احتضنت مدينة توزرككل سنة مهرجان الشعر العربي الحديث في دورته 28 وذلك ايام 14 و 15 و 16 مارس 2008. وهذا المهرجان يعتبر اعرق مهرجان شعري في تونس، باعتبار ان اول دورة له جرت فعالياتها في غرّة ماي 1980. وقد اختار المنظمون لهذه الدورة محور الشعر والترجمة انخراطا في خيار هرم السلطة المتمثل في اعتبار 2008 سنة وطنيّة للترجمة وبالتالي فقد دارت المداخلات في فلك هذا المحور وكانت كالتالي: شهادة في ترجمة الشعر التونسي والعربي للاستاذ الهادي خليل ترجمة الشعر التونسي: هذه المسؤولية الجسيمة للاستاذ محمد الصالح بن عمر ترجمة الشعر: قضايا جمالية وثقافية للاستاذ عثمان بن طالب المصطلح النقدي: أي ترجمة للاستاذ عمر حفيّظ ترجمة الشعر بين الامكان والاستحالة للاستاذ محمد آيت ميهوب اما عن الشعر فقد واكب الدورة عدد كبير من الشعراء من مختلف ارجاء الوطن هذا وقد توزّعت الفعاليات بين متحف دارشريط وفضاء الشاق واق. وقد افتتح المهرجان في دورته الحالية الاستاذ صلاح رمضان والي توزر الذي عبر في كلمة القاها بالمناسبة عن اعتزازه بما وصل اليه حال الثقافة في الجهة. ولعل مفاجأة الافتتاح يكمن في التلميذة منال بوعبيد اصيلة الجهة التي ألقت قصيدة بخمس لغات وبأداء أدهش الحاضرين. وتبقى الأمسية الاولى التي احتضنها فضاء الشاق واق من أروع الامسيات التي شهدها المهرجان، وذلك بشهادة اغلب الشعراء المشاركين بل ان احدهم اطلق عليها الامسية المعلقة باعتبار انها جرت في فضاء مرتفع لا يُرى منه غير رؤوس النخيل. ان هذه الدورة، كانت دورة الامتياز بحق، وذلك على مستوى القصائد المقروءة والمداخلات وخاصة على مستوى الاقامة التي كانت من فئة الخمس نجوم بقي ان اغلب المثقفين بالجهة يتطلعون الى اليوم الذي يصبح فيه هذا المهرجان دوليا، وليس ذلك بعزيز على من يهمهم الامر إذ أن المهرجان قد بلغ سن الرشد منذ سنوات عديدة.