ضمن أرقام قدمها برنامج «أحنا هكة» الذي تقدّمه قناة 7 قيل أنّ 47 من التوانسة محور حديثهم الأساسي «الكرة» في حين يتحدّث 13 في السياسة و15 عن الحبّ أمّا البقية فهم يتكلّمون في كلّ شيء وبما أنّ 47 من التوانسة «عيشتهم كرة» فإنّ الرقم يصبح مفزعا حقيقة بكل المقاييس.!! 2 47 من التوانسة لا يتحدّثون إلاّ عن الكرة هؤلاء الايديولوجيا متاعهم كرة أليس كذلك وإلاّ لماذا كلّ هذا الإفراط والمبالغة في الحديث عن الكرة ومتابعة تفاصيلها وهنا يحق لنا أن نسأل هل هؤلاء يتابعون الكرة وأمورها بإرادة أو عن غير إرادة أم يتابعونها لأجل ملء الفراغ أم للإبتعاد عن مشاكل الحياة وجزئياتها حقيقة كنت أتمنّى من المنشط أن يقدّم لنا نبذة وتفاصيل من هؤلاء 47. 3 ... لكنّ بالعودة إلى ما يقدّم في أجهزتنا الاعلامية السمعية البصرية من برامج رياضية على امتداد الأسبوع نجد أنّ هؤلاء 47 أمور متابعتهم عادية فعلى سبيل الحصر في القناة 7 الوطنية نجد الأحد الرياضي (ليلة الأحد)، ووقت مستقطع (يوم الاثنين)، الشوط الثالث (الاربعاء) في القناة 21 البرامج الرياضية كثيرة في قناة حنبعل (سويعة سبور) وسبور زمان وبالمكشوف والجمعة الرياضية أمّا في الاذاعات الوطنية والجهوية والخاصة فلا حدث ولا حرج هذا التركيز المبالغ فيه على تقديم المواد رياضية يجعل المشاهد التونسي يفد وهنا نقول ماذنب هؤلاء الذين لا يحبون الكرة في أن نملأ كل هذه الشبكات التلفزية بالكرة إلى حدّ الملل؟ 4 ... «العيشة كرة» هذا أغلب ما يقال ومايردد في المنازل؟! فلماذا لا تبرمج تلفزتنا الوطنية خاصة ما ينفع الناس لأنّ الكرة وإذا سلمنا بأنّها أداة تنمية فإنّ هذه التنمية لا يستفيد منها إلاّ هؤلاء الذين ينتمون للقطاع أمّا البقية فهم يدفعون صباحا مساء أو يوم الأحد من مالهم وأعصابهم و»ماهومش خالطين».!! 5 ... ههنا لابدّ أن نعترف أنّ التوانسة بالغوا في متابعة الكرة إذ لا يكاد يخلو مجلس من الحديث عنها وعن تفاصيلها فلماذا كلّ هذه الإستقالة من الحياة ومن ما ينفع الناس لأنّ الكرة احتفالية خاصة ما عدى ذلك فإنّه تصبح بمثابة الأفيون. 6 الكرة وماأدراك من الكرة أفيون خطيرة على مجتمعنا الذي أصبح لا يفرّق بين عشقه لها بجمالية وبين الإفراط في حبّها ومتابعة تفاصيلها وقديما قيل ومن العشق ما قتل...!! 7 ... أنا مع من يحبون نواديهم والكرة ككرة وجدت للتسلية لكن أن تصبح هذه الكرة مجلبة للكوارث والمصائب فنحن من موقعنا هذا نطلب من أولى الأمر فينا أن لا يطنبوا في التركيز عليها وسنكتفي بذلك اليوم.