سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اعتزاز بالانتماء لأعرق منظمة عمالية وطنية وارتياح لما حققته من مكاسب ونجاحات تجمع عمالي ضحم في اليوم العالمي للعمل اللائق:
الاخ عبد السلام جراد: نتعامل باحترام مع الاطراف الاجتماعية ولا مجال للتخلي عن حفظ كرامة العمال والدفاع عن حقوقهم ودعم مكاسبهم
ا
حضور نقابي وعمالي كبير وصف بالاهم خلال السنة الحالية 2008 شهدته قاعة الشالي بنزل اميلكار بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للعمل اللائق وذلك يوم الخميس 9 اكتوبر الجاري. هذا الاحتفال تزامن مع التحضيرات التي قام بها الاتحاد للمساهمة في فعاليات الندوة الوطنية حول التشغيل التي التأمت على مدى يومي 7 و 8 اكتوبر مما جعل المنظمة الشغيلة تنظم هذه التظاهرة الضخمة يوم 9 عوضا عن يوم 6 المتفق عليه عالميا كيوم للعمل اللائق. قاعة الشالي غصت بالحاضرين من عمال ونقابيين من جهة تونس الكبرى والحضور اكد قدرة الاتحاد العام التونسي للشغل على التأطير والتنظيم وايضا نجاح التظاهرات واعطائها ما تستحق من اهتمام ورعاية وعناية. الاخ عبيد البريكي الامين العام المساعد للاتحاد المكلف بالتكوين النقابي والتثقيف العمالي قدم في كلمة موجزة لكنها معبرة للاحتفال باليوم العالمي للعمل اللائق مشددا على ان تاريخ الاتحاد ومبادئه وأهدافه لا يمكن ان تكون الا الى جانب التظاهرات والقرارات العالمية مضيفا ان مواقع الاتحاد العام التونسي للشغل في المحافل النقابية الاقليمية والدولية والمسؤوليات الكبيرة التي يتحملها فيها تجعل منه منظمة نقابية عمالية مناضلة تقف الى جانب الحق وتتصدى لمحاولات الهيمنة مهما كان مأتاها وتناصر القضايا العادلة وخاصة العربية منها مستعرضا في ايجاز محكم المتغيرات التي شهدها ويشهدها العالم ومدى تأثيراتها على الاوضاع الاجتماعية ومنها بالخصوص حقوق العمال ومكتسباتهم في ظل الليبرالية المتوحشة ومحاولات ضرب حقوق العمال من خلال اتباع انماط عمل هشة تراعي مصلحة رأس المال ولا تقرأ اي حساب للموارد البشرية وما تقدمه من تضحيات ومساهمات متعلقة بتوفير الانتاج وتحسين الانتاجية وهي بذلك شريك فاعل في المنظومة الشغلية في مفهومها الشامل. بعد كلمة التقديم للاخ البريكي الذي وضع فيها الاحتفال باليوم العالمي للعمل اللائق في اطاره والظروف التي دعت الى اقراره يوم 6 اكتوبر من كل عام، تناول الكلمة الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد الذي حيا الحاضرين من مكتب تنفيذي وطني ومن كتاب عامين للجامعات والنقابات العامة والاتحادات الجهوية للشغل بتونس الكبرى وجموع النقابيين والعمال الذين حضروا بأعداد كبيرة اكدت مرة اخرى تمسك الجميع بالاتحاد العام التونسي للشغل منظمة واحدة موحدة حرة وديمقراطية ومستقلة ومناضلة. كما اكدت الاعتزاز بالانتماء لأعرق منظمة نقابية عمالية وطنية ساهمت في معركة التحرير كما ساهمت في تشييد تونس الحديثة وبناء صرحها والمحافظة على عزتها ومناعتها. الاخ الامين العام للاتحاد اكد ان الاتحاد العام التونسي للشغل قوة خير للبلاد وللعمال ولا يمكنه ان يكون الا الى جانب الحق وجانب المظلوم لانه منظمة خلقت من وجدان الشعب التونسي وكانت لكل فئات المجتمع ترفض الفئوية والانغلاق على النفس وبقدر دفاعه عن حقوق ومطالب العمال وحفظ كرامتهم ودعم مكاسبهم والتصدي لكل محاولات هضم حقوقهم فانه يعطي المصلحة العليا للوطن مكانة خاصة ويضعها فوق كل الاعتبارات. وبين الاخ عبد السلام جراد ان توفير الظروف الملائمة للعامل من خلال احترام التشريعات والقوانين واحترام الحق النقابي الذي يضمنه دستور البلاد والتخلي عن الطرد وغلق المؤسسات، كلها عوامل من شأنها ان تحفّز العامل على مزيد البذل والعطاء وتوفير الانتاج وتحسين الانتاجية وهي ميزات العمل اللائق. وأكد الامين العام للاتحاد ان المنظمة الشغيلة بقدر اهتمامها بأوضاع الشغالين بالفكر والساعد فانها تعمل من اجل ان تكون المؤسسة مزدهرة ومتطورة حتى يتسنى لها القيام بوظيفتها الاقتصادية والاجتماعية وتساهم في خلق مواطن شغل جديدة مبرزا العلاقة العضوية القائمة بين المؤسسة والعامل بما يجعل مصيرهما مشتركا في ظل التكتلات الاقتصادية الاقليمية والدولية وفي ظل المنافسة الشرسة لأهم اقتصاديات العالم والمحاولات المتكررة لليهمنة على اقتصاديات البلدان النامية. وتحدث الاخ عبد السلام جراد عن قيمة العمل واهمية الشغل في حياة المجتمعات مشيرا الى ما توليه كل الاطراف في تونس من اهمية للتشغيل مذكرا بالندوة الوطنية حول التشغيل التي نظمتها الدولة خلال يومي 7 و 8 اكتوبر الجاري بمشاركة الاحزاب السياسية والمنظمات الاجتماعية مؤكدا في ذات السياق ان العمل يعتبر المحرك الاساسي للرقي الاجتماعي وهو الذي يحدد استقرار الأسر والمجتمعات ورفاهيتها وهو الذي يُولّد كذلك الاحساس بالهوية وينمي الشعور بالكرامة ويساهم في تحسين آفاق الترقية المهنية والاندماج الاجتماعي كما ان العمل من العوامل المحددة في انماء الثروة الوطنية ومقياس من مقاييس التنمية المستديمة وذكّر الاخ عبد السلام جراد بعناية سيادة الرئيس زين العابدين بن علي بهذا الملف وما سجلته تونس وحققته من مكاسب عديدة على مستوى النمو وتأمين التوازنات العامة او في مستوى التشغيل والنهوض بالموارد البشرية مبينا ان هذه النجاحات يجب ان لا تحجب النقائص التي يجب تداركها وايجاد الحلول الملائمة لها حتى تحصل الفائدة والتنمية الشاملة. ولدى حديثه عن المفاوضات الاجتماعية الجارية الان في جولتها السابعة اكد الاخ عبد السلام جراد ان الاتحاد يعمل على انجاحها بما يجعل نتائجها في مستوى انتظارات الشغالين بالساعد والفكر وبما يعوض عن تدهور مقدرتهم الشرائية مبينا ان الاتحاد مدرك لدقة الظرف الاقتصادي العالمي وللتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم وتهمه اوضاع المؤسسات مشددا على ان الاتحاد لا يرمي الى تعجيز الاطراف الاجتماعية سواء الدولة باعتبارها اكبر مشغّل او الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وهو يعتمد على الحوار ويدعم السياسة التعاقدية التي تقوم على التفاوض والتشاور ووضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار كما يحرص الاتحاد على ايجاد الصيغ التوافقية في ايجاد الحلول الملائمة للمسائل القائمة والمطروحة كما يدعو الى ارساء اسس حوار اجتماعي دائم بين الاطراف الاجتماعية مما يجنب البلاد التوترات وبعض الهزات التي نحن في غنى عنها وبين الاخ عبد السلام جراد ان الدولة هي الراعي الوحيد للحوار الاجتماعي وهي مطالبة بمواصلة منح قوة القانون للاتفاقيات التي تحصل بين الشركاء الاجتماعيين. وبين الاخ الامين العام ان العمل اللائق عنوان لتشريعات عمل متطورة وعصرية تجعل العامل يقوم بعمله في كنف الاطمئنان على حاضره ومستقبله بعيدا عن كل الشوائب التي تجعله مضطربا في أدائه وغير متفرغ كليا لتوفير الانتاج وتحسين الانتاجية. من جهة اخرى تمنى الاخ عبد السلام جراد ان تتوفر الظروف الملائمة لعمال فلسطين التي ترزح تحت نير الاستعمار الاسرائيلي المحتل داعيا الجميع الى ضرورة بذل مزيد من الجهود لتحرير الارض المغتصبة واقامة دولة فلسطين مستقلة ينعم فيها الشعب بالامن والامان وتحقيق الرفاه... الاخ عبد السلام جراد ختم كلمته وسط هتاف الحاضرين بحياة تونس وتمسكهم بالاتحاد مناضلا ومناصرا لقضايا الحق والعدل وشامخا بما حققه من مكاسب ونجاحات وما اصبح يتمتع به من سمعة طيبة في الاوساط النقابية الاقليمية والدولية بفضل مواقفه الثابتة والتقدمية التي تدعو الى احترام انسانية الانسان والتصدي لكل محاولات الهيمنة والقهر.