يعدّ فصل الصيف، فصل الراحة والاصطياف لدى التلاميذ بعد قضاء عام في الدراسة والمراجعة، لكن لدى البعض الاخر لا يمثل فصل الصيف الا مزيدا من التعب والارهاق في عمل يعدّ موسميا حالما تعود الحياة الدراسية من جديد الى سالف عهدها، فيمثّل لهم الصيف الملاذ الوحيد لمجابهة مصاريف العام الدراسيّ الجديد وتكاليفه لا سيّما لدى الشباب المنتمين الى الفئات محدودة الدخل اوالمتوسّطة. فعوض قضاء هذه العطلة الصيفية في الاستجمام وإزالة تعب عام دراسيّ سواء في البحر او عبر السفر يقضّونه في البحث عن عمل موسميّ أو مؤقت يخفّف عنهم تكاليف سنة دراسية جديدة. في حين ينعم الاخرين في النّعيم ليستقبلوا عاما جديدا مفعما بالحيوية والنشاط بعد إزالة ثوب التعب وضغط الامتحانات وغصراتها. هكذا يلعب القدر دوره ليفرز المجتمع جيلين مختلفين ومتناقضين، فما ذنب هؤلاء الابناء اللذين وجدوا انفسهم يعيشون داخل فئة تنتمي الى طبقة متوسطة وذوي الدخل المحدود لا تستطيع توفير أبسط حاجياتهم الضرورية والاساسية في الحياة. بذلك فهؤلاء الابناء يجدون أنفسهم مضطرّين للاعتماد على أنفسهم مكرهين على ذلك ليتحملوا عبء المسؤولية في وقت مبكّر. في حين يولدُ هؤلاء اي ابناء الطبقة الميسورة الحال وفي افواههم ملعقة من ذهب ليجدوا كل شيء متوفر من حولهم فلا داعي للعناء والتعب. لعلّك عزيز القارئ لاحظت معي تلك الهوّة بين كلا الجيلين ولعبة القدر في تعميقها: جيل وجد نفسه في النعيم يرزق وآخر في العناء قابع.