ان ما دفعني لتناول هذا الموضوع وطرحه للعموم هو تلك النداءات الملصقة في بهو الاتحاد الجهوي للشغل بقابس التي توجه بها عمال شركة قانز طالبين يد المساعدة من الجميع دون استثناء كاتبين بصريح العبارة اننا سوف نتشرد، سوف يجوع عيالنا، سوف تقطع موارد أرزاقنا. ان مثل هذه الصرخات التي تمس كل ذي قلب حي في وجدانه ولا بد ان تمس كل نقابي في الصميم لان العمل النقابي انما جاء أساسا من اجل مثل هذه الحالات ضمانا لمواطن الشغل وحفظا لكرامة العامل وافراد عائلته من الخصاصة والحرمان وحتى لا نعيش جهويا ما عشناه في الماضي القريب عندما قاسى اعوان شركة سوجترام الامرين خاصة في مناسبات الاعياد والعودة المدرسية والجميع مازال يتذكر ذلك ولو ان الامر ليس محل مقارنة في الوضعيتين لان الاولى كانت من عمل المستثمر الخاص اما الوضعية الحالية لشركة قانز فهي مخالفة تماما، أنا هنا لست مخولا للحديث عن تاريخ هذه الشركة التي ولدت كبيرة وذات وزن ثقيل ولو اننا جميعا بحكم ما نعيشه مع اخواننا العمال نعرف الكثير عنها لكن ليس الامر هنا للحديث عن ذلك المهم الذي لا يختلف فيه اثنان هوان هذه الشركة قابلة للانقاذ وان النقابة الاساسية بها تمتلك التصورات والحجج لذلك لكن الغريب في الامر هو الطريقة التي تتعامل بها كل الدوائر المسؤولة مع هذا الموضوع الذي لو انه اخذ حظه من الدرس والعناية من الاول لاستعادت هذه الشركة المكانة التي كانت تتمتع بها منذ عشرات السنين حيث انها بلغت العالمية في انتاجها وخدماتها التي كانت ومازالت محل تقدير لدى الجميع. ان النهوض بهذه المؤسسة لا يتطلب منا جميعا الجهد الكبير بل في ادارة جديدة يكون هدفها النجاح في عملية الانقاذ والدعم المادي من طرف كل الشركات المتواجدة بالمنطقة الصناعية كما كان معمولا به منذ نشأتها، ام ان الاوضاع تغيرت فاصبحنا نساعد القطاع الخاص على حساب القطاع العمومي الذي من المفروض ان تكون له الاولوية المطلقة وذلك بناء على تجاربنا السلبية السابقة في خصخصة بعض الشركات او بعض انشطتها؟ لابد هنا ان نثني ونذكّر بكل خير المجهود الكبير الذي يقوم به الاتحاد الجهوي للشغل بقابس لكن يبقى دائما الامر غير مستقيم ما دام الجميع مهدد بفقدان مورد رزقه والشركة بالاندثار وبعض الخواص متربصين بها نظرا لقيمة ما تحتويه من معدات ولما اكتسبه العاملين بها من خبرة وتجربة في كل الميادين وانا اتوجه بسؤال للجميع ماهو موقفنا ونحن نستعد للمفاوضات الاجتماعية المقبلة طلبا للزيادة في الاجور لمجابهة غلاء المعيشة وتدهور المقدرة الشرائية وزملائنا مهددين بالطرد وفقدان مواطن عملهم؟ ماهو موقفنا ونحن نتردد على الاتحاد الجهوي وتلك الملصقات المنادية بالنجدة والعون تكاد تنطق وتصرخ فينا منادية اخوانكم في خطر عيالهم على ابواب الجوع والحرمان؟