في الوقت الذي كان فيه لبنان الشّقيق يتعرّض للإعتداءات العسكريّة الصّهيونيّة لمدّة ثلاثة وثلاثين يوم وهي مدّة كانت أكثر من كافية لتدمير بنيته التّحتيّة... وتهجير أهله من الجنوب قسرًا وظُلمًا تحت القصف العشوائي بالصّواريخ والقنابل المحرّمة قانونيّا وأخلاقيّا ودوليّا كان العالم بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية وبشرعيّة عربيّة رسميّة يستمتع بمشاهد القتل والإبادة الجماعيّة للمدنيين في لبنان وإذا كان هذا العالم بكلّ مؤسساته الحقوقيّة والقانونيّة لم يتحرّك قيد أنملة لوقف نزيف الدّم فلأنّه قد أعطى الضّوء الأخضر للكيان الصهيوني ومنحه ما يكفي من الوقت لينجز شيئا عسكريّا على ميدان المعركة فيتمّ بموجبه فرض سياسة الأمر الواقع على المقاومة وعلى لبنان عمومًا. وفي الوقت الذي كان فيه مقاومو «حزب اللّه» يطاردون «نخبة الغولاني» في جيش الكيان الصهيوني ويدمّرون فيه «دبّابات الميركافا» و»بوارج ساعر» على هضاب وشعاب وأودية وسواحل الجنوب الصّامد بقيادة نصر اللّه الشّامخ كان فريق «14 آذار» يُحبك المؤامرات على لبنان ووطنيي لبنان ويطعن في ظهر المقاومة ويلوّث دماء الشهداء. فكانت من نتائج الحرب وتداعياتها انتصار حزب اللّه على العدو الصّهيوني (حزب الشيطان) ومن يقف وراءه ويدعمه فأهدى نصر اللّه «نصر الله» الى أحرار العالم واسترجعت الذات العربية مصالحتها مع ذاتها ومع تاريخها ومحيطها. ولكي تكمل الصّهيونية العالمية اعتداءاتها على هذه الأمّة طلع علينا «بابا الفاتيكان» في حينه بما يثير الإشمئزاز والإستنكار والغضب تجاه ما صرّح به في حق الإسلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلّم بأنّ الإسلام لم يُنشر إلاّ بحر السّيف وأنّ الرسول ذاته لم يأت بما يُسيء للإنسانيّة وأنّ القرآن لا يخضع لمحاكمة العقل. فالبابا لم تأت تصريحاته من فراغ أو من جهل بالإسلام وإنّما جاءت من الإساءة ولأجل الإساءة، فكان كلامه قصديّا ومحدّدا بأكثر دقّة وبأكثر وضوح ودعما لتصرّفات «البابا» المشينة عاد من جديد المشهد ا لدّانماركي بما يسيء لرسول الإسلام عليه الصلاة والسلام عندما عرض التلفزيون الدّانماركي مقاطع لصور كاريكاتورية تسيء لرسول الاسلام محمد عليه الصلاة والسلام فممارسات «البابا» وحزب الشعب الدّانماركي والتلفزة الدّانماركية ان دلّت فهي تدلّ على جرّ الكنيسة والدين عموما الى مواقع المصادمات المباشرة خدمة لمآرب وغايات سياسيّة رخيصة لا تمتّ بصلة الى القيم الإنسانية النّبيلة خلاصتها ارساء أسس لقاعدة التّناحر الطّائفي الدّيني في لبنان والعودة به الى الحروب الأهلية المدمّرة بعدما فشلت كلّ المشاريع الإستسلاميّة وفي مؤخّرتها «مشروع الشرق الأوسط الجديد» والتي حملتها ومازالت تحملها قوى ومجموعات مهزومة آخرها مجموعة «14 آذار» وما تلاها من الجنبلاطيين الذين يتخذون من السّفارات الأجنبية مقرّات لهم لتلقي الأوامر واتخاذ القرارات التي تهدّد السّلم الأهلي في لبنان وتعطّل مسار الحوار الوطني بهدف ضرب أيّ تطلّع في اتّجاه البحث عن حلول وطنيّة تنتشل لبنان أرضا وشعبا من مخاطر العودة الى حرب أهليّة مدمّرة لا تخدم الاّ مصالح سماسرة الأسلحة والمتاجرين بثوابت ومصالح الشعب اللّبناني الصّامد على أرضه في مواجهة التحدّيات الدّاخلية والخارجية. وليس بخاف عن أحد أنّ ما يسمّى «بقوّات اليونيفيل» الوافدة على لبنان عبر مجموعات دوليّة مسلّحة وتحت غطاء مجلس الأمن الدولي هي في الأصل قوات غزو واحتلال مهمّتها حماية الكيان الصهيوني من هجمات المقاومة اللّبنانية (حزب الله) تمهيدا لتجريد حزب اللّه من سلاحه وتصفية أمينه العام سماحة الشيخ حسن نصر الله ومن معه من مقاومين ووطنيين الأمر الذي انكشفت معه فضيحة مجلس الأمن الدّولي ومؤامرة الدّول الكبرى التي لم تخف لحظة عداءها وحقدها المزمن على هذه الأمّة فقوات «الونيفيل» لم تأت لبنان الاّ بمضمون الفصل السّابع أمّا الفصل السّادس فلم يؤخذ منه الاّ الشكل ونحن لا يهمّنا هنا أو هناك لا الفصل السابع ولا الفصل السادس ولا من يبحث عن الجوانب الإيجابيّة والسّلبيّة من القرار 1701 ولا حتّى مجلس الأمن الدّولي نفسه. فما يهمّنا سوى ذلك الذي تهمّه همومنا الذي يحزن لحزننا ويفرح لفرحنا. فالقرارات التي تصدر عن مجلس الأمن الدولي من أيّ مؤسسة من مؤسسات الأممالمتحدة هي نفسها فإنّها تأتي دوما بمقابل والمقابل مكلّف فالقرار 1701 هو نفسه 1559 هو نفسه 1406 هو نفسه 194 هو نفسه 242 هو نفسه كوفي عنان هو نفسه بوش وبلير وجنبلاط وكلّ من خطا على خطى «14 آذار» أو «14 شباط». فإذا كان العالم الآن يطلب من سوريا وايران ان يشاركا أو حتى يتدخّلا للمشاركة في ايجاد الحلول العراق ولبنان وفلسطين والشرق الأوسط عموما. فهل في ذلك من قرار؟