احتضن نزل اميلكار بالضاحية الشمالية للعاصمة يوم السبت 19 جانفي 2008 تجمعا عماليا كبيرا احتضنته قاعة الشالي وذلك احتفالا بالذكرى 62 لتأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل. التجمع اشرف عليه الاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد بحضور الجامعات والنقابات العامة والاتحادات الجهوية للشغل بتونس واريانة ومنوبة وبن عروس الى جانب الاخ رضا بوزريبة الامين العام المساعد المسؤول عن التغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية وكذلك الاخوة توفيق التواتي ومحمد الشابي ومصطفى المديني ومحمد المسلمي... هتافات وشعارات رددتها الاطارات النقابية التي حضرت التجمع وجاءت لتكرس تعلق الشغالين والنقابيين بمنظمتهم العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل وبقائها شامخة تسير على نفس الدرب وعلى نفس الاهداف والمبادئ التي تأسست من اجلها ذات يوم في 20 جانفي 1946 على يد احد ابناء تونس البررة شهيد الكفاح الاجتماعي والوطني المرحوم فرحات حشاد ورفاقه الابطال 62 سنة مرت على ذكرى التأسيس والاتحاد العام التونسي للشغل يناضل من اجل مطالب العمال ودعم مكاسبهم ومن اجل الكرامة والاستقرار في الشغل ومن اجل دعم الحريات العامة والفردية والاستقلالية وتعميق التعامل الحضاري وتكريس الديمقراطية. 62 سنة مرت على تأسيس منظمة الشغالين بالفكر والساعد وهي شامخة ومستمرة في اداء رسالتها النبيلة تجاه تونس وعمال تونس في كنف المسؤولية ووضع مصلحة البلاد فوق كل الاعتبارات... التجمع العمالي افتتح ببرقية التهنئة التي وجهها سيادة الرئيس زين العابدين بن علي للاخ عبد السلام جراد الامين العام للاتحاد والى الشغالين كافة، وقد تلاها على مسامع الحاضرين الاخ توفيق التواتي الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بتونس وتجاوب معها الحاضرون بالتصفيق والزغاريد الصادرة من عدد هام من النساء العاملات اللاتي شاركن في التجمع.. الاخ عبد السلام جراد رحب في مستهل كلمته بالحاضرين مهنئا الجميع بهذه الذكرى العزيزة على كل عامل وعاملة وكل تونسي وتونسية مبرزا النخوة والاعتزاز بهذا الحدث الهام الا وهو ميلاد الاتحاد العام التونسي للشغل من وجدان الشعب التونسي مستعرضا الظروف التي أحاطت بهذا التأسيس الذي تم زمن الاستعمار وما شكله من مظالم سلطت على الشعب التونسي بفئاته الاجتماعية كافة. وقد اعتبر الاخ عبد السلام جراد ان تاريخ الحركة النقابية العمالية في تونس حلقة مترابطة ومتماسكة مستعرضا حركة محمد علي الحامي زارع البذرة النقابية الاولى مرورا بفترة القناوي وصولا الى الاتحاد العام التونسي للشغل مذكرا بما قام به الاتحاد من رد اعتبار للحامي والقناوي وصولا الى الاتحاد العام التونسي للشغل مذكرا بما قام به الاتحاد من رد اعتبار للحامي والقناوي وكل رموز الاتحاد ومناضليه ومناضلي الوطن. وبين الاخ الامين العام للاتحاد نضالات الاتحاد خلال حرب التحرير وما قام به حشاد العظيم ورفاقه لفائدة عمال تونس والوطن عموما مشددا على تلازم البعدين الاجتماعي والوطني في عمل الاتحاد العام التونسي للشغل الذي دفع ضريبة النضال وضحى بالغالي والنفيس لا من اجل العمال فقط بل من اجل استقلال تونس وعزتها ومناعتها والشهيد الرمز فرحات حشاد وغيره دليل قاطع على ذلك.. الاخ الامين العام للاتحاد تحدث باطناب عن تأسيس الاتحاد وعن رغبة النقابيين في تأسيس نقابة تونسية لحما ودما بعيدا عن الانضواء تحت اي لون اخر وهو ما يعد رفضا واضحا للتبعية وللاستعمار واذنابه كما تطرق الى انخراط الاتحاد في الاتحاد الحر واستغلاله لمواقعه صلب المنظمات الدولية للتعريف بالقضية الوطنية، الاخ الامين العام للاتحاد اكد بالمناسبة ان الاتحاد يعمل اليوم في كنف الشفافية والديمقراطية بعيدا عن كل اقصاء او تهميش وهو فضاء رحب لكل ابنائه بالفكر والساعد، فيه يُحترم الرأي والرأي المخالف ويتم الاحتكام الى قوانينه والتراتيب الجاري بها العمل كما اكد ان الاتحاد مستقل لكن دون انعزالية او انكماش على الذات مشددا على ضرورة التعامل الحضاري بين مختلف مكونات المجتمع ووضع مصلحة البلاد فوق كل الاعتبارات. وثمن الاخ عبد السلام جراد الرعاية الموصولة التي