أصدرت الاستاذة والأخت روضة الحمروني عضو المكتب التنفيذي الجهوي بتونس نسخة منقحة ومعدلة من عملها المرجعي «دليل الاستاذ» وهذا الكتاب مثلما قدمه الاستاذ فوزي الهذباوي هو ليس مجرد تشخيص للحقوق والواجبات، وانما هو حث على الوعي بها وشرط مبدئي لتطوريها وتحسينها استجابة لطموحات المربين في تطوير أوضاعهم المادية وصونا لكرامتهم... وقد احتوى هذا العمل الجدي والمتزن والضروري على جزأين تضمن الاول حقوق الاستاذ (الانتداب /المرتب /الترسيم /التدرج والترقية /العطل /النقلة /حقوق الدفاع / الحريات الاساسية / الضمان الاجتماعية / الخدمات الاجتماعية /حالات الاستاذ) وتضمن الجزء الثاني واجبات الاستاذ (التأديب / علاقة الاستاذ بالادارة /علاقة الاستاذ بالتلميذ / الانقطاع النهائي عن مباشرة الوظيفة) ومما جاء ضمن تقديم الكتاب الذي كتبه صاحب هذا المقال ان الكتاب المرجع الذي سبق ونشرته مؤلفته سنة 2005 يقدم مادة قانونية محينة راعت فيه الاستاذة روضة الحمروني التحويرات والتعديلات التي أدخلت على جملة من القوانين طيلة الثلاث السنوات الماضية مضيفة بذلك على «دليل الاستاذ» صفة المواكبة. هذا الكتاب رغم انه لم يصدر في توقيته المناسب، باعتبار ان المربين خرجوا للعطلة الصيفية الا ان ذلك لا يمنع من اعتبار انه يمثل وثيقة لا غنى عنه لأي استاذة واستاذ اثناء عودتهم للتدريس ويمكن لأي استاذ يرغب في الاطلاع على هذا الدليل مراسلة العنوان الالكتروني التالي (guide prof @ yahoo. fr). التنشيط بمؤسسات الشباب ورهانات التخطيط والإبداع تبدو الكتابة أمرا ليس هينا، وتبدو خطورة إذا ما تعلق الأمر بحياكة شبكة منهاجية معينة وتبدو مغامرة إذا أدركنا فساحة الفضاء الذي تتحرك به كتابة معينة. هكذا يبدو قطاع الشباب كمجال شاسع ينتظر قراءات متعددة وتأويلات مختلفة، فضاء يدعو في كلّ مرة إلى مزيد من إحداث البحوث، وصياغة مناظير جديدة تكون كفيلة بإنارة طرق غير معبدة. وإذا كان الطريق إلى البيت أجمل من البيت، فإن «التنشيط بمؤسسات الشباب ورهانات التخطيط والإبداع « لمؤلفه عبد الخالق الزاهي يعتبر محاولة لاستبصار حياكة قطاع جدي لم يلق من الباحثين العناية الكافية. لم يلق العناية نظرا لصعوبة تشعباته، ولفتيته كقطاع. ومهما تكن هنات هذا الكتاب، فهي هنات موجبة كدعوة جادة لتقاطعات أخرى تنتظرها الكتابة. كتاب أتى في أساسه كبحث أركيولوجي في تقصي المنظومات والمقاربات والممارسات. فمن صيغ التنشيط إلى الممارسة التي انتهجتها المؤسسة الشبابية طيلة أربعة عقود إلى حدود الرصيد التاريخي الذي سجله العاملون بها، جاء الكتاب ليفتح مرجعيتين ,الممارسة النظرية والعملية ,وذلك بغاية مزيد إثراء التجربة البيداغوجية المخصوصة . لم يكتف مؤلف الكتاب بمسح نظري وممارساتي، بل فتح فعل الكتابة على خطورة اقتراح «منهجية في صياغة إطار مرجعي للعمل بدور الشباب». دور الشباب التي انتظرت طويلا الكتابة كفعل تفكير موجب. لذلك تعتبر جرأة هذا الكتاب في دعوته إلى الكتابة بخصوص قطاع جدي حينما ندرك كقطاع لا مؤسساتي، بقدر انفتاحه على مجال واسع من الحريات. لعل أصالة هذا الكتاب في شحن طاقات المنشطين وحقنهم بآليات إبداعية: الكتابة بما هي شحن طاقات، والمنشطون بما هم دليل الكتابة في المغامرة.