انعقدت في العاصمة البلجيكية بروكسل ندوة نقابية عمالية دولية بعنوان برنامج الإصلاح والعمل النقابي في المنطقة المتوسطية من 28 الى 30 أفريل في مقر اللجنة الاقتصادية والاجتماعية ومقر الاتحاد النقابي الدولي، وشارك في الورشة نقابيون من الاتحاد العام للعمال الجزائريين والاتحاد العام لنقابات عمال الأردن، والاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، والاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد المغربي للشغل بالإضافة إلى الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي. وخلال افتتاح أشغال الندوة أطلع الأخ مصطفى التليلي مدير برنامج الإصلاح والعمل النقابي بالمنطقة المتوسطية المشاركين على المعلومات الأساسية لفهم أهداف البرنامج والنتائج المرجوة منه ودور المنظمات الأعضاء في المنتدى الاورو متوسطي في إنجاح أهم القضايا التي يتناولها والتي تتلخص في مواضيع المرأة والعمل النقابي، ووضع دليل دراسات على ذمة المنظمات لإعداد مؤتمراتهم، والتعددية النقابية، والوضع المالي للنقابات الأعضاء، المفاوضات الجماعية، القدرات النقابية، الدساتير والقوانين الداخلية ، كما قدم الرفيق بيتر سيدناك منسق المنتدى النقابي الأورو متوسطي أهداف انجاز مثل هذه الندوات ومنها التقارب بين النقابيين والمنظمات النقابية وتعبئة الخبرة الموجودة داخل النقابات وتطويرها ودعا إلى إقامة علاقات تعاون ما بين الخبراء لرفع مستوى التعاون، كما تحدث عن ضرورة تطوير الإعلام في الحركة النقابية العربية. واستمع المشاركون الى عروض قدمها خبراء نقابيون أوروبيون دوليون حيث بين أليكساندر مارتان المسؤول المالي لوكالة التنمية الاجتماعية وهي الجهة التي تعنى بالتصرف المالي لهذا البرنامج عمل البرنامج الذي يستمر لمدة سنتين ويحتوي على العديد من الأنشطة لتحقيق الأهداف المحددة له. وأكدت ماموناتا سيسي الأمين المساعد للكنفدرالية النقابية العالمية ضرورة أن يقدم الاتحاد الدولي مساهماته في دعم النشاطات النقابية منها دعمه للمنتدى واللقاء النقابي الأورو متوسطي الذي يجمع بين نقابات أوروبا وشمال إفريقيا والعالم العربي وفي هذا الإطار أشارت إلى عدم إيفاء مسار برشلونة بالحاجيات والتطلعات النقابية والاجتماعية لكن المنتدى الأورو متوسطي قام بالعديد من الأنشطة بهدف الارتقاء بالعمل الاجتماعي. وفي تحليلها لمنظومة الإعلام داخل النقابات تناولت التطور الملحوظ خلال السنوات السابقة حيث تمتلك المنظمات الإمكانات والتقنيات التكنولوجية للتواصل ونشر الأخبار. من جهته تناول جون فرانسوا بانس مدير العلاقات الخارجية في اللجنة الأوروبية دور وأنشطة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية في مسار برشلونة، مبيّنا ان منظمته تقيم علاقات منظمة مع البلدان الجنوبية للبحر المتوسط لدفع التفاهم وتحقيق أهداف الشراكة من خلال إحداث هيكل للعلاقات واللقاءات السنوية ، وتحدث عن الاعتراف المؤسساتي بالمنظمات غير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في الدول الجنوبية وبين أهمية تشكيل المجالس الاقتصادية والاجتماعية في البلدان التي لا يوجد فيها مثل تلك المجالس ، وأوضح فكرة الرئيس الفرنسي ساركوزي حول الاتحاد من اجل المتوسط وقارنها بمسار برشلونة والعلاقة بين دول الشمال والجنوب. وتناول كلوديو سانتازي مدير وكالة التنمية الاجتماعية (SDA) أهداف وأنشطة الوكالة مبينا أهدافها غير الربحية وتقديمها للدعم للمنظمات الأعضاء في الوكالة والشركاء الاجتماعيين في إعداد دراسات لإقامة مشاريع لتعزيز الحوار الاجتماعي والشراكة الاجتماعية وتمويل برامج لمؤتمرات ومنتديات نقابية تتوافق مع أهداف الوكالة وخصوصية الدول المتقدمة بالطلب ، كما تحدث عن علاقة الوكالة بالاتحاد الأوروبي من خلال الكنفدرالية الأوروبية للنقابات . من جهة أخرى، قدمت باتريسا ريللو رئيسة قسم الإعلام في الكنفدرالية الأوروبية للنقابات عرضا حول قسم الإعلام في الكنفدرالية وتطوره خلال فترة زمنية بسيطة ، والتطور الحاصل على الموقع الالكتروني للكنفدرالية ،وتوظيف التكنلوجيا في التواصل مع الشركاء والأعضاء . وتحدث جين لابيير مستشار رئيس اللجنة الاقتصادية والاجتماعية للاتحاد الأوروبي عن رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي في الاشهر القادمة وركز على تنظيم الهجرة التي ستعتمد مستقبلا على نظام الهجرة الموجهة فيما قدم السيد تيم نونان رئيس قسم الإعلام والحملات الإعلامية في الكنفدرالية العالمية للنقابات شرحا عن أهمية تنظيم الحملات الإعلامية في تعزيز وتقوية النقابات العمالية وتواصلها مع المنظمات العالمية من خلال اطلاعها على ما يجري في المنظمات النقابية القطرية . وفي اليوم الثاني عرض المشاركون التجارب القطرية العربية في مجال الإعلام النقابي حيث قدم ممثلو كل منظمة النشاطات والفعاليات واليات نشر الخبر والتواصل مع الفئات المستهدفة. واطلع الأخ محمد العروسي بن صالح ممثل الاتحاد العام التونسي للشغل المشاركين على التجربة الإعلامية التونسية التي بدأت مع تأسيس الاتحاد عام 1946 وتحدث عن إنشاء أول مطبعة في العام نفسه وإصدار جريدة الشعب بعد فترة وجيزة ، وتناول دور الاعلام مبينا ان الوضع السياسي في تلك الفترة قد طغى على السياسة العامة للجريدة حيث الهم الوطني والوضع العمالي والاجتماعي وتحدث عن العظماء من أبناء الشعب التونسي من أمثال الشهيد فرحات حشاد والزعيم أحمد التليلي الذين كان لهم الدور الأكبر في قيادة الحركة الجماهيرية في مسيرة التحرر والتطور التونسية، من جهته عرض الأخ رض بن حليمة عددا من الأفلام عن المرأة وعمل الأطفال كما تم عرض اعداد من جريدة الشعب والتي تمتاز بخصوصية فريدة في العالم حيث أنّها تباع في الأسواق ولا توزع مجانا مما يساهم في استمراريتها وتطويرها. وقدم الاخ عبد المجيد الصحراوي مسؤول الإعلام في الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي عرضا شمل تجربة الاتحاد المغاربي في مجال الإعلام وعرض مجلة) احداث ومواقف (التي يصدرها الاتحاد بشكل دوري باللغتين الفرنسية والعربية ، حيث تتناول المجلة العديد من المواضيع والدراسات والأنشطة التي تهم المنطقة العربية والمتوسطية وهي تجربة ناجحة بالرغم من الصعوبات المالية وشح الإعلام والمعلومات من جانب المنظمات النقابية العمالية ، وقد ناشد الصحراوي المنظمات الاعضاء بتزويد المجلة بالمعلومات والأخبار النقابية لكي يواصل الاتحاد المغاربي إيصال رسالة إلى كافة المنظمات النقابية حول العالم. من جهته، قدّم الأخ خالد غريس، مسؤول الموقع الالكتروني للمنتدى النقابي الاورومتوسطي فكرة موسعة عن الموقع، داعيا بشكل خاص الى تزويده بما يكفي من المعلومات والانشطة، حتى يقع نشرها وتعميمها على كل المنظمات. وقد صدرت عن الورشة التوصيات التالية: دعم قطاع الإعلام في المنظمات النقابية من حيث الموارد البشرية والتقنية لما للإعلام من أهمية في العمل النقابي على جميع المستويات القاعدية والقيادية منها. ضرورة تعزيز نشاطات الإعلام الخارجي والانفتاح على الأحداث النقابية العالمية وأن يكون الإعلام موجها دوليا وباللغات العالمية الرئيسية. إنتاج نشرة عمالية دورية إلكترونية باللغتين الإنجليزية والعربية واتفق على ان يحررها الزميل علي السنتريسي من اتحاد نقابات عمال فلسطين وتوزع لجميع الأعضاء في نطاق المنظمات النقابية في العالم . إقامة في غضون الأشهر القليلة القادمة دورة تكوينية للإعلاميين في المنظمات المشاركة في المنتدى لتطوير قدرات المشرفين على الإعلام والمواقع الإلكترونية النقابية العربية. أما بخصوص القضية الفلسطينية فقد أوصى المشاركون بالإطلاق في إعداد حملة عالمية عمالية لمساندة العمال الفلسطينيين الذين يعانون ظروف اجتماعية استثنائية تقارب الاستحالة. انتاج فيلمين فيديو وثائقيين يتناولان قضايا العمال في الدول المشاركة حول العمل اللائق والحق في التنظيم النقابي والحريات النقابية، وذلك في نطاق التعاون الدولي. دعم المنظمات المشاركة للموقع الالكتروني للمنتدى النقابي الاورو متوسطي وذلك بمده بصفة منتظمة بما يلزم من أخبار ومعلومات . دراسة مشروع إنشاء مرصد اورو متوسطي للتشهير بانتهاكات الحقوق النقابية في البلدان العربية ، مع البحث عن الموارد المالية الكافية لضمان نجاعته واستمراره.