يعتبر الأخ عبدالله المارثي من أبرز الوجوه النقابية المناضلة بجهة قابس و أكثر الناس تشبثا بمؤسسته في القطاع العام و قد ساعده على ذلك الدرجة العالية التي عليها عمال شركة قانز من الوعي النقابي و الإلتزام اللامشروط بكل القرارات النقابية التي تصدر عن الهياكل و قد خاضت النقابة الأساسية لشركة قانز بقيادة الأخ عبدالله المارثي و رفاقه نضالات نقابية و إعتصامات دفاعا عن حقوقهم المكتسبة و مطالبهم المشروعة و لمزيد التعريف بهذه المؤسسة و ما يعانيه عمالها من تهديد بالتشرد و الإحالة على البطالة يحدثنا الأخ عبدالله المارثي عن كل هذه المعاناة. * لو تعرفنا بقضية شركة قانز. - لا أريد أن أطيل في سرد نشأة الشركة منذ الثمانينات بل أكتفي بالقول بأنها خضعت لما يسمى بعملية التأهيل حيث تم تسريح 165 عاملا سنة 2006 لكن العملية فشلت و لم تسفر عن النتائج المرجوة منها و في 7 أوت 2009 تمت خصخصة الشركة لكنها مازالت متعثرة لحد اليوم و الدليل هو عدم تسليمها للمستثمر الجديد. * ما مرد ذلك ؟. - أولا لأن الشركة مازالت تحت وطئة قانون الإشراف الديواني و لأن المستثمر المشتري ليس مصدرا بل هو رأس مال داخلي و لا تدخل عملية التصدير في دائرة إهتماماته و هي هفوة فنية لم يتمكنوا لحد اليوم من تجاوزها. - ثانيا لم يتم تطبيق القانون الذي ينص على تسليم المؤسسة المفوت فيها للمستثمر في غضون شهر من صدور الحكم و إلا فان المؤسسة موضوع التفويت تعود مؤسسة عمومية كما كانت و تعتبر الصفقة ملغاة بمفعول القانون وهو ما لم يتم منذ أوت 2008. * ما الذي أوصل المؤسسة لهذه الوضعية الحرجة؟ - شركتنا تتمتع بامكانيات فنية و معدات فريدة من نوعيها على مستوى الجهوي و الوطني ككل و طاقات بشرية و حرفية يشهد لها الجميع و قد قدمت شركتنا خدمات تصديرية تفوق بعض البلدان الأوروبية مثل عربات السكة الحديد لنقل البضائع بمواصفات عالمية كما أنجزت شركة قانز تركيب مصانع باكملها لكن الإدارات العامة المتعاقبة كان لها نصيب الأسد في وصول الشركة لهذه الحالة رغم تنبيهنا للجميع على خطورة الوضعية التي تمر بها و كذلك دعواتنا المتكرر لإنقاذها لكن لا من مجيب. * كيف تقييم علاقة الشركة بمؤسسات المنطقة الصناعية و المجمع الكيمياوي؟. - علاقة مختلة جدا و هي تصب في صالح شركات المناولة التي تكاثرت بصفة غريبة هذه الأيام و التي كثير ما تفوز بالمناقصات في حين يشترط على شركة قانز التقيد بجميع المواصفات في حين أنه ليس هناك أي وجه شبه في نوعية الخدمات التي تقدمها شركاتنا و ما يقدمه غيرنا مع العلم بان شركة قانز إنما تأسست من أجل المنطقة الصناعية بصفة عامة و حتي بقية المؤسسات الصناعية بكامل تراب الجمهورية و كنا لفتنا نظر الجميع لسلبية هذا التمشي و إنعكاسه الكارثي على الشركة لكن لا من مجيب. * هل تعتقد بانه بالإمكان إنقاذ الشركة مما تردت فيه؟ - طبعا لو تظافرت الجهود و حسنت النوايا و توفرت الإرادة السياسية بان تأخذ سلط الإشراف المبادرة و كذلك لو تدخلا الإتحاد العام التونسي للشغل على مستوى المركزية النقابية إضافة لما يبذل حاليا من طرف الإتحاد الجهوي بقابس يمكن أن تستعيد هذه الشركة العملاقة مكانتها و نشاطها الذي يعرفه الجميع. * رغم وضعية الشركة حققتم نتائج إيجابية في المفاوضات الإجتماعية كيف تفسر ذلك؟. - هنا لا بد أن أعطي لكل ذي حق حقه هذا ما تعلمناه داخل الإتحاد العام التونسي للشغل لقد وجدنا تفهما كبيرا من الطرف الإداري هذا رغم تعثر المفاوضات و جلساتها المارطونية التي دعمنا خلالها كل من الإتحاد الجهوي و جامعة المعادن و لقد حققنا نتائج جد إيجابية رغم الخلاف الحاصل في بعض الجوانب الترتيبية العالقة و التي لم يتم حسمها إلى الآن و نحن نأمل في الوصول لنتائج مرضية في شأنها بمساعدة جميع الأطراف. * أنتم أكثر النقابات بالجهة تحركا من ناحية الإضراربات و الإعتصامات ماذا حققتم من وراء ذلك؟ - هذا صحيح لكن ليعلم الجميع بأن هذه التحركات النضالية النقابية لم تكن قط عبثية أو عشوائية إنما هي أساسا من أجل الدفاع عن المؤسسة أولا ثم من أجل مواطن الشغل و المصالح العمالية في جميع جوانبها المادية و الإجتماعية و الصحية و فوق ذلك دفاعا عن المصير المجهول الذي يمكن أن نجد فيه أنفسنا في ظل السياسة المتبعة داخل الشركة في السنوات الأخيرة و نحن نقول ما دامت وضعية الشركة على ما هي عليه و ما دام أصحاب القرار لم يحركوا ساكنا فان تحركاتنا و نضاليتنا سوف تتواصل على مختلف أشكالها الشرعية و المشروعة كلفنا ذلك ما كلفنا. *ما أهم مطالبكم قبل عملية تسليم الشركة؟ - أولا نحن مازلنا نؤمن بأنه بامكاننا إنقاذ مؤسستنا و العودة بها لسالف نشاطها و إننا لم نخض كل هذه النضالات و التحركات إلا من أجل ذلك أولا و قبل كل شيء و أنا أدعو كل النقابيين و التشكيلات النقابية الجهوية و الوطنية و المركزية النقابية لمساعدتنا و الإيمان مثلنا بإمكانية إستعادتها لأننا لا نؤمن بالمستحيل في إطار الإتحاد العام التونسي للشغل و جوابا عن سؤالك أقول عندما يعجز الجميع و يسلم بالأمر الواقع و قبل عملية التسليم سوف نتقدم بمطالبنا و شروطنا حسب ما يتيحه لنا موقعنا المتقدم بالإتحاد العام التونسي للشغل. * ما هو مرد إلتفاف العمال حول نقابتهم الأساسية بهذه الكيفية؟ - أساسا النقابة الأساسية و العمال في مركب واحد تتقاذفه الأمواج العاتية من كل جهة و هكذا تكون النقابة الأساسية هي مجموع العمال العاملين مع بعضهم البعض لكن الذي يجعل العمل النقابي فاعلا و قويا هو صدق الهيكل في تناول المواضيع و الشفافية في إتخاذ القرار بكل ديمقراطية و التشاور في جميع الأمور البسيط فبل المصيرية مع العمال الذين لا بد أن يلمسوا نتائج نضاليتهم و أن لا تذهب مجهوداتهم أدراج الرياح و سوف نضل كذلك حتي إلى ما لا نهاية. * و في الختام؟ - ( تنهد الأخ عبدالله)، أشكر قبل أي كان جريدة الشعب التي كانت لنا متنفسا و التي كانت لنا فضاءا عرفنا من خلاله بقضيتنا و أبلغنا صوتنا للجميع و إننا نرفع أصواتنا عالية مرة أخرى و خاصة للمركزية النقابية للإلتفات لما يعانيه أعوان شركة قانز من مرارة عيش رغم الصبر و المسك على الجمر خوفا من المصير المجهول و ضياع شركة في حجم شركتنا ونضاليتنا مستمرة حتي نحقق مطالبنا كاملة و ضمان حقوقنا المشروعة و تحية تقدير و إكبار لكل زملائي العمال على ثقتهم الكبيرة فينا و التي لم تزدنا الا إصرارا و تشبثا بمكاسبنا و حقوقنا التي لا رجعة فيها و سوف ننتصر بحول الله.