بالتعاون مع مكتب العمل الدولي ومكتب استشارات اجتماعية نظم قسم الدراسات والتوثيق ندوة حول دور الاتحاد في النهوض بالمسؤولية المجتمعية للمؤسسة حضرها السيدان ألكسندر جاكورسكي ممثل المكتب الدولي للشغل... ومحمد الناصر منسق برنامج الميثاق العالمي بتونس والاخ منجي عمامي واشرف عليها الاخ محمد السحيمي الامين العام المساعد المسؤول عن قسم الدراسات والتوثيق. تضمن برنامج الندوة تقديم ثلاثة مداخلات الاولى حول مشروع التنمية المستديمة بفضل الميثاق العالمي للسيد ألكسندرو جاكورسي والثانية حول سبل وضع الميثاق العالمي حيز التنفيذ للسيد محمد الناصر والثالثة حول دور النقابات في تنمية الحوار الاجتماعي حول المسؤولية المجتمعية للمؤسسة قدمها الاخ المنجي عمامي. * احترازات وقد تلا هذه المداخلات نقاش ثري تنوعت فيه ردود الفعل حول هذا الميثاق بين مؤيد ومحترز ورافض فهناك من اكد على ايجابية هذا الميثاق من حيث المبادئ التي تبقى بشكل عام مبادئ نبيلة ومشتركة مع الحركة النقابية مع ضرورة التركيز عند التطبيق واحترام شروطه وضوابطه وهناك من ابدى احترازات حول المشروع في حد ذاته من حيث انه مجال قد يسعى لضرب العمل النقابي وتهرب المؤسسات من تطبيق القوانين الشغلية وبالتالي يستغل هذا الميثاق بطريقة تزيد من سطوة المؤسسة ومن استغلالها لعمالها اما الاحتراز الثاني فيشمل طرق واليات المراقبة وفرض التزام المؤسسات بهذا الميثاق وانخراطها الفعلي فيه. كما أشارت التدخلات الى الفوارق الشاسعة بين مجال تطبيق هذا الميثاق في مقارنة بين الاطارات المرجعية الاوروبية التي تضمن الحريات العامة والفردية وتكفل إمكانات اكبر للمتابعة والمراقبة وبين اطار محلي طبق من حيث الحريات ومجالات التحرك النقابي والاجتماعي مما يعسر من امكانات نجاح هذا الميثاق في بلوغ أهدافه المرسومة ويفتح مجالات الالتفاف حوله. وقد أكدت مجمل التدخلات على وجوب مزيد التعمق واثراء النقاش حول هذا الميثاق واستغلال جوانبه الايجابية لخدمة قضايا العمال. * توضيحات أبرز السيد ألكسندرو جاكورسكي بان هذا الميثاق مهم من حيث ان المسؤولية المجتمعية اصبحت عنصرا مهما في السوق الدولية فالمؤسسات المنخرطة في هذا الميثاق لا يمكنها خرق بنوده لانها ستكون عرضة للفضائح والتشهير فالامم المتحدة لا يمكنها فرض التطبيق لكن عدم التطبيق سيلحق اضرارا بالمؤسسة من خلال التشهير بها في الصحافة في كافة انحاء العالم وهو امر تخشاه كل المؤسسات كما ان هذا الميثاق لا يعطي شهائد أو جوائز اي كان نوعها والتي يمكن ان تؤثر على المستهلكين او تدعم المؤسسة فهو يخول نشر تقارير عن العمل الاجتماعي داخل المؤسسة. اما السيد محمد الناصر فقد اكد بان المخاوف الواردة في النقاشات مفهومة بالنظر الى الظروف التي يعيشها العمال والنقابات لكن التخوف من مرامي وغايات هذا الميثاق بعيد كل البعد عن الواقع فمكتب العمل الدولي ملتزم بقضايا العمال ولا يمكن ان تصدر عنه مواثيق تضر بمصالح الشغالين على ان الميثاق العالمي هو احدى الاليات الموجودة لتفعيل المسؤولية المجتمعية للمؤسسة وتشجيعها على الاستثمار في المجال الاجتماعي وهو ليس مدخلا لتهرب المؤسسة من تطبيق القوانين او ضربا للعمل النقابي فالعولمة التي خلفت العديد من المآسي والمشاكل تحتاج ضرورة الى تعديل مسارها وهذا لا يكون إلا عبر هذه الاليات ومن ضمنها الميثاق العالمي لكنه مشروط بجهد النقابات التي تبقى دوما مدعوة الى الضغط في اتجاه احترام هذا الميثاق ودفع المؤسسات الى سلوك مجتمعي وعدم مصلحة الاجراء سيما في القطاع الخاص الذي يشكو نقصا في التأطير النقابي والانخراطات. اما الاخ منجي عمامي فقد ابرز بان هناك اوضاعا ومتغيرات جديدة افرزت واقعا جديدا يوجب اليوم التأقلم معه وتغيير ما يجب ان يتغير فمنوال التنمية تغير والطلب والميولات هذه كلها تدنّت ومن الضروري اليوم دفع المؤسسة الى الانخراط في هذا الميثاق على ان يضطلع الاتحاد بدور المراقبة لحسن التطبيق ومنع التوظيفات الاخرى وذلك بالحضور ووضع الضوابط والمقاييس والتشهير بالتجاوزات. اما الاخ محمد السحيمي فقد اكد بان القسم حريص على تقديم هذا المفهوم وتوضيحه للنقابيين حتى تُفهم بعض التساؤلات والاحترازات عسى ان يكون هذا الميثاق مدخلا لتدعيم الانتساب النقابي وخلق نقابات في مناخ غير متوتر مشير الى ان المجال سيبقى مفتوحا لمزيد التعمق في هذا المفهوم وابعاده بما يخدم مصلحة الاتحاد ومنظوريه.