بدعوة من السفارة الليبية في القاهرة لرحلة خاطفةإلي العاصمة الأوغندية «كمبالا»، ذهب ما يقرب من 60 من الإعلاميين المصريين للمشاركة في افتتاح مسجد القذافي الوطني الذي بدأ في تشييده منذ أكثر من 30 عاما (1977) هناك في عهد الرئيس السابق عيدي أمين، ولظروف الصراعات السياسية والدينية في أوغندا توقف بناء ثاني أكبر مسجد في أفريقيا (يسع نحو 12 ألف مصل) بعد مسجد الحسن الثاني في المغرب، إلي أن تم افتتاحه خلال الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام ورغم أن الزعيم الليبي اعتاد منذ سنوات الاحتفال بالمولد النبوي في إحدي العواصم الأفريقية جنب الصحراء «شهدت النيجر احتفال العام الماضي» إلا أن الاحتفال في أوغندا هذا العام كان له معني مختلف حيث خفف ذلك من توجساتنا تجاه «ألاعيب» إسرائيل في منابع النيل، فها نحن كعرب نتواجد هناك أيضا، وأصبح لأحد الزعماء العرب نفوذ امتد حتي الشاطيء الشمالي لبحيرة «فيكتوريا» أحد أهم منابع النيل. من مطار عنتيبي حتي وسط العاصمة كمبالا استغرقت الرحلة أكثر من ساعة فالطرق ضيقة تماما إضافة إلي الزحام الخانق في الشوارع حيث ينزل الأوغنديون للعمل منذ تباشير الصباح الأولي في موقع الاحتفال كان الزحام أكبر من الوصف حيث احتشد مئات الآلاف من الأوغنديين، والمفاجأة تمثلت في وجود أكثر من 3500 شارك من كل قارات العالم دعتهم السلطات الليبية، من بينهم رؤساء وشيوخ قبائل الصحراء الكبري وشيوخ الطرق الصوفية، وأساتذة وعلماء وفقهاء الدين الإسلامي. وتحت إشراف أحمد قذاف الدم منسق العلاقات المصرية - الليبية تم الانتهاء من اللمسات الأخيرة لاستقبال القذافي وخمسة رؤساء أفارقة وهم الأوغندي يوري موسيفيني، والمالي أمادو توماني، والرواندي بول كاجامي، والكيني مواي كيباكي، والصومالي عبدالله يوسف أحمد. وبعد كلمات الترحيب بالزعماء الأفارقة، بدأ القذافي في إلقاء كلمته التي استغرقت ما يقرب من ساعة ونصف الساعة، وكما توقع الجميع بدأ الزعيم الليبي مهاجما الدول الغربية خاصة «الدنمارك» بسبب إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول - صلي الله عليه وسلم - رغم الاحتجاجات. ودعا القذافي الحكومات الأفريقية لرفض المعونات الغربية المشروطة بتبني الديمقراطية التي لا تصلح لإفريقيا، ولكنها تناسب الغرب فقط، وانتقد القيود الدستورية علي فترات حكم الرؤساء الأفارقة وأشار إلي الرئيس الأوغندي، وقال إن موسيفيني جاء عن طريق الثورة الشعبية، وخلص أوغندا من الديكتاتورية والحروب الأهلية، ويملك مشروعا ثوريا تقدميا فكيف نفرط فيه». حرص «رضا بيبرس» السفير المصري في أوغندا علي لقاء الوفد الإعلامي المصري، وخلال اللقاء علي شاطيء بحيرة فيكتوريا، أشار إلي فرص الاستثمار في أوغندا خاصة في مجال الدواء، ولم نستطع «السفير ونحن» تفسير لغز عدم استيراد مصر للحوم الأوغندية الأرخص سعرا والأعلي جودة، ولفت السفير إلي عدم وجود كيلو جرام واحد من السماد داخل أوغندا حيث تتغذي الماشية علي المراعي الطبيعية. وقال «بيبرس» إن التوغل الإسرائيلي في منابع النيل لا يجب أن يثير القلق طالما استطعنا نحن «مصر» التواجد أيضا.