يبقى المعلق الرياضي هشام الخلصي من المعلقين الافذاذ في قناة الجزيرة القطرية في هذا الحديث الوثيقة الذي نشر على اعمدة السوبر الاماراتية والذي كان اجراه ظفر الله المؤذن في دبي اعترافات خاصة عن خلافاته مع عبد المجيد الشتالي وعن رأيه في طارق ذياب، هشام الخلصي هذا الذي عرفه الجمهور الرياضي العربي في الاوربيت اكتشف تميزه في الجزيرة القطرية. اولا، لماذا تركت شبكة الأوروبيت وذهبت الى الجزيرة الرياضية القطرية؟ قرار الانتقال اتخذته عن اقتناع وترو، بعد ان فقدت كل البطولات التي كانت تمتلك حقوق نقلها وخاصة منها الاوروبية، ممّا جعلني افكر في البديل وتزامن قرار ترك «الاوروبيت» مع انطلاق الجزيرة الرياضية لذلك ودون تردد كثير رحبت بعرض الزميل ايمن جادة مدير القناة ولم اندم على اتخاذي لهذا القرار. قيل في وقت سابق انك تعرضت لبعض المضايقات من طرف بعض المسؤولين في الاوربيت فأين الحقيقة من الاشاعة؟ الامر لم يصل الى حد المضايقات، لكنّ هناك اشخاصا نالوا مساحة كبيرة في القناة وهم لا يستحقونها من الناحية المهنية خاصة للأسف هؤلاء الاشخاص يجهلون التحدث باللغات الاخرى وليست لهم كذلك خلفية معرفة للكرة الاوروبية واستمدوا قوتهم من انهم معروفون في الخليج، رغم أنّ التعليق على مباراة محلية في الخليج يختلف عن التعليق في مباراة في البطولة الايطالية او الاسبانية، اضافة الى انّ اساليب التعليق في الاوروبيت تجاوزها الزمن، لكنها ظلت موجودة للاسف في الاوروبيت ينظرون للمهنيين نظرة غير بريئة. ماذا اضافت لك تجربة الأوروبيت على الصعيد المهنيّ؟ لم استفد بأي شيء على مستوى الثقافة الرياضية والخبرة الاعلامية، لأنني كنت اتعامل مع قنوات اوروبية معروفة في تونس قبل الالتحاق «بالاوروبيت» كما انني اتقن الحديث بالفرنسية والايطالية والانقليزية قبل الذهاب الى إيطاليا، والفائدة الوحيدة كانت على المستوى التقني لأنّ التقنيات كانت هناك متطورة جدا قياسا بما كان في التلفزة التونسية. هل غادرت الاوروبيت بصداقات ام بعداوات؟ لا صداقات ولا عداوات، كانت هناك زمالة ولم تكن لي مشاكل مع اي كان، بل كانت هناك اختلافات بسبب المهنة فقط، للاسف الشديد في الاوربيت عملت مع اشخاص بعيدون كل البعد عن المهنة. قيل كذلك انّ الانسجام كان مفقودا بينك وبين المدرب عبد المجيد الشتالي فهل هذا صحيح؟ الحقيقة انني لم اكن مقتنعا بعد المجيد الشتالي كمحلل تلفزي فأسلوبه لم يتغير وتحاليله في سنة 1994 هي نفسها في 2008 وأرى انه لا يرتقي إلى وظيفة المحلل الفنّي، والتدريب افضل له من العمل في التلفزة، مشكل الشتالي انه يريد ان يقوم بدور الرجل الاوحد، يتحدث وحده كما يلغي رأي دورالمحاور (؟). وماذا عن طارق ذياب في الجزيرة الرياضية؟ طارق لديه القدرة على قراءة الملعب قراءة جيدة من منطلق دوره السابق كصانع ألعاب، وهو متزن في تحليله للمباريات كما يتمتع بموهبة اقناع المتفرج.. ما رأيك في ظاهرة تحول اللاعبين القدامى وبعض المدربين الشبان الى محللين؟ التحليل لا يكفي اذ يجب ان يتمتع المحلل بالثقافة التلفزية مع اللغة السليمة التي تمكنه من ايصال الفكرة الى المشاهد. ماذا اضافت لك الجزيرة الرياضية؟ الجزيرة الرياضية قناة تسير وفق معايير ومقاييس مهنية اما الاوربيت فتسير «بالمزاج» وهناك تدخل غير مهني والتخطيط مفقود الجزيرة تشبه الكنال بلوس الفرنسية «canal plus» في طريقة العمل. الجزيرة الرياضية تضم الكثير من التونسيين ألا يمكن ان تتحول هذه الكثرة الى لوبيات؟ وجود الكثير من الاعلاميين التونسيين دليل على كفاءة المدرسة التونسية، ولا اعتقد انّ الكثرة تعني بالضرورة «اللوبيات» لأنّ كل عنصر يعمل في مجاله، في الجزيرة الرياضية هناك أسماء عربية اخرى من الجزائر والمغرب ومصر والخليج، ومن الظواهر الصحية الاخرى في الجزيرة الرياضية تنوع الاصوات بفعل الاساليب المعتمدة، طموحات المحطة لا سقف لها وهي تحتاج إلى جيش من المعلقين.