... مسلسل الجلسات العامة الإنتخابية والخارقة للعادة وما شابه ذلك عادة ما تغيب عنها العملية الانتخابية لتكون بالتالي احتفالية أو ربّما لتصفية حسابات هذه المجموعة مع المجموعة الأخرى وأليست نوادينا تحكمها المجموعات أكثر من أي شيء آخر (!). جلسات صائفة 2008 بدأها الأولمبي الباجي ضمن سيناريو أنّ ولا طلبا وصل إلى كتابة الجمعية الاّ مطلبين اثنين الأولى للرئيس السابق عبد اللطيف الكافي بما أنّه أخذ مكان رضا العوني ومساعده مصطفى بن عبد الله الشطي وبما أنّ لا أحد عبّر عن استعداده لتحمّل المسؤولية فإنّ الكلام الذي قيل في شأن تفاصيل الأولمبيك لم يتجاوز العادي وبما أنّ كرتنا يحكمها منطق العادي والمتكرّر والمستنسخ إلى حدّ الضجر فإنّ صدى هذه الجلسة العامة لم يتجاوز مكان انعقادها. 2 ... الهدف من عقد هذه الجلسات العامة على اختلاف نواياها الأكيد أنّه لمحاسبة من قدموا أنفسهم على أنّهم يملكون قدرة التسيير وادارة الأمور بحكمة، لكن هذه الحكمة سرعان ما نتوقف على تجلياتها حين يوزّع التقرير المالي على الجالسين في الصف الأول فقط (!) لنكتشف أنّ الموازنات بين المداخيل والمصاريف عرفت عجزا ماليا قد يفوق ال 200 مليون فهل هنا يمكن ان نتحدّث وننوّه بمن لم يتمكن من النجاح!! هنا اسأل ماهي آليات تقييم النجاح والفشل عندهم؟! 3 الأكيد أنّ أغلب نوادينا تقدّم لجلساتها العامة تقاريرا منقوصة وغير واضحة ضمن مصاريف منتظرة (!) وضمن أرقام غريبة جدّا قد لا نجد لها فاتورات ليتمّ وضعها حتما في خانة المصاريف المختلفة، لكن أغرب ماهو حاصل أنّ المصادقة على هذه التقارير المالية يتمّ ضمن مشهد الصفوف الأخيرة ممّن لم يصلهم التقرير أصلا أي، أو من أولئك المقربين بما أنّني كنت حدثتكم عن المجموعات وهذه المجموعات عادة ما يكون دورها التصفيق أو التشويش على أحد المتدخلين ممّن قد يحرجون رئيس الجمعية أو ذلك المشرف على الجلسة لذلك فإنّ المطلوب أن يسود الهدوء ليصفق الكل حتى على ما لا يستحق التصفيق (!) 4 .. التصفيق في الجلسات العامة لابدّ منه والمصفقون هم بالأساس المتمعشون من النادي بما أنّ فيهم من يتحصّل على أجرة شهرية ليكون في الواجهة ههنا استحضر واحدة من جلسات الموسم الماضي بما أنّها انتهت بمشهد التعانق ورفع أيادي حمدي المؤدب وعزيز زهير وسليم شيبوب بعيدا عن ذلك المشهد في كم من مرّة التقوا بعد ذلك سؤال عابر لمشهد معبر!! 5 .. وبما أنّ الجلسات العامة في بلادنا لم تتغيّر أوضاعها حتى وأن دخلنا زمن الاحتراف والحال أنّه فعلي بعيد عنا فياحبذا لو يسعى من يزكون رؤساء النوادي لتقديم برامج عمل واضحة يضمنوها الأهداف التي سيسعون لتحقيقها وإذا فشلوا فهم مطالبون بالذهاب وبذلك نكون قد ضمنا حد أدنى من التداول على المسؤولية كما نضع هؤلاء على محك ادارة الأمور بفكر لا ضمن سيناريو استغلال ما تقدمه المجموعة الوطنية من مال (!!). 6 ... المعذرة ان قلت لكم أنني ورغم السنوات الطويلة التي قضيتها في مهنة المتاعب لم أفهم الفلسفة من عقد جلسة عامة يوافق الحاضرون على نجاحها وقانونيتها بالتصفيق على تقرير مالي يتضمن موازنة بالمليارات ضمن اشارات غير مفهومة!! 7 «إذا كنت تخطّط لسنة فأغرس بذرة، وإذا كنت تخطّط لعشرة سنوات فأغرس شجرة، وإذا كنت تخطّط لمائة سنة فعلّم الناس، فعندما تزرع بذرة واحدة فإنّك تحصد محصولا واحدا وعندما تعلّم الناس تحصد 100 محصول».