«أُفرجَ» مؤخرا عن فيلم «الحادثة» لرشيد فرشيو وبطولة محمد علي بن جمعة ويونس الفارحي وسناء كسوس وشاهده الجمهور بعد أوّل عرض له يوم الخميس الفارط بقاعة الأوسكار... هذا «الفيلم» الذي اصطنعت له هالة من نقاط الاستفهام حول منعه من عرضه لم يحقق بالمرّة انتظارات المشاهد التونسي ذلك أنّه لم يرْقَ حتى إلى مستوى المسلسلات الرمضانية، بل هي متطورة عنه سواء من ناحية المضمون أو من ناحية التقنيات... فهذا «الفيلمُ» بسيط أكثرمن البساطة من حيث محتواهُ، فكرته جد هزيلة ومستهلكة إلى حدّ الاهتراء والأفظع من ذلك أنّها قُدّمت في شكل باهت فتعدّدت أخطاؤه وتفاقمت علاّته.. والعلاّت بدأت من معلّقة الفيلم التي اكتنزت بصور العراء المجاني لسناء كسوس في محاولة بائسة لجلب الجمهور أمّا الأخطاء الفادحة التي شابت العمل فهي تبدأ من سوء الترجمة وصولاً إلى تنافر الخطاب المحكي مع المشاهد المصوّرة، بل حتّى إلى ديكور التصوير، فهل يعقل أن يقدّم المخرج فيلمه بفنجان واحد نراه في مركز الشرطة ثمّ في بيت زوجة فارس (محمد علي بن جمعة)؟!! أو أن يتجّه البطل إلى ضاحيّة سيدي بوسعيد (في السيناريو) ثمّ نجده في ضاحية مرت (في المشاهد) وقس على ذلك من المشاهد النمطيّة لشارع الحبيب بوريبة والبحيرة... أعتقد مثلما أعتقد كل من شاهد العمل أن «الحادثة» لم يرق حتى إلى مستوى المسلسل التلفزيوني لافتقاده للحبكة الدراميّة وفشله في تكسير أفق المشاهد ولنصّه البسيط إلى حدّ السّذاجة و... ولست أدري لماذا مُنع هذا العمل البسيط لرشيد فرشيو ولمَ أصطنعت له كل تلك الهالة من المنع والتأخير؟!!