تعتبر مؤسسة C.T.C رائدة في مجال صناعة النسيج على المستوى الوطني حيث أنّها بعثت سنة 1961 في مدينة صيادة ممّا جعلها آنذاك تأخذ صفة «الوطنية» باعتبار رأس مالها التونسي الصرف شأنها شأن مؤسسة «سيتاكس» قصر هلال... وهما الأقدم في القطاع. هذه المؤسسة (أي مصرف غزل صيادة) كانت تستوعب أكثر من 200 عامل ممّا جعلها قطبا صناعيا كبيرا يزود السوقين الداخلية والخارجية على حدّ سواء ممّا جعلها تتحصّل على جائزة عالمية في أواسط الثمانينيات. هذا الصرح الشامخ أصابه الوهن بعد تسرّب «فيروس» التسريح نتيجة التداول الوراثي لاطار الاشراف والصعوبات الجانبية التي لم تبق في المؤسسة سوى 61 عاملا فقط ممّا اثر في الأداء الذي تسبّب في فقدان الحرفاء ممّا دفع بالأمور نحو الأسوإ ليبدأ معه مسلسل المعاناة في سنة 2005 عندما حرموا من حقهم في استرجاع مصاريف العلاج والتداوي التي تضمنها شركة التأمين والتي تستحوذ عليها الادارة!! وقد تصدّى العمّال من خلال الهيكل النقابي لهذا التجاوز من خلال جلسات فاقت العشرين الاّ أنّ شيئا لم يحدث لتتوج هذه التجاوزات بإلغاء الاتفاقية مع شركة التأمين ضربة واحدة! دون الرجوع الى العمّال والسلطات ذات النظر ولم تقف هذه الاخلالات عند هذا الحد بل تمادت في تجاوزات أخرى يشهد عليها الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الذي رفع أمر هذه المؤسسة إلى القضاء بعد ثبوت ادانة الشركة بعدم تسديد مستحقات العمّال والصندوق في آن واحد حيث لم يتقاض العمال سوى مستحقات سداسية واحدة بتأخير ملحوظ.. وقد زادت مخاوف العمّال بعد صدور الحكم القضائي على مشغلهم. كلّ هذه المعطيات أدّت إلى توقف نشاط المؤسسة كلّيا منذ شهر جويلية الماضي وتوقف الأجور والمستحقات الاضافية على غرار جزء من منحة لباس الشغل والمنحة الدراسيّة.. وتواصلت هذه التجاذبات إلى حدود 5 نوفمبر الجاري حيث عقدت جلسة بمقر تفقدية الشغل بالمنستير بحضور مدير عام المؤسسة والنقابة الأساسية والاتحاد المحلي بصيادة والأخ المنجي الشرفي عن الاتحاد الجهوي بالمنستير إلى جانب رئيس وحدة المصالحة... هذه الجلسة تمخضت عن التزام الإدارة باستئناف العمل بصفة عادية بداية من يوم الاثنين 17 نوفمبر الاّ أنّ ذلك لم يحدث حيث تواصل الوضع على ماهو عليه في ظلّ اختفاء رئيس المؤسسة الذي لم يظهر الاّ في تفقدية الشغل مدججا بحلّ مفاده تسريح 22 عاملا. التّحرك... اعتمادا على الفصل 21 بفقراته الثلاث عشرة تقدّم العمّال من خلال (النقابة الأساسية ونواب العملة باللجنة الاستشارية للمؤسسة والاتحاد المحلي بصيادة) بمطلب اجراء بحث ميداني لمعرفة دواعي توقف المؤسسة عن النشاط منذ 31 جويلية الماضي.. وهو مازكاه الأخ سعيد يوسف الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير الذي باشر التحرّك والتنسيق مع السلط الجهوية لتطويق المسألة خاصّة أنّ الانفصال بلغ مبلغا متقدّما بعد زيارة عدل منفذ للمؤسسة وتسجيل ما آلت إليه الأمور داخلها وغياب كل المرافق الضرورية للعمل من ماء وغاز وكهرباء.. وهو ما يعتبر خرقا لمضمون الفصل 6 من مجلة الشغل واستهتارا بأصول علاقة التبعية القانونية بين الأجير والمؤجر على حدّ قول الأخ المنجي شريعة كاتب عام الاتحاد المحلي بصيادة الذي أضاف أنّ ما يحدث في هذه المؤسسة هو انفصام للعلاقة الشغلية التي أساسها العمل والأجر. وختم الأخ المنجي بأن تطميناته للعمّال بدأت في النفاد وهو ما يدعو كل الأطراف وخاصة السلطة إلى حسم الموضوع وانهاء معاناة العمال خاصة أنّ أكثر من 50 منهم هم رجال يعيلون أُسرًا متعدّدة الأنفار أنهكتهم الظروف على غرار العودة المدرسية ورمضان والأعياد.