يلقاها الاتحاد من لدن سيادة الرئيس زين العابدين بن علي معبرا عن تقديره وتقدير النقابيين والشغالين كافة لسيادته عن برقية التهنئة الصادرة عن سيادته بمناسبة الاحتفال بالذكرى 62 لتأسيس الاتحاد مؤكدا ان الاتحاد يحظى بدعم سيادة الرئيس وحرص سيادته على استقلالية المنظمة الشغيلة والقيام بعمله في كنف الشفافية والديمقراطية. وبين الاخ الامين العام للاتحادان المنظمة الشغيلة ترفض توظيف العمل النقابي لفائدة العمل السياسي مضيفا ان الاتحاد يعمل وينفذ الاضرابات دفاعا عن مطالب الشغالين لكنه يرفض التدخل في شأنه كما يرفض ان يلجأ الى الاخرين لحل المشاكل الداخلية التي تبقى شأنا داخليا لا دخل لاي جهة فيه.. من جهة اخرى تحدث الاخ عبد السلام جراد عن المفاوضات الاجتماعية القادمة وحرص الاتحاد على انجاحها بما يجعل نتائجها في مستوى انتظارات الشغالين بالفكر والساعد وبما يعوّض عن تدهور مقدرتهم الشرائية مضيفا اننا نرفض الزيادة في مؤسسة غير قادرة ومهددة بالاندثار لكن بعد ان نجلس على مائدة التفاوض وبعيدا عن الانفراد بالرأي والتقرير من جانب واحد. ولدى حديثه عن المفاوضات في الوظيفة العمومية قال الاخ عبد السلام جراد: لا يزيد تعجيز الحكومة لانها حكومتنا والمطلوب هو تمكين الموظفين من حقوقهم والرفع من مستواهم المادي والمعنوي كما ان الاتحاد يريد من الاطراف الاجتماعية ان تتقاسم التضحيات وتقوم بواجبها الجبائي تجاه الدولة وهو ما يستوجب ضرورة سن سياسة جبائية عادلة وشفافة لا يشعر فيها اي طرف بالحيف. من جهة اخرى اكد الاخ عبد السلام جراد ان الاتحاد العام التونسي للشغل يدعم الاستثمار الذي يخلق مواطن شغل ويساهم في التخفيف من حدة البطالة ويساهم في الاستقرار الاجتماعي الذي هو عماد استقرار البلدان ونموها وتقدمها.. كما اكد ان الاتحاد بقدر دفاعه عن مطالب العمال ويعمل على دعم مكاسبهم ويحافظ على كرامتهم فانه يدعم المؤسسات حتى يتسنى لها القيام بوظيفتها الاقتصادية والاجتماعية. من جهة اخرى دعا الاخ الامين العام للاتحاد الى ضرورة ارساء حوار اجتماعي دائم باعتباره السبيل الامثل والانجع للاستقرار الاجتماعي وايجاد الحلول الملائمة للمسائل القائمة ودفع الجميع إلى مزيد البذل والعطاء لما فيه خير كل الاطراف وخير تونس عموما حتى يعم الامن والاستقرار والرخاء والرفاه مشددا على ان الاتحاد يحب الخير للبلاد ولا يسعى الى التوتر بل يعمل جاهدا من اجل توفير الظروف الملائمة لارساء اسس مناخ اجتماعي سليم يوفر للعامل الاطمئنان على المستقبل والاستقرار في الشغل والحصول على حقوقهم وهي عوامل من شأنها ان تجعل العامل متفرغا لمزيد البذل والعطاء وتحسين الانتاجية وتوفير الانتاج. الاخ الامين العام اكد ان الاتحاد يعمل على ان تكون علاقاته مع باقي الاطراف الاجتماعية ومكونات المجتمع المدني مبنية على اساس الاحترام المتبادل والتعاون من اجل مصلحة الجميع ومصلحة تونس التي تبقى فوق كل الاعتبارات، واكد بالمناسبة ان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان مكسب وطني لابد من المحافظة عليه وتمكينها من الظروف التي تجعلها تقوم برسالتها في كنف الشفافية والاستقلالية. من جهة اخرى عبر الاخ الامين العام للاتحاد عن الارتياح لعلاقات الاتحاد الخارجية مستعرضا المواقع والمسؤوليات التي يتحملها الاتحاد صلب المنظمات النقابية الاقليمية والدولية وما اصبح يتمتع به من اشعاع بفضل مواقفه الثابتة من قضايا العدل والتحرر واحترام الحريات وحقوق الانسان واحترام حقوق العمال بالفكر والساعد. وبهذه المناسبة جدد الاخ عبد السلام جراد وقوف الشغالين ومنظمتهم العتيدة الى جانب القضية العادلة حتى الاستقلال ودحر المستعمر الاسرائيلي المغتصب للارض الفلسطينية مستنكرا حصاره المفروض على الفلسطينيين ومحاولاته المتكرّرة لكبح جماح المقاومة وشق الصف الفلسطيني داعيا المجتمع الدولي الى التدخل الفوري لفك الحصار عن الاراضي الفلسطينية. من جهة اخرى عبر الاخ الامين العام للاتحاد عن الانشغال للوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب العراقي بسبب وجود قوات اجنبية على أراضيه كما حيّا نضالات الشعوب من أجل الكرامة والحق في العيش بعيدا عن محاولات التسلط والسطو على الخيرات..