ككل الجهات والمدن مازالت بلدة زرمدين من ولاية المنستير تعيش على وقع مخلفات الحرب الصهيونية على لبنان وتداعياتها محليا وقوميا.. ولعلنا نكون محقين عندما نقدر هذه المدينة بالذات «زرمدين» بهذه المساحة بالنظر كل التاريخ النضالي لأهلها الذين قضى العديد منهم تحت صلبات الاحتلال الفرنسي الغاشم لبلادنا على امتداد عقود وساهموا في دحره بكل ما أوتوا من شجاعة وصبر وتفصية ناهيك أنهم وغصبا عن البعض يحتلون صفحات ناصعة من كتاب الجهاد الوطني حتى أن «فلاقة» زرمدين مثلوا الواقع الثالث لمثلث النضال الشعبي مع الدغباجي وبن سديرة.. الشيء بالشيء... وما دعانا الى هذا الرجع الاسطوري هو تلك الجملة التي أطلقها أحد المتدخلين حيث وصف رجال المقاومة «بفلاقة لبنان» وكان ذلك في سهرة بل مسامرة أنيقة قبيل العيد دعا لها الاتحاد المحلي بزرمدين تحت عنوان «سنوات الحرب العربية الصهيونية السادسة ومتطلبات المواجهة» والتي أدارها ونشطها باقتدار الأخ محمد الطرابلسي بحضور الأخ عبد المجيد الصحراوي وبعض أعضاء الاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير يتقدمهم الأخ سعيد يوسف. دسامة وحماس بعد مداخلة إفتتاح ترحيبية قصيرة أحيل المصدح للحضور للتدخل والادلاء كل بما في جعبته بكثير من الصدق والحماس والجدية خاصة وأن غالبية من حضروا كانوا من ذوي المستويات العليا وممن على علو كعب لافت في الشأن السياسي ... أول المتدخلين «توجع» من الموقف العربي الرسمي ليستدرك منوها ببلادنا التي اخترقت الصمت العربي رسميا ومنظماتيا وشعبيا.. ليعقبه تدخل آخر قوبل بعاصفة تصفيق بعد أن أثنى على الموقف القومي العربي الخالص الذي أطل على الأمة من فينزويلا!! وحتى لا تضيع الفتلة عاد المتدخل الثالث الى عنوان التظاهرة ومتطلبات المواجهة حيث استظرف الحضور تدخله عندما تكلم الرجل عن المقاومة اللبنانية مشبها أبناءها بفلاقة زرمدين أواسط القرن الماضي، أولئك الرجال (أبناء المقاومة ) الذين شاب لبطولتهم ولدان الهرد مشيرا أن ذلك هو بالضبط ما بقى للعرب من سبل المقاومة والمواجهة. المطلب الامريكي كثرة الذين تدخلوا للحديث على محاولة توجيه الرأي العام في اتجاه ركوب الصهوة العقائدية بل الانتصار عليها من ذلك أن أحدهم وهو أستاذ نادى بتجاوز ودحض المطب الأمريكي الذي تدمر به العراق حيث كان ومازال الاسلام السياسي الجناح الذي يحلق به المثل في سماء العراق.. وتلك هي المؤامرة التي أدخلت»عزيز العرب» في اتون الموت، وهو مسار قفزت عليه المقاومة اللبنانية التي التحفت بالعلم اللبناني وتركت بقية الرايات ... هذا التدخل وجد تجاوبا كبيرا حتى أن أحدهم أخذ الكلمة ليدعو الى «تبننة» الأمة ونظامها الرسمي !! وختامها «كلاي» من التدخلات الرشيقة والطريفة رصدنا تدخل الاخ عبد المجيد العايب شهر في الاوساط النقابية باسم «كلاي» والذي دمج المقاومة اللبنانية بنظيرتها الفلسطينية حيث أكد أن هذه الأخيرة هتكت عرض اسرائيل على امتداد السنين وحسّرتها في زاوية مظلمة بعد الانتخابات الأخيرة مما عفّر أنف وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس والتي تمخضى فكرها الخلاق فولد وسيدا مشوها هو الشرق الاوسط الجديد وهو الوليد الاقل من «الروبافيكا»!! مطرقة الحداد! آخر المتدخلين كان الاخ سالم الحداد الذي ذكر بالرصيد النضالي «للزرامدة» وعاد بالحضور الى الاربعينيات من القرن الماضي عندما تمت خيانة جموع المناظلين الذين اعتزموا القتال في فلسطين ولكنهم استشهدوا قبل القتال... بعدها «رفع» الاخ عبد الحميد عباس الجلسة وهو الجهة المضيفة بوصفه كاتب عام الاتحاد المحلي متمنيا للمقاومة النصر.