كان من بين المناضلين الملتزمين بقضايا وطنهم وأمتهم بل كان من القادة التاريخيين الذين لم يبخلوا في عطائهم من اجل التحرير والوحدة والتقدم هكذا سمعنا به ثم عرفناه كما سمعنا عن عبد الناصر ثم عرفناه ونحن مازلنا أطفالا في الدراسة، كان ايمانه بعروبة فلسطين وبالتحرير الكامل في إطار رؤية شاملة لطبيعة الصراع القومي ضد العدو الصهيوني ليس صدفة بل هو تأصيل واقعي لحركة القوميين العرب التي كان من أبرز مؤسسيها، وخلافه مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصرانما كان على قاعدة الوحدة والتنوع داخل القوى الوطنية الممانعة ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية والتزاما مع هذا التمشي كان يسعى دائما الى الوحدة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية ايمانا منه بان طبيعة المرحلة تقتضي اولا التحرر من نير الاستعمار والاستيطان الصهيوني، ورغم انه كان يحتضر في الرمق الاخير من حياته بعث بتحية ولاء وتقدير لشعبه في غزة وهو يهجم على الحدود المصطنعة يحطمها ويكسرها لانه بذلك وحده يستطيع كسر الحصار المضروب عليه صهيونيا وعربيا. وهذا ليس بالغريب من أحد أبناء هذه الامة البررة الذين افنوا أعمارهم في التصدي لمشاريع الاستيطان والاستعمار والحلول التصفوية للقضية المركزية قضية فلسطين العربية ووهبوا أنفسهم في سبيل شعبهم الفلسطيني المكابر والمجاهد. لقد خرج من مدرسة حبش العديد من المناضلين منهم من استشهد كالقائد الشهيد أبو علي مصطفى وغيرهم ومنهم من هو في سجون الاحتلال ومنهم من مازال يقاتل على الجبهة وما بدلوا تبديلا وكان القائد يعلم علم اليقين ان الطريق ليست مفروشة بالورود ولا بالزرابي وانما هي طريق وعرة وشاقة مثلها مثل نيل الحرية التي لن تأتي في طبق من ورد انما تأتي على انهار من الدماء الزكية الطاهرة بعد تضحيات جسام لاجيال متلاحقة تفتح افقا من النور ليبزغ الفجر من جديد. وها نحن إذ نودع القائد الرمز لابد من الترحم على اخوانه في القضية والدرب كالشهيد أبو علي مصطفى والشهيد الشيخ احمد ياسين والشهيد الدكتور عز الدين الرنتيسي والشهيد يحيى عياش والشهيد ياسر عرفات أبو عمار لاننا نعلم ان صدر حبش يسع لكل أبناء امته ووطنه وان فقدانهم بالنسبة إليه كما بالنسبة إلينا يمثل ضربة موجعة يطمئن لها العدو الصهيوني وحلفاؤه والمتواطئين معه ولا يفوتنا ونحن نودعه كذلك ان نتذكر مساندته ووقوفه المبدئي مع المقاومة الوطنية اللبنانية في تصديها الشجاع ضد العدو الصهيوني في صائفة 2006، بل مازلنا نذكر فرحته وابناء المقاومة وعلى رأسها حزب الله يدكّون العدو الصهيوني في كل بلدة في حيفا ويافا وعكا يمطرونهم بوابل من الصواريخ ويسطرون بعزيمة الاحرار النصر التاريخي على الجيش الصهيوني المدجج بالسلاح والاليات العسكرية المتطورة جدا والمعروف سابقا بالجيش الذي لا يقهر. ولا يمكننا وموكب جورج حبش الخاشع يمرّ أمامنا إلا أن ننحني كذلك إلى روح الشهيد عماد مغنية الذي كان من القادة الرئيسيين الذين صنعوا النصر في عدوان تموز 2006 الاخير على لبنان والذي اغتيل في دمشق على يد أجهزة المخابرات الامريكية الصهيونية الرجعية والمتواطئون معها من العملاء والخونة وهم الوحيدون من لهم مصلحة في قتله، وفي الختام نقول: لقد رسم القائد طريق النصر، فما افتك بالقوّة لا يسترد بغير القوة. العزّة والخلود لك ايها القائد الفذ ولكل شهداء الامة والخزي والعار لكل العملاء والخونة ولتسقط الرجعية الجبانة.