موعد جديد... وتميّز بكل المقاييس حققته مدرسة المرحوم عبد الحكيم الشملي (النجمة) بالمدينة العتيقة مع اختتام السنة الدراسية 20092010... هذا الموعد جسدته مؤخرا إدارة المدرسة في مناسبتين شيقتين الأولى كانت حفل تتويج نشاطها الثقافي والثانية لتتويج تلاميذها المتفوقين. ولأن التجديد عنصر قار في مفهوم إدارة النجمة فقد اختارت المشرفة العامة على النشاط الثقافي بالمدرسة السيدة حذام الشملي شكلا جديدا لديكور الحفلين باستعمال اللونين الذهبي والأسود شكلت منهما تصاميم رائعة للركح وأزياء اللوحات الراقصة ومجموعتي «كورال النجمة» باللغات العربية والفرنسية والانقليزية والإسبانية... وبهذه اللغات رحّب عدد من تلاميذ النجمة فرادى بالحاضرين لينطلق الحفل الثقافي ويتواصل على مدى خمس ساعات كاملة. لأطفال غزّة من نقطة إشعاعها كانت البداية... كورال النجمة بقيادة أستاذ الموسيقى السيد سمير عزيز وعازف الأورغ رمزي المبروك وبمساعدة السيد علي الشواشي... ثم كان الموعد الثاني مع كورال حذام الذي غنّى لأطفال غزة We will not go down... للفنان مايكل هيرت... أغنية شدت كلماتها الحاضرين وتفاعل معها الجميع مثلما تفاعل مع الصور المرافقة التي عُرضت بالتوازي مع الكورال... «لن نخرج.. بإمكانكم حرق مساجدنا ومنازلنا ومدارسنا... لكن عقولنا لن تموت أبدا.. الأطفال والنساء يُقتلون ويعذبون ليلة بعد ليلة...» أغنية تحدثت عنها السيدة حذام قائلة: «هي تحية خالدة لأطفال وأمهات غزة المحاصرين والمناضلين... ربما تكون يوما ما سببا في تحقيق حريتهم». وجه آخر للنضال تغنى به كورال حذام من خلال أغنية باللغة الإسبانية Hasta Siempre بلحنها الساحر وكلماتها المؤثرة... وهي أغنية أعدها الموسيقي كارلوس بويبلا تأثرا برحيل الثائر تشي غيفارا عن كوبا ورفضه العودة إلى أي منصب فيها، بعد أن اختار أن يظل ثائرا متنقلا بين البلاد المقهورة... ثورة تشي غيفارا رافقتها ثورة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش على ركح مدرسة النجمة بصوت صادع للطفل سامي السمراني الذي ألقى قصيدة (سجّل أنا عربي)... مواقف تمثيلية بمختلف اللغات ومن الجدّ يمرّ أبناء النجمة إلى الهزل ويكون الموعد مع الموقف المسرحي الضاحك (المقامة الشريحية) التي اقتبستها المربية فاطمة الزهراء علوي بكلامها المسجوع في قالب كوميدي محض من مقامات بديع الزمان الهمذاني، وتجسد العلاقة المرحة بين التلميذ والمؤدب أو المعلم... وتعلق المربية فاطمة الزهراء على هذا الموقف المسرحي قائلة: «هو فن نجتهد من خلاله في إخراج التلميذ الخجول والمنطوي على نفسه ليقف مع المجموعة ويشاركها نشاطها». وتواصل نشاط أبناء النجمة في حفلهم الثقافي ليحرك سواكن الحاضرين ويحسّسهم بأهمية المحافظة على البيئة من خلال مسرحية باللغة الانقليزية أعدتها المربية مروى دعلول. وعلى غرار هذا الموقف المسرحي قدم أبناء النجمة مواقف تمثيلية أخرى بمختلف اللغات راوحت بين كوميديا الطفل والفرجة والإلقاء مثل موقف (طرقت الباب) باللغة الفرنسية وهو دعوة إلى الإنسانية للتقريب بين الثقافات من خلال الطرق على باب سيدي بوسعيد... وغيرها من الفقرات التي قدمها منشط الحفل الأستاذ محمد بوقديدة. الحفل الثقافي ل«النجمة» حضره إلى جانب السيدة رملة الشملي مديرة المدرسة... السيد شكري بن عبده الكاتب العام للجنة التنسيق بتونسالمدينة والكتاب المساعدون وإطارات بلدية تونس وممثلون عن معتمد المدينة وعدد كبير من الأولياء والضيوف.