بمناسبة أربعينية الاخ محمود نقارة الذي وافاه الاجل يوم الاحد 27 افريل 2008 يتقدم الاتحاد المحلي بزرمدين بأخلص التحية لكل الذين تقدموا بالتعازي لعائلة الفقيد او للاتحاد المحلي سواء بحضورهم او بالهاتف. وعلى اثر ذلك نرى لزاما علينا ان نتقدم للرأي العام النقابي بتعريف موجز عن مسيرة الاخ محمود: انه اصيل مدينة زرمدين، فيها انتظمت دراسته الابتدائية ومنها الى العاصمة حيث انهى دراسته الثانوية ومنها التحق ببغداد حيث واصل دراسته الجامعية وتحصل على الاجازة في اللغة العربية وآدابها. باشر التدريس بالمعاهد الثانوية. وفي خط مواز لدراسته الابتدائية والثانوية والجامعية اقتحم كل الساحات التي عاشتها زرمدين بل جهة المنستير كلها وقد تراوح نشاطه بين العمل الكشفي والرياضي والثقافي والنقابي والسياسي وحقوق الانسان. فمنذ نعومة أظفاره انخرط في العمل الكشفي وانتمى الى فرقة الغزال وشارك في المخيمات التي نظمتها الكشافة الاسلامية لبث الروح التربوية والوطنية في الشباب التونسي التواق الى الحرية والاستقلال. وعندما صلب عوده ونما وعيه اقتحم الميدان الثقافي، وكانت جمعية الشباب الادبي بزرمدين افضل مثابة ثقافية استوعبت انشطة نخبتها، فكان الاخ محمود من انشط هذه النخبة التي قدمت اسهامات عدة. وفي الميدان الرياضي كان الاخ محمود من رواد الحركة الرياضية بزرمدين، فقد ساهم ضمن ثلة من الشباب في تأسيس جمعية السهم الرياضي بل انه التحق بصفوف لاعبيها الاوائل، وهؤلاء هم المجموعة الاولى التي اقامت اركان الجمعية وضمنت لها البقاء والاستمرارية. وعندما استكمل دراسته الجامعية انخرط في سلك التعليم، فكان مربيا محبا ومحبوبا، يحظى بمحبة تلامذته وبثقة زملائه وتقديرهم الى ان بلغ سن التقاعد بعد ان قضى 35 سنة كما ان الاخ محمود كان حاضرا وفاعلا في كل المحطات النضالية: النقابية والسياسية وحقوق الانسان. فعلى المستوى النقابي لم تقتصر مهمة الاخ محمود في النضالات اليومية التي خاضها قطاع التعليم الثانوي دفاعا عن كرامة الاستاذ وتأمينا لحقوقه المادية والمعنوية بل انه تحمل عدة مسؤوليات على مستوى النقابة الاساسية والاتحاد المحلي والاتحاد الجهوي. وقد سهر على سير اشغال بناء دار الاتحاد المحلي بزرمدين. ولم يفت الاخ محمود ان يكون نصيرا للانسان حيثما كان، فكان عضوا فاعلا في الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان فرع المنستير منذ اكثر من عشرين سنة يتابع أنشطتها ويتفاعل مع قضاياها. ومن هذا المنطلق ساهم على المستوى المحلي والجهوي في كل الانشطة الهادفة لترسيخ الوعي بقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان. ولعل افضل ما ختم به الاخ محمود حياته وضمن به رصيدا للآخرة إن شاء الله هو الجهد المتواصل الذي بذله صحبة اخوة بررة لبناء جامع الرحمة بزرمدين، وهل من رحمة افضل من اقامة مساجد يذكر فيها اسم الله. كل هذه النضالات تتنزل ضمن قناعة اوسع وايمان اعمق وآفاق أرحب، إنها العقيدة الراسخة بالمشروع القومي الذي يهدف الى اعادة بناء كيان الامة العربية والاسلامية الموحد واسترجاع كرامتها المسلوبة وتوفير الحرية لأبنائها ضمانا لمستقبل افضل. انه اختزال مخل لمسيرة طويلة بما فيها من مرارة ومتعة ومن انتصارات وانكسارات، عاشها الاخ محمود مع ثلة من رفاقه منهم من قضى نحبه ومنهم من مازال ينتظر. فطوبى للأخ محمود بهذا الرصيد الذي ضمن به محبة ابنائه واخوته واهله ومواطنيه وحاز به رضا ربه إن شاء الله. الكاتب العام للاتحاد المحلي بزرمدين