تقيم جمعية قدماء الصادقية يوم الجمعة 11 افريل الجاري أربعينية المغفور له المرحوم عبد الحميد كاهية المصور الصحفي وصاحب البطاقات البريدية الشهير، وهو الذي توفي قبل أيام عن سن تزيد عن ال 80 عاما. ويذكر التاريخ أن الفقيد الذي ولد بتونس العاصمة يوم 7 فيفري 1926 وتعلم بمدرستي الصادقية الابتدائية والثانوية كان منخرطا بالكشافة التونسية تحت قيادة المرحوم عزالدين عزوز مؤسس أول حركة كشفية تونسية سنة 1933 صحبة زكرياء بن مصطفى وسليم بن مصطفى وحميدة معمر وتوفيق السلامي ومحمد حرمل ومحمد بن عمر ومحمد الملولي وغيرهم. وفي نادي الكشافة تعلم مبادئ التصوير الشمسي فاغرم به وقرر تعلمه. وإثر مشاركته مع الوفد التونسي للشباب الكشفي في المعسكر العالمي بفرنسا سنة 1948 قرر البقاء هناك لدراسة فن التصوير.. والتشبع بهوايته. وهناك أثناء الدراسة وفي خضم تحرك الشباب التونسي من أجل قضية استقلال البلاد اندمج فقيدنافي النضال مع رفاقه الذين تعرف عليهم هناك ومنهم: محمد المصمودي وجلولي فارس وحسان بلخوجة وغيرهم وكلف بعمل اعلامي يتعلق بالحركة الوطنية، كما تعرف على الملك الراحل سيدي المنصف باي في منفاه بمدينة «بّو» الفرنسية حيث كان يزوره بانتظام ليبلغه ببعض الرسائل الشفوية وهناك على مائدة الملك الراحل تعرف على المناضل الشاب «انذاك» احمد بن صالح. في بداية عهد الاستقلال كان للفقيد دورا بارزا في مجال الاعلام المصور وبعث المنشآت المختصة والمميزة ويعمل برغبة وطنية وهواية جامحة وعشق لا متناهي وانتاج اكثر تطوعي دون التفكير في المادة ولا في الاثراء والغنى. ويذكر التاريخ ان قربه للرئيس الراحل قد تخوف منه الكثير من الحاشية حيث كان الرئيس يتحدث معه ويستمع اليه دون رتوش، وقد أدّى ذلك الى أن احد المسؤولين الكبار واحد اعمدة الثقافة في الحكومة قد وشى به باطلا الى الرئيس الذي قابله بكل جفوة فما كان من فقيدنا الا ان خرج من قصر قرطاج ولم يعد اليه ولو مرة واحدة حتى يوم وفاته. وفي العهد الجديد حظي الفقيد بوسام الاستحقاق الثقافي.