قريبًا يحتفل بمائة عام على تأسيسه (1910) المستشفى الجهوي بالكاف تداول على ادارته أكثر من 20 مديرًا وشملت خدماته أهالي ولايات الكاف والصرين وجندوبة، انّه أفضل مؤسسة مفتوحة للعموم ويستحق عناية أكثر جدية للتأهيل الحقيقي حتى يلتحق بركب مستشفيات العاصمة والشريط الساحلي. إنّها المعاناة!! والاستغاثة! انّها صيحة الفزع! تصوروا ان هذا المستشفى العريق ليس به طبيب انعاش منذ آخر جويلية بعد رحيل الطبيب الأجنبي المتعاقد، مع العلم انّ هذا المستشفى لم تقع تونسته طبيا في هذا الاختصاص منذ تأسيسه.(!) لماذا نزيد في معاناة المرضى فمنهم من اجلت عملياتهم إلى موعد قريب بعيد ومنهم من نقل إلى العاصمة وهذا عبء آخر على ميزانية المواطن في المستشفى مع تدهور اسطول سيارات الاسعاف، واهدار الوقت لانقاذ حياة المرضى، أربعة اجهزة تنفس اصطناعي لم تشتغل مند مغادرة آخر طبيب انعاش نحن نرجو ان لا تطول المدّة لانتداب طبيب انعاش جديد حتى لا تتلف الآلات ويأكلها الصدأ. سؤال مهم كيف تتمكّن المصحة الوحيدة في الكاف التي لا تتجاوز طاقة استيعابها 30 سريرا ان توفر طبيب انعاش يؤمن الخدمات 24 ساعة على 24 و7 أيّام على 7 فيما تعجز الوزارة على توفيره للمستشفى الجهوي بالكاف؟ الحقيقة، إنّ نقص أطباء الاختصاص في المستشفى الجهوي بالكاف لا يقتصر فقط على طبيب الانعاش وإنّما أيضا على طبيب الأعصاب الذي غادر منذ سنة 2007 وترك وراءه مرضى دون مراقبة وعناية.(!) طبيب لأمراض الجلدية غادر آخر أكتوبر 2008 (أجنبي متعاقد) 2 أطباء أمراض العيون أجانب غادروا آخر جويلية 2008. ليبقى المستشفى الجهوي دون طبيب استمرار. صيدلي بيولوجي بالمخبر. طبيب أشعة، خاصة وأنّ آلة المفراس scaner يشتغل عليها طبيب عام وقعت رسكلته وآلة التصوير بالصدى مازالت تنتظر رحمة ربّي! كذلك النقص الفادح في الأعوان الشبه الطبيين. هنا القانون واضح وصريح وهو الصادر بالرائد الرسمي للبلاد التونسية الأمر عدد 230 لسنة 1991 وهو الذي يتعلّق بضبط النظام الأساسي لأعوان السلك الطبي الاستشفائي الصحي الفصل عدد 12 اذ يتعيّن على الأطباء والأطباء الاختصاصيين للصحة العمومية حديثي الانتداب العمل خلال سنتين متتاليتين على الأقل باحدى الجهات الصحية المصرح بها ذات أولوية بقرار من وزير الصحة فأين تطبيق ذلك (؟) ويا حبذا لو شمل هذا القانون أطباء القطاع الخاص حتى لا يكون للتمركز في المدن الكبرى والعاصمة والشريط الساحلي دون سواها، فإن كان من باب الواجب فهو واجب وعمل انساني فحق البلاد والعباد ان يرد الجميل للدولة التي وفرت التعليم والمعاهد والكليات، وحق العباد خاصة لسكان المناطق الداخلية الذين سقوا الأرض عرقا ليخرجوا من خيراتها خضرا وقمحًا لكل تونسيّ وتونسية دون استثناء سواء كان من مناطق الظل أو النور (؟). أخيرا لابد من توجيه تحية شكر لإبن الكاف أحد أطباء الاختصاص في «تقويم الأعضاء وجراحة العظام» الذي يتحول كل شهر إلى الكاف *-ليكون في عون أبناء الجهة ويقوم بعمليات جراحية معقدة وصعبة. ويا حبذا لو ينسج على منواله زملاؤه أصيلي الكاف التي أنجبت العديد من الاطارات الطبية.