مرات قليلة زرت فيها جزيرة بل جزر قرقنة.. في كل مرة اسعد فيها بسحر المكان وطيبة خلق الرحمان هناك... في كل مرة يفسد «الملعوب» بفعل حركة النقل البحري (وماذا غيره) بين الجزيرة وصفاقس... وفي كل مرة أحاول الكتابة عن هذه النقيصة بل النقائص أستعيذ من الشيطان الرجيم و «أبدّل الساعة بساعة» لكن عشية الاحد الماضي لم استطع ان ابدل حتى دْرَجْْ... يومها والمصادف لأول نهاية اسبوع بعد عيد الفطر.. امتد الطابور بمحطة سيدي يوسف حتى كاد لو امتد غربا يصل الى ساقية سيدي يوسف!! حيث بقينا هناك «ملوّحين» قرابة الاربع ساعات بالتمام والكمال فعلت خلالها فينا الشمس ما فعلت، وبائع الشاي ما فعل، والذباب ما فعل، وبائع السجائر ما فعل (علبة المارس ب 3 دنانير !) و «ابسوزي» الحوات ما فعل (هذا الاخير يحرق الطابور ويقفز على الرصيف ليدخل هو وصحبه ونبقى نحن والبقاء لله. اذن بقينا في سيدي يوسف اكثر من ثلاث ساعات وكدنا نردفها بثلاث أخر بعدما انهالت علينا ثلاث حافلات ضخمة لنقل السياح وشاحنة «مرعبة» مملوءة جعة» واخرى تحمل فوقها اخرى معطبة... احتل جميعها نصف حمولة الباخرة «السابعة» او اكثر من ذلك او اقل لا ندري فلم يعد عندنا عقل... المستهدف: وبمجرد دخولنا صعدنا الى اللود السابع في السماء السابعة!! لنصب على الطاقم جام عتابنا... هناك افهمونا... وخرجوا من دائرة الاستهداف... استهدافنا.. حيث اقنعنا الثلاثي سمير السويسي قائد الباخرة ومساعدوه فتحي السلامي (تقني) ومختار الشلغاف (بحري Marin) بأن من حقنا ان نغضب قليلا ومن واجبنا ان نفهم ونتفهم معضلة النقل بين قرقنة وصفاقس. المواطن (فاعل ومفعول) السيد سمير السويسي دافع عن الشركة بالقول انها توفر الاطار وتسخر كل الامكانيات لخدمة المسافرين حيث هناك حاليا اربع بواخر تتحرك وبتواتر معدله ساعتان حيث ان من يضيع رحلة يتحتم عليه قضاء اربع ساعات... وخاصة ايام وساعات الذروة... ومرد ذلك هو تجمع الناس في وقت واحد مما يطول معه الطابور الذي يتعذر استيعابه في باخرة لا تتجاوز حمولتها اكثر من ستين سيارة (باستثناء اللود السابع 120 سيارة). وكان بالامكان تجاوز ذلك من خلال عمليات الحجز المسبق التي تختصر الوقت والتعب... تعب الجميع من المسافرين والطواقم حيث تعمل بعض الطواقم اكثر من 12 ساعة في اليوم في سبيل ان لا يقضي القرقني وغيره ليلته على الرصيف او يومه في الطوابير. من جهة اخرى افادنا افراد الطاقم بأن الحجز المسبق يقتضي اضافة معلوم لا يتجاوز الدينارين.. وهو ما نراه بلا مبرر حيث لم تقدم على ذلك اي شركة في العالم وهل ثمة اكبر من «P . O» البريطانية أو «SEA» الفرنسية الناقلين الرسميين الرابطين كالي «Calais» الفرنسية ودوفر البريطانية عبر المانش... اقتراح قريح اذا حسنت نية شركتنا الناقلة «الشركة الحديثة للنقل بقرقنة» وارادت التخلص من هذه الانتقادات فبإمكانها ان تريح وتستريح ويكفي ان تخصص رقما اخضر للحجز وتعفي الناس من هذا المعلوم الاضافي الذي يضاهي نصف ثمن التذكرة!! حيث يتساءل المواطن ماذا فعلنا وماذا جاء مليصا اذا أرحنا حالها وأرهقنا صليحا!!! اي بمعنى اخر يجد المواطن نفسه بين عذابين فأما الطابور او الجيب المقعور!