في إطار اشغال الندوة التي نظمها الاتحاد الدولي لعمّال النقل تقدمنا الى الاخ بلال ملكاوي منسق المنطقة العربية بهذا الاتحاد (ITF) بالبعض من التساؤلات فكانت الاجابات التالية: أين تقع المنطقة العربية في ظل الظروف الراهنة من منظومة النقل العالمية؟ النقل هو عصب الحياة حول العالم، وتزداد أهمية هذا القطاع بإزدياد إعتماد الصناعة في العالم على عملية «التزويد» «من الباب الى الباب» وموقع الوطن العربي المتوسط يجعل منه حلقة وصل هامة بين الشمال والجنوب في عمليات النقل البحري والجوي بالاضافة لربط الشمال والجنوب بواسطة وصل الشمال الافريقي بكل دورات النقل الطرقي الاوروبي لذلك فان العالم العربي يكتسب اهمية كبرى في قطاع النقل. ماهي حسب تقييماتكم الانعكاسات التي أفرزتها برامج الاصلاح الهيكلي للقطاع في الوطن العربي وهل نجحت الخصخصة في جعل القطاع مواكبا للتطور العالمي في هذا المجال وماهو واقع العمال الآن؟ نظرا لاهمية قطاع النقل في الوطن العربي فقد تدخلت المؤسسات المالية الدولية في هذا القطاع مثل البنك وصندوق النقد الدوليين في اعادة هيكلة النقل في كافة القطاعات وركزت المشاريع على خصخصة النقل الجوّي بكافة اصنافه والموانئ البحرية والسكك الحديدية: ان أثر هذه العملية كارثيا بالنسبة للعمال العرب وعمال العالم بشكل خاص، فدخلت الشركات المتعددة الجنسيات، وفقد آلاف العمال وظائفهم وازدادت كلف النقل على المواطنين المحليين وخفضت هذه الكلف في مجال نقل البضائع وتخدم هذه التخفيضات المنتجين واصحاب الصناعات في الدول المتقدمة، لا زال العمال في قطاع النقل يعملون ويناضلون بالتنسيق مع عمال النقل في العالم من خلال ال ITF، والهدف هو تقليل الاثار السلبية على العمال. فهمنا أنّ هناك تأثيرات سلبية على العمال وواقعهم فما حال مسألة التنسيب للمنظمات النقابية؟ كان أثر اعادة الهيكلة في قطاع النقل سلبيا على حجم التنظيم النقابي، فمع فقدان الوظائف خسرت النقابات اعضائها ومناضليها «اعضاء النقابات» فقد كان العمال القدماء هم المستهدفون بسبب المكتسبات التي حصلوا عليها بسبب خدمتهم الطويلة واتفاقيات العمل الجماعية التي استفادوا منها على مدى مرور السنوات. واستبدل هؤلاء العمال بعمال من الشباب بعقود مؤقتة وبشروط مختلفة يقوم ال ITF بسلسلة من ورش العمل لبناء القدرات لمواجهة مشاريع البنك الدولي في المنطقة وفي العالم. هل لمنظمتكم (ITF) استراتيجية عمل واضحة واتصالات مع النقابات المنضوية تحتها لرفع التحديات وتأمين القدرة النضالية للمواجهة والتصدي؟ استراتيجية ال ITFلمواجهة هذه التحديات تقوم على التركيز على دعم وتشجيع زيادة حجم التنظيم النقابي حول العالم من خلال حملات عالمية وتدريب مستمر على المستويات المحلية، بالاضافة لتعزيز عمل التضامن الدولي بكافة اشكاله وهذه العملية تتم بشكل يومي وينجح التضامن الدولي على نطاق واسع في وقف التحديات والانتهاكات على العمال من خلال اعضاءه الذين يبلغ عددهم في حدود 5 مليون عامل نقل يعملون في 147 دولة في قطاعات النقل حول العالم. « تشعبت طرق واساليب التدخل في القطاع وبرزت مؤسسات عالمية لا تستقر على حال فمن تستهدفون ببعض التصورات والبرامج؟ بالتأكيد نعمل في ITF على حماية منظورينا من خلال تسليحهم بالتدريب ونستهدف الشركات المتعددة الجنسيات في العالم وذلك عبر حملات منظمة على المستوى العالمي. توصلتم في خاتمة هذه الندوة الى معرفة بعض الهواجس والاشكاليات واختزلتم ذلك في بعض التوصيات فأي تقييم لهذه المحطة؟ كانت الندوة من أنجح الورش في المنطقة التي قام بها ال ITF وقد ساعد تنظيم الاخوة في تونس بشكل كبير واساسي على انجاح هذه الورشة وخصوصا الاستفادة من التجربة التونسية في مواجهة التحديات، كذلك فقد كانت المواضيع متعددة والمشاركة على مستوى متقدم من القيادات. هذه الورشة مقدمة ناجحة لبناء برنامج بناء مكونين نقابيين في المنطقة.