصلة مدة تفوق السبع ساعات يقع تمتيع المكون بمنحة استرجاع مصاريف التنقل (الفصل 161 من النظام الاساسي). وفي الاخير نطلب من كل الاخوة النقابيين وبكل لطف من الاطلاع والتدقيق على الوثائق الموجهة اليهم من طرف النقابة العامة للتكوين المهني والتشغيل والهجرة بخصوص التكوين بالتداول وتبسيطها للاخوة المكونين ومستشاري التدريب والتنسيق مع السادة مديري مراكز التكوين المهني في هذا الاتجاه ودعوة المجالس البيداغوجية للاجتماع من أجل توسيع دائرة الحوار والتشاور وتوضيح الرؤية وتقريب وجهات النظر معتمدين في ذلك على رحابة صدوركم وروح التمسك بالثوابت وقوة الحجة والبرهان عند التفاوض وإن نقابتكم العامة دائما الى جانبكم وسوف تمدّكم مستقبلا بكل الوثائق اللازمة التي من شأنها أن تعينكم تنير سبيلكم إملا في الارتقاء بالعمل النقابي وتحسين أدائكم وإنجاح مهامكم. عن النقابة العامة للتكوين المهني والتشغيل والهجرة