مازال المسلسل الاجتماعي «صيد الريم» الذي بثته قناة 21 طوال النصف الثاني من شهر رمضان المعظم والأسبوع الموالي للعيد يسيل الكثير من الحبر حيث تحوّل من مجرّد عمل فني إلى قضية للنقاش بل مشكلة ومعضلة قد تتجاوز العمل الفنّي إلى مسألة اجتماعية واقتصادية وأخلاقية أرّقتْ الكثير من المضاجع وقد تفتح بعض البصائر وتبعث الضوء في بعض الزوايا المظلمة والمسكوت عنها في قطاع حسّاس ودقيق ومثمر من خلال مردوديته الاقتصادية وطنيا واجتماعيا. نحن ارتأينا أن نقترب أكثر إلى المعنيين و(المعنيات) به لنفسح لهم المجال للحديث عنه ومن يكون هؤلاء غير بنات ونساء المعامل واطارات الاتحاد العام التونسي للشغل وهم الأكثر إلماما وإحاطة بواقع هؤلاء. ذلك ما حتّم علينا الذهاب هناك.. إلى السّاحل وتحديدا إلى جهة المنستير التي تتوفّر على أكثر من 12 ألف معني ومعنية «بصيد الريم». نجيبة راشد (كاتبة عامة نقابة ماراطون جمّال) بشكل عام لا يمكن التجني على المسلسل الذي وُفق في ازاحة الغربال عن «عين الشمس» رغم بعض المغالطات في مستوى جانب الصحّة والسلامة المهنية الذي أبرزه السيناريو على أنّه متوفّر ولكن الواقع غير ذلك حيث تغيب هذه المرافق في أغلب المؤسسات.. وعن الجانب الأخلاقي أكدت أنّ ظاهرة الانحطاط يمكن حصرها في بعض المؤسسات ومن العيب تعميمها. المنجي بن صالح كاتب عام الاتحاد المحلي بالمكنين «أرى في هذا المسلسل رسالة مضمون الوصول إلى الاتحاد العام التونسي للشغل بصفة خاصة والمنظمات الحقوقية والمشرع بشكل عام حيث أنّ «ماحدث» هو نتاج تغييب صوت العمّال المتمثّل أساسا في النقابة وكذلك نتيجة غياب مصداقية المصادقة على الاتفاقية 135 وغيرها إضافة إلى الجرأة المبالغ فيها على المستوى القيمي والأخلاقي. لَلاَّهُمْ الذويبي (نقابة ستاكور الوردانين) «ألح على ضرورة انجاز عمل فني آخر للتوسّع في طرح مشاغل القطاع على غرار الفوضى في التسيير الاداري بحيث صار وبمقتضى هذه الفوضى عامل البناء والمجاري مديرا!! وقد حدث ذلك فعلا وكاد يؤدّي إلى غلق المؤسسة لولا التدخل الجاد والقوي للاتحاد العام التونسي للشغل». دليلة حريق (اللجنة الاستشارية رائيلا صيادة) أرى أنّ المسلسل قد أتى على أشياء خطيرة تحصل في القطاع ولكن طريقة الطرح كانت بعيدة عن مراعاة مشاعر المتلقي ومستواه الثقافي والاجتماعي وكدليل عن ذلك أنّ أحدهم منع بل حرم زوجته من العمل منذ الحلقة الثالثة من المسلسل. طريقة الطرح التي لم تراع فيها جملة من الأمور لعلّ أبرزها ما يتعلّق بالأخلاق العامة ومدى تقبّل الكثير من الناس بل من الجهات لبعض المواقف والحركات المخلة بالآداب والقيم التي حولت جهاز التلفزيون إلى مصدر نفايات تأبى حتى مواسير «الأوناس» تحملها. القطار.. والماعز وبالعودة إلى أحداث المسلسل فقد أجمع الكلّ على أنّها منهم وإليهم ولا يمكن الحديث عن ورق توت للسّتر فمعاناة «البنات» سيل لا ينتهي وإذ قبلن هنات السيناريو فإنّ «الشفاعة» تأتي من الأفكار التي وردت والتي صبّت في معظمها إلى ابراز الفراغ الذي يتجلّى في غياب المنظمات الحقوقية.. والتلاعب بالتشريعات والاستهتار بأخرى.. ففي غياب هذه يصدق حينئذ القول «غيب يا «تران» إلعب يا معيز» وفيما يلي نقل لأهمّ الملاحظات على لسان أصحابها وصاحباتها الذين كما أسلفنا استضافهم الأخوان سعيد يوسف والمنجي الشرفي بمقر الاتحاد وبالتحديد في مكتبيهما. انسجام... ذاك ما لاحظناه في مختلف التدخلات رغم الاختلافات الطفيفة لبعض المواطن.. التي عمل الأخ المنجي الشرفي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي الذي افتتح اللقاء بوضعه في اطاره محيلا الكلام إلى الضيوف والذي ارتأينا أن ننقل وجهات نظرهم كما أدلوا بها. الأسعد البريشني (الفرع الجامعي للنسيج) لقد تبيّن في الحلقات الأربع الأولى أنّ المؤلفة وهي أصيلة السّاحل وقريبة جدّا من الموضوع وفقت في تمرير التجاوزات على مستوى التشريعات وتراتيب العمل على غرار سداد الأجور وحجمها وتاريخ صرفها. حبيبة السّعيدي (كاتبة عامة نقابة نيفا Niva خنيس) «لقد آلمتني تلك الإساءة الأخلاقية «لبنت المعمل» مقابل اخفاء الجانب للمرأة العاملة وتضحياتها ومعاناتها في البيت والشارع والمصنع والمحرومة من كثير من الحقوق على غرار استغلالية الساعات الاضافية وغياب مرافق الصحة والسلامة». بسمة الهداجي (عاملة) «كان بالإمكان تفادي الاقتصار على الرداءات والسلبيات والامتداد إلى مؤسسة «عدنان» ذات الايجابيات العديدة». مراد سعيد (كاتب عام نقابة أكوبان بنّان) «عندي من المؤاخذات ما عند زملائي وزميلاتي الذين سبقوني في التعليق وأضيف عليهم هذا التصدير المشين لواقعنا المتردّي عبر القناة الفضائية، كما آلمني جدّا ذاك المنحى السّوقي الذي خلق صداما داخل الأسر خاصة تلك التي في المناطق الداخلية». مصادقة! في نهاية هذا التحقيق تحوّل الجميع إلى مكتب الأخ سعيد يوسف الكاتب العام للاتحاد الجهوي بالمنستير الذي توخى نفس الوجهة الذي اتخذها المتدخلون حيث بارك هذه «التعرية» للواقع التي يتعيّن أن تكون عاملا اضافيا لتشجيع ودعم نضالاتنا ومنظمتنا من أجل خير القطاع والبلاد.