كثيرا ما نسمع أن الرّحلة الى افريقيا القارة السّمراء محفوفة بالمخاطر بل وتعدّ مغامرة لكني لم أفكّر في ذلك والسعادة تغمرني وأنا أمتطي الطائرة في إتجاه دولة أوغندا. كانت زيارة بعض الدول الافريقية من هواجسي واحلامي منذ سنوات حيث حاولت في عدة مناسبات سواء ثقافية أو رياضية أو سياسية لكني فشلت وأخيرا تحققت امنيتي وزرت اجمل الدول الافريقية وذلك عبر الفرصة التي اتاحتها لي الرابطة الشعبية الاجتماعية لقبائل الصحراء الكبرى، انطلقت الرحلة من مطار طرابلس الدّولي حيث كانت العناية بقاصدي دولة أوغندا وقد كانوا من مختلف الدول العربية والافريقية مثقفين أدباء وصحفيين. انطلقنا من طرابلس وبعد رحلة دامت قرابة 6 ساعات نزلنا مطار كمبالا الذي يقع بمحاذاة بحيرة فكتوريا أكبر البحيرات والمنتجعات في العالم من الوهلة الاولى أدركنا أن هذا الشعب طيّب بل طيبة مبالغ فيها أيّ عكس ما كنّا نحمله في اذهاننا عن الافارقة. قضينا بأوغندا 6 أيام زرنا معالمها وتعرّفنا إلى أساليب عيش الشعب الأوغندي، أخلاقه وثقافته. أوغندا مستعمرة أنقليزية كانت قد تعرضت كغيرها من الدول الافريقية الى الاستغلال الفاحش من طرف المستعمر ولا تزال تعاني من التبعيّة الاجنبية بل لاحظنا وجود أكثر من مستغل او باللغة السياسية اكثر من مستثمر مثل اليابانيين والصينيين. الشعب الاوغندي لا يتكلم كثيرا طيّب في أخلاقه قصير القامة وهذا ما يميّزه عن بقية الشعوب الافريقية، تتعايش فيه عديد العقائد من المسلمين والمسيحيين ولا تزال الديانات الوثنية قائمة كما لفت انتباهنا عديد الظواهر الاخرى اجتماعية واخلاقية مثلا الشعب الاوغندي لا يدخّن بل يعتبر التدخين عيبا رغم الحريات الشخصية في المجالات الأخرى. كذلك الشعب الاوغندي لا ينفعل لا يعيش بالعراك والخصام ولا يحتاج إلى الاضواء في الطريق الكل يسير في الازدحام المروري في صمت ويصبر ورثوا السياقة الانقليزية أي السياقة على اليسار وسائل النقل لديهم متطوّرة بحيث كلها أسيوية (يابانية وصينية). عندما يتأمل الفرد سلوكهم واخلاقهم يتعجب كيف يمكن ان تكون هناك صراعات وحروب اهلية. اما حياة المسلمين هناك فيتمتعون بحقهم في ممارسة الشعائر الدينية بل تنتصب الجوامع وسط العاصمة وعند الاذان للصلاة يخيل اليك ان الديانة الوحيدة السائدة هي الاسلام رغم انهم ليسوا الاغلبية. زرنا بحيرة فكتوريا فكانت زيارة شبه سحرية وذلك لروعتها وتلك المحميات الطبيعية التي فعلا تستحق زيارتها من كل سكان الأرض وهي فعلا تستحق زيارتها من كل سكان الأرض وهي فعلا كذلك فالسياح هناك من كل أنحاء العالم جاؤوا للمتعة، فزيارتها تظل تاريخا لا ينسى في حياة زائرها. كما زرنا الاسواق الشعبية وتعرفنا الى تجارتهم فكانت المرأة الأوغندية هي عماد هذه التجارة. زرنا الاحياء الشعبية الفقيرة ولاحظنا الفرق الواضح بيتها وبين الاحياء الراقية تماما مثل هو واقع في جل دول العالم الثالث. لا تزال الحياة القبلية قائمة لكن لا تلحظها في الحياة اليومية للشعب الاوغندي. زرنا الجامع الكبير في العاصة وهو من اكبر الجوامع في أوغندا بل وفي الدّول العربية يسع 11 ألف شخص وكان هديّة الزعيم الليبي العقيد معمّر القذافي للشعب الأوغندي وخصوصا لمسلمي أوغندا وعلى هذا الذّكر عرفنا بل علمنا حب الشعب الاوغندي لليبيا وذلك لما تقدمه ليبيا من دعم لأوغندا وسبل التعاون التي أرستها ليبيا مع عديد الدّول الافريقية. كانت رحلة تعرّف فيها مبدعو افريقيا ومثقفوها على بعضهم البعض ومدّ جسر التعاون والتواصل وهذه غاية الرابطة الشعبية الاجتماعية لقائد الصحراء الكبرى التي أثنى على شكرها الوفود المشاركة.