«ليالينا العربية» منوّعة استحدثها المنشط لطفي البحري ولعلّه اقتبس عنوانها وروحيتها من برنامج إذاعي للاعلامي الراحل صالح جغام. تقوم المنوّعة على تنسيق بين تلفزتنا الوطنية وشقيقة لها في بلد عربي فتقدم لنا نبذا لطيفة ظريفة من الغناء والفنّ الشعبي واللوحات الراقصة وتسيح بنا عبر شريط وثائقي في معالم التاريخ والحضارة. كذلك كان الشأن مع تلفزة الجزائر حيث تزامنت السهرة مع أحداث ساقية سيدي يوسف الخالدة فغذّت بالتعليق وبالغناء وباللوحات الراقصة والاشعار آمالا هي محطّ رهان استراتيجي في البلدين.. كذلك كان الشأن مع تلفزة الجماهيرية فامتعنا فنانوها بما ابتدعوه من «جلسة فنية» واعادوا للاذهان ما كان من ثمار العمل المشترك بين عمالقة البلدين كاظم نديم حسن العريبي علية نعمة من روائع قمري يايمه كل ليلة يطلع.. غير ان السهرة لم توف المعالم العربية والاسلامية في البلدين حقها وهي عندنا عمر.. وتاريخ.. وذاكرة.. وحياة.. واحتفت في المقابل بالمعالم الفينيقية والقرطاجيّة والرومانية في كلّ من صبراطة.. والجم.. فلعليسة ولحنبعل مكانة في القلوب ولا شك لكن للفاتحين العرب المسلمين منزلة ربما كانت اكبر بل هي كذلك بحكم التاريخ والثقافة والحاضر.. لكن يبدو أن منشط المنوّعة قد غلبه هواه الفينيقي القديم..