تونس - الصباح: شارك الشاعر المنصف المزغني في مهرجان برلين للأدب العالمي في دورته التاسعة التي تتواصل حتى20 من الشهر الحالي وتهدف الى خلق فضاء لقاء وتفاعل بعيدا عن العولمة التي تحتاج حتى الحياة الأدبية والى خلق فرص التواصل والتعارف بين ادباء العالم. وقد اختارت هيئة مؤسسة "بيترفايس للفن والسياسة" بالتعاون مع لجنة المهرجانات في برلين الاحتفاء في هذه الدورة بالادب العربي المشرقي والمغربي. وفي هذا الاطار تتنزل استضافة الشاعر المنصف المزغني الذي هاتفناه قبل عودة اليوم من برلين ليحدثنا عن مشاركته وعن رأيه في هذه المبادرة الالمانية وفي محتواها فقال: "تضمن المهرجان اماسي شعرية وقراءات ادبية وحلقات نقاش وورش عمل وموسيقى وعرض أفلام وثائقية استضاف لها المهرجان عددا كبيرا من الكتاب والشعراء العرب لمعالجة العديد من القضايا العربية الثقافية والسياسية والاجتماعية وقد كانت هذه الفعاليات مناسبة التقيت خلالها بكتاب وشعراء عرب تمت دعوتهم من الشام والجزائر والمغرب وفلسطين ومصر والعراق. وقد سعدت بلقاء اصدقائي ومن بينهم الشاعرة السورية هالة ابراهيم والشاعر الفلسطيني غسان رقطان واللبنانية جمانة حداد والاماراتية نجوم الغانم". درويش وصالح ولاحظ الشاعر المنصف المزغني رغبة شديدة لدى الألمان في التعرف على جوانب عديدة من مكونات الشخصية في العالم العربي جعلتهم يسلطون الأضواء في اكثر من ندوة على التراث في الأدب العربي وعلى الادب العراقي في المنفى وما الذي يصل منه الى المانيا وعلى وسائل ايصال الادب العربي للقارىء الالماني. كما تم تخصيص ندوة عن الاسكندرية كمدينة عالمية واخرى محورها المغرب العربي واوروبا والسلطة والثقافة والمبدعون الشبان والحوار الثقافي مع العالم العربي وبكسر المحرمات والصمت و"الجنس ودور المرأة والرجل في البنية الاجتماعية" كما تم بالمناسبة الاحتفاء بذكرى وفاة الشاعر محمود درويش بلمسة وفاء قدمها الكاتب السوري عادل القراشولي ووجهت تحية للاديب الراحل الطيب صالح.. وقد شارك شاعرنا في الأماسي الشعرية ليوم الافتتاح (الاربعاء) ويوم امس الجمعة وقرأ اشعارا ترجمها سليمان توفيق للحضور الذي كان كثيفا ومبهورا بطريقة القائه للشعر خاصة وانه كان الشاعر الوحيد الذي يحفظ شعره ويلقيه واقفا وبنزعة لتمثيله. وقد حظي شاعرنا بمساعدة ممثل عمل على ايصال النص للحضور الذي كان يدخل لمتابعة الندوات والاماسي الشعرية بمقابل مالي هذا الممثل وجد في شعر المزغني عناصر درامية واضحة مكنته من التقاط ذبذبات النص وبثها في المستمعين الذين كانوا من شرائح عمرية مختلفة. اما الملاحظة العامة التي خرج بها المنصف المزغني الى جانب حسن التنظيم وتوزيع الوقت بالتساوي بين الشعراء ونقل القراءات الشعرية الى اللغة الالمانية مباشرة بعد ان يقولها الشاعر فهي (اي الملاحظة) الحضور المشرقي المكثف بالمقارنة مع الحضور المغاربي الذي يكاد يكون غائبا الا من بعض الأصوات المقتصرة على من يكتب بالفرنسية فلا ذكر مثلا لاعلامنا الكبار ولا تكريم ولا حتى لمحمود المسعدي وهو ما يطرح قضية التواصل مع العالم الغربي ومع المانيا تحديدا حيث ان هذا المهرجان غايته الاساسية هي التعرف على العالم العربي واذا به لا يتعرف الا على منطقة الخليج العربي والعراق والسعودية والمنطقة الفرنكفونية من المغرب العربي ويؤسفني ان اكون الممثل الوحيد للشعر العربي الفصيح في المغرب العربي".