تابعت كغيري من المشاهدين والمهتمين بالشأن الثقافي برنامج محاورات على قناة حنبعل والذي يعده ويقدمه الفنان المسرحي المنصف السويسي. برنامج متوازن لنخبة من الفنانين والمثقفين العرب اشتاقت النفوس والعقول والأفئدة اليهم بعد ان أصبنا بأنفلونزا تقديم بعض الاعمال المقيتة والقاتلة وهي التي أفسدت الاجيال وأتت على ما تبقى فينا من ذوق وقيم ومبادئ «محاورات» من نوعية السهل الممتنع فيها رشاقة وأناقة في الطرح وفي ردود الضيوف. إننا في أمس الحاجة الى مثل هذه النوعية من البرامج التي يعدها ويقدمها فنان متمكن من اللغة ومن المعرفة ومن المحاورة وهذا ليس بالغريب على اعتبار ان المنصف السويسي فنان مسرحي متكامل وهذه ليست شهادة مني بل من العارفين بالشأن الفكري والفني والثقافي... ما أجمل ان نرى فنانا تشكيليا ومخرجا سينمائيا وشاعرا وأديبا وسيناريست يعدّ ويقدم برنامجا ثقافيا او منوعة او مائدة مستديرة وهذا معمول به في الغرب ولاقى استحسان المتلقي.. فما المانع ان نفسح المجال لكل من يأنس في نفسه الكفاءة للابداع والتحليق في دنيا الفكر والفن..؟ لقد حان الوقت لمراجعة كثير من الامور في المجال السمعي البصري فطوفان الدخلاء يكاد يغمرنا وان حصل ذلك فيا خيبة المسعى... أجدّد ثنائي وإعجابي ببرنامج «محاورات» وأشدّ على يد المنصف السويسي وأربّت على كتفه قائلا له «حسنا» وهل من مزيد؟