514 كلم 2 تلك هي مساحة جزيرة جربة، على هذه القطعة من الأرض توالت أحداث الزمن والطبيعة وفعلت فعلها في محيطها الجغرافي والبيئي ووصلنا للعصر الحديث عندما تفطّن المختصون إلى الأخطار الحالية التي تهدّد احدى أهم جزر البحر الأبيض المتوسط وأساسا بعض مناطقها اللصيقة بالماء خاصة بعد الاختتناق الذي عرفه الشريط الساحلي بسبب حركة بناء النزل السياحية بدعوى جدوى هذا النشاط في توفير العملة الصعبة ومواطن الشغل، ومختلف مظاهر التحولات المناخية والبيولوجية البيئية. ويدخل في باب التهديدات التي يعيشها أهل الجزيرة ما تمّ مؤخّرا من ترتيب ثلاث مناطق رطبة من اليابسة كمناطق ذات أهمية عالمية مسجّلة في قائمة رمسار، وهي منطقة رأس الرمل بالفضاء الشمالي ما بين حومة السّوق والمنطقة السياحية الشمالية الشرقية ومساحتها 85.1 هكتار، ومنطقة جربة لالة أجيم الواقعة في الجنوب الغربي من الجزيرة بين لالة وأجيم بمساحة هكتارين، 285 ومنطقة جربة بين الوديان الواقعة على الضفة الجنوبية الشرقية للجزيرة ما بين برج أغير القنطرة والشريط الساحلي في ميناء آغير بمساحة 082،12 هكتارا، وهي المناطق التي اقترحتها جمعية صيانة جزيرة جربة في اطار مشروعها حول المناطق التي تحظى بعناية خاصة بالتعاون مع الصندوق الأممي للبيئة برنامج المنح الصغرى. وتمّ تنظيم يوم دراسي حول إعداد برنامج التصرّف في هذه المناطق من الجوانب التنظيمية والاطارية، وذلك يوم السبت 23 فيفري 2008 بقاعة الاجتماعات ببلدية حومة السوق. ورمسار هي المدينة الايرانية التي وقع فيها سنة 1971 (أي منذ 37 سنة خلتْ) امضاء الاتفاقية العالمية الخاصة بالمناطق الرطبة ذات البعد العالمي والتي تعتبر مساكن لطيور الماء وهو عقد ما بين الحكومات يمثّل اطارًا للتعاون الدولي في مجال المحافظة على الكائنات الحيّة الحيوانية والنباتية. وقد احتوى هذا اليوم على مداخلات متنوعة أتت على جوانب الموضوع الاصطلاحية والموضوعية والقانونية، وطرح الاشكالية المستقبلية وهي على التوالي: «مسيرة من أجل ترتيب مناطق رطبة من جزيرة جربة: السيد فريد القاضي، الرئيس الشرفي لجمعية الصيانة»، «الخصوصيات الايكولوجية والبحرية والبرية للمناطق الرطبة بجزيرة جربة: السيد الناصر بن معيز خبير بيئي»، «التشريعات والقوانين الخاصة بحماية المناطق الرطبة ذات الأهمية العالمية: السيد فتحي تكتيك، ادارة المنحة بجربة»، «مشروع حماية الثروات الساحلية والبحرية لخليج ابس: السيد سليم ريفاي مدير وحدة مشروع حماية الثروات الساحلية والبحرية لخليج ابس». التدخلات أكدت أهمية الموضوع المطروح ودعوا إلى تحسيس المتساكنين بالجزيرة بقيمته المستقبلية على جمالية الحياة فيها، والسلط المحلية والجهوية والوطنية بالاحجام عن ادراج مشاريع اضافية من شأنها مزيد الاجهاز على اليابسة في الجزيرة خاصة ما يقع التخطيط له حاليّا من الموافقة القريبة على مشروع «لَلاّحضرية»، هذا الانجاز الضخم ل 000.45 سرير سياحي، والمتاخم لمنطقة رأس الرمل المشار إليها والذي سيقضي بشكل نهائي على كل أملٍ في أن يستطيب أهالي جربة ومُحبوها العيش مستقبلا فيها، ويكون حل الهجرة والرحيل أفضل، بعد أن تكون «كل يد شدّت أختها». وطغى التفكير «الاقتصادي» للمسؤولين وعلى التفكير «البيئي» إنّ اليوم الدراسي كان بمثابة صيحة الفزع لانقاذ ما يمكن انقاذه من أراضي جزيرة جربة التي تعيش صراع البقاء مع محيطها الطبيعي.