اثناء مواكبتنا لسائر الاحتفالات المقامة بمناسبة ذكرى تأسيس الاتحاد لفت انتباهنا ما جد من تظلمات رفعها عمال تعاضدية «زويلة» بالمهدية الى الاخ محمد الطرابلسي الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل وقبله الى كل الجهات ذات النظر، وهي تظلمات لم تسفرعن اي قرار من اي جهة عدا هذا القرار الذي سخط به العمال اخيرا والمتمثل في الدعوة الى اخلاء تام للمؤسسة وفسح المجال للجرافات المعادية يوم 29 فيفري المقبل... الامر الذي دعانا الى القيام بزيارة سريعة (على الحساب) الى مكان الواقعة التي ستقع وذلك لاستجلاء الامر مبدئيا في انتظار تحقيق شامل في عددنا القادم. السقيفة الثانية اتصالنا الاول كان بالاخ عبد الله العشي كاتب عام الاتحاد الجهوي للشغل بالمهدية الذي أفادنا بداية ان هذه المؤسسة جزء لا يتجزأ من تاريخ المهدية حتى ان البعض يشبهها بل يسميها «السقيفة الكحلة» الثانية... باعتبارها اول مجمع عمالي تعرفه المدينة وكان ذلك سنة 1900. هذه المؤسسة مهددة اليوم بالزوال بعد قرار نقلها خارج الاسوار الفاطمية وتعويضها بميناء ترفيهي... وهو أمر طبيعي جدا بالنظر الى الطبيعة الصناعية لهذه المؤسسة وقربها من البحر ووسط المدينة... الا ان ما عكر الامور هي آليات هذا التغير فبدل الشروع في اعداد فضاءات الانتاج سارع المدير ببناء جناحه اي الادارة التي صرح لنا العديد بأنها لهفت من الميزانية الكثير مما عبر عنه البعض باحضار الحصير قبل الجامع اي الادارة قبل وحدة الانتاج. نُبل ومرارة القرص الذي حاولت الادارة دسه للعمال الثلاثمائة تقريبا يتمثل في ضمان تسديد اجورهم طيلة فترة الغلق وهو امر لم يقبلوا به لان الغلق الطويل حسب ما يحدث الان وهذا البطء في الاشغال سيضرب التعاضدية في الصميم حيث ستفقد حرفاءها ومصداقيتها وتنهار في سوق المنافسة... وحينها يكون المجال فسيحا للادارة لتتملص من دفع مستحقات الناس تحت طائلة «الله غالب». هذا الموقف اي الخوف على مصير المؤسسة من قبل العمال رغم ضمان مصيرهم في الظرف الراهن على الاقل... هذا الموقف اعتبر في غاية النبل وقمة الايثار للحفاظ على مؤسسة باعت نسوة المهدية «خلاخيلهن» و «اقراطهن» من اجل بعثها قبل قرن وسنوات ثمان... جملة واحدة ننقلها بأمانة كما حملناها من المواطنين الى سيادة الرئيس «سيادة الرئيس لو فعلوها وأغلقوا «زويلة» لأساؤوا الى مشروعكم الذي هو مفخرة للمهدية وللوطن». تفاصيل اخرى في عددنا القادم